تراجع الدولار أمام العملات الرئيسية أمس بعدما أعلنت الحكومة الاميركية أن مؤشر الاسعار الاستهلاكية ارتفع في الشهر الماضي بمقدار نصف ارتفاعه في الشهر السابق، في مؤشر على أن التضخم على مستوى الاسعار الاستهلاكية لا يزال تحت السيطرة وقد يسمح لمجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي برفع اسعار الفائدة بوتيرة متئدة. وقالت وزارة العمل الاميركية أمس ان مؤشر الأسعار الاستهلاكية، أوسع مقياس للتضخم في الولاياتالمتحدة، ارتفع بنسبة 0.3 في الشهر الماضي، أي بنصف الزيادة التي سجلها في أيار مايو الماضي، الذي شهد ارتفاعاً شديداً في أسعار البنزين. لكن الارتفاع جاء أعلى قليلاً من توقعات الاقتصاديين في حي المال في نيويورك وول ستريت التي بلغ متوسطها 0.2 في المئة. وأضافت الوزارة انه على رغم أن معدل ارتفاع الأسعار الاستهلاكية تباطأ في حزيران يونيو الماضي، الا أن ارتفاع أسعار الوقود لا يزال مصدر قلق من احتمال ارتفاع التضخم. وزادت أن المؤشر الاساسي لاسعار المستهلكين، الذي تستبعد منه أسعار المواد الغذائية والطاقة لشدة تقلبها، ارتفع بنسبة أقل بلغت 0.1 في المئة في حزيران بعد ارتفاعه بنسبة 0.2 في المئة في أيار. وخلال الشهور الاثني عشر الماضية بلغ معدل التضخم الاساسي 1.9 في المئة. وظلت أسعار الطاقة عنصراً أساسياً في ارتفاع أسعار المستهلكين. وقالت وزارة العمل ان الطاقة تمثل نحو ثلثي الزيادة في المؤشر العام للاسعار، اذ ارتفعت جميع أسعار البنزين والغاز الطبيعي والوقود والكهرباء في حزيران عنها في أيار. وزادت تكاليف الطاقة بنسبة 2.6 في المئة الشهر الماضي بعد ارتفاعها 4.6 في المئة في أيار. وفي الاثني عشر شهراً حتى نهاية حزيران ارتفعت تكاليف الطاقة بنسبة 17 في المئة. وبلغ سعر اليورو في بداية التعامل في سوق نيويورك بعد اعلان ارقام التضخم 1.2380 دولار مقابل 1.237 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس. وتراجع الدولار الى108.88 ين من 109.60 ين قبل اعلان ارقام التضخم و109.5 ين في اواخر التعامل أول من أمس. وارتفع الجنيه الاسترليني أمس الى 1.8667 دولار من 1.853 دولار أول من أمس. وكان الاسترليني انخفض قبل صدور ارقام التضخم، مقترباً من أدنى مستوى منذ أسبوع مقابل الدولار واليورو، بعدما ألقت بيانات اقتصادية صدرت أخيراً في بريطانيا شكوكاً على وتيرة رفع أسعار الفائدة مستقبلاً. وأدت بيانات التضخم في أسعار المنتجين والمستهلكين التي صدرت هذا الاسبوع الى تراجع التوقعات في شأن وتيرة رفع الفائدة البريطانية بعدما رفعتها الحكومة أربع مرات، كل مرة بواقع ربع نقطة مئوية منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي لتصل الى 4.5 في المئة. لكن المحللين مازالوا يتوقعون رفع الفائدة في آب أغسطس المقبل. لكن الجنيه تجاهل انباء سياسية أظهرت هزيمة حزب العمال الحاكم في انتخابات فرعية مهمة وتفادى الهزيمة في دائرة انتخابية أخرى.