يتردد سؤال على نطاق واسع في العاصمة البريطانية عما إذا كان توني بلير رئيس الوزراء يؤيد سراً فوز جون كيري، المرشح الديموقراطي الى انتخابات الرئاسة الأميركية. وفي وقت يقول مراقبون ان بلير سيكون في وضع سياسي افضل إذا فاز جورج بوش بولاية رئاسية ثانية، خصوصاً في ضوء الحرب في العراق والحرب ضد الإرهاب، إلا ان ثمة من يتحدث عن ان رئيس الوزراء يؤيد على نحو صامت امكان فوز كيري. وفي هذا الإطار، كشف تقرير صحافي ان مؤيدي كيري في الولاياتالمتحدة أُبلغوا من قبل بيتر هين الوزير البريطاني المرموق ان داونينغ ستريت تأمل في ان يفوز المرشح الديموقراطي في انتخابات الرئاسة المقررة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وقالت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ان هين الوزير المختص بشؤون مجلس العموم الذي زار اميركا اخيراً، التقى اعضاء في حملة كيري الانتخابية. ورفض هين ان يناقش تفاصيل زيارته التي حملت طابعاً خاصاً في شكل عام. لكن المطبوعة ذكرت ان طابع االمناقشات كان مختلفاً، اذ خرج المجتمعون معه بانطباع انه كان يتصرف بدعم من "داونينغ ستريت"، وأن بلير يرغب في فوز كيري. ويعتبر هذا الافتراض طبيعياً بحكم العلاقة التقليدية بين حزب العمال الحاكم والحزب الديموقراطي في اميركا. إلا ان التحالف الخاص بين بلير وبوش جعلا الأمور مختلفة. وستظل الحكومة البريطانية تلتزم علناً الحياد إزاء الانتخابات الأميركية، وهناك من يشك من انصار بلير، في قدرة كيري على شن حملة انتخابية ناجحة تمكنه من هزيمة بوش. وذكرت بعض النشرات الصحافية التي يصدرها الجناح اليساري في الحزب ان فوز كيري سيكون امراً طيباً للعالم، خصوصاً أن زعامة اميركا للعالم تعتبر امراً حيوياً وقوة اعتدال.