مع انطلاق الاستعدادات لأول مؤتمر للترشيح الرئاسي للحزب الديموقراطي بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، فرضت إجراءات أمنية مشددة في أجزاء واسعة من بوسطن التي تستضيف المؤتمر غداً. ويشارك آلاف رجال الشرطة والضباط الفيديراليين في حراسة المدينة، تساعدهم "عيون إضافية" هي عبارة عن أكثر من مئة كاميرا مراقبة مزروعة في "فليت سنتر" حيث يعقد المؤتمر، والذي تحول قلعة حصينة. وباشر خفر السواحل دوريات استطلاعية منذ أيام في ميناء بوسطن، فيما نزعت من على البرّ صناديق البريد وسلال المهملات من الشوارع تجنباً لتفخيخها. كما سيعمد إلى إغلاق الطريق السريع 93 الشهير أمام السيارات، كما ستغلق محطات قطار أنفاق المدينة لمدة أسبوع. ووضعت أسيجة حديد في محيط المباني الكبيرة، ونقاط تفتيش عند مداخلها، فيما أبدت السلطات تخوفها من تحضيرات متظاهرين لاستهداف الوسائل الإعلامية. وأفاد مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي أنه تلقى الجمعة "معلومات غير مؤكدة" عن تحضيرات مجموعة محلية لتنفيذ اعتداءات على وسائل نقل المؤسسات الإعلامية، ويرجح أن تستخدم لذلك "متفجرات أو مواد سريعة الانفجار"، بحسب ما جاء في بيان صدر عن شعبة "أف بي آي" في بوسطن. وقال سكرتير الأمن العام في ماساتشوستيس إدوارد فلين إن "لدى المسؤولين فكرة عن مصدر التهديد". وتعتبر وزارة الأمن القومي مؤتمري الحزبين الديموقراطي والجمهوري حدثين أمنيين خاصين، خصص لهما مبلغ مئة مليون دولار بدل نفقات أمنية. وعلى رغم التهديدات، أعلن مجلس النواب الأميركي أن الانتخابات المزمع إجراؤها في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر المقبل ستستمر بغض النظر عن أي تهديدات. وفي عملية تصويت غير ملزمة، خلص مجلس النواب إلى أن "أي أفعال يرتكبها الإرهابيون لن تؤدي إلى تأجيل موعد الانتخابات". إجراءات مشددة في محيط منشآت الطاقة أصدرت السلطات الأميركية تعميماً إلى جميع منشآت الطاقة المحلية لوقف عملياتها التي تستخدم أقراص كومبيوتر من النوع الذي فقد في مختبر لوس آلاموس النووي. وأوقف 19 موظفاً عن العمل في المركز الموجود في نيو مكسيكو، فيما يجري مكتب التحقيقات الفيديرالي تحقيقاً في اختراق الإجراءات الأمنية للمختبر وفي اختفاء القرصين اللذين يحتويان معلومات سرية يرجح أن تكون أسراراً نووية، كما يجري مراجعة شاملة للأمن في المنشأة التي أوقف جميع الأعمال فيها. وأمر وزير الطاقة الأميركي سبنسر أبراهام بوقف عمل جميع الإدارات التي تستخدم نوعية الأقراص المفقودة نفسها.