كشفت مصادر ثقة ل"الحياة" في بيروت عن حادثة ديبلوماسية حصلت في الأسبوعين الأخيرين بين لبنانوفرنسا، كانت مدار بحث بين السفير الفرنسي في بيروت فيليب لوكورتييه أثناء زيارة قام بها للخارجية اللبنانية يوم السبت الماضي قابل خلالها وزير الخارجية جان عبيد، وغادر من دون ان يدلي بأي تصريح. وعلمت "الحياة" ان زيارة لوكورتييه جاءت بطلب من حكومته، بعد ان تلقت الرئاسة الفرنسية رسالة من سفارتها في واشنطن نقلت اليها على أنها موجهة من الرئيس اللبناني اميل لحود الى الرئيس جاك شيراك. وفي المعلومات ان السفير اللبناني في واشنطن، فريد عبود اتصل بزميله الفرنسي في العاصمة الأميركية جان دافيد ليفيت وطلب لقاءه لينقل اليه رسالة. وكان فحوى الرسالة ان الرئيس لحود يودّ إبلاغ شيراك أنه بعد ان حصل التمديد له ثلاث سنوات إضافية، يرغب في فتح صفحة جديدة مع فرنسا، وأن هذا سيترجم بمجموعة من الخطوات. وقالت مصادر الثقة ل"الحياة" ان من هذه الخطوات انه سيتم اعادة تكليف الرئيس رفيق الحريري برئاسة الحكومة الجديدة وتعيين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وزيراً للمال... وذكرت انه بعد نقل الرسالة الى الرئاسة الفرنسية، استغربت الأخيرة مضمونها وأن شيراك سأل، لماذا يبعث لبنان برسالة اليه عبر السفارة في واشنطن اذ كان يمكن ان يحصل ذلك عبر السفارة في بيروت. وأشارت المصادر الى ان لوكورتييه زار الخارجية لهذا الهدف وسأل عن الرسالة، الا ان المسؤولين فيها أبلغوه ان لا علم لهم بوجودها. ولم ترشح معلومات اضافية عن محادثاته في الخارجية، لكن مصادر واسعة الاطلاع أبلغت "الحياة" أن موقف الجانب الفرنسي لم يقتصر على إبداء الملاحظة من الناحية الشكلية، بل أبلغ الجانب اللبناني موقفاً عبّر عن عدم استعداد باريس للدخول في مقايضات حول موقفها من الوضع في لبنان وبنود قرار مجلس الأمن في مقابل طريقة تشكيل الحكومة اللبنانية أو غيرها من الامور، وأن موقفها بات معروفاً من الوضع اللبناني والدور السوري ومن انتخابات الرئاسة اللبنانية كما صدر في القرار الدولي الرقم 1559.