اعتقلت الشرطة البريطانية امس ستة رجال في لندن، في عملية مثيرة احبطت سرقة 40 مليون جنيه استرليني في مطار هيثرو. وقال مسؤولون انهم يلاحقون شخصين آخرين من افراد العصابة تمكنا من الفرار. وقالت سكوتلنديارد ان وحدة طوارىء تابعة لها اوقفت المشتبه بهم، بمساعدة فريق خاص مسلح، عندما اقتحمت في العاشرة صباحا مستودعاً حيث وجدت اوراقاً مالية ومعادن نفيسة. وبدأت العملية عندما اقتحم باص نقل صغير بوابة مسودع الشحن السويسري في المحيط الخارجي للمطار. وخرج افراد العصابة من الباص وهددوا موظفي المستودع بسلاح ناري واحد على الاقل وسكاكين وهراوات. وقالت الشرطة ان العصابة استهدفت كمية كبيرة من معدن نفيس نقلت في وقت سابق الى المستودع. وافاد احد التقارير انها كانت سبائك ذهب. كما حاولت العصابة اقتحام منطقة تخضع لحراسة حيث توجد كمية كبيرة من الاوراق النقدية. واستخدم رجال الشرطة، الذين كمنوا للعصابة، طلقات مصممة لافراغ اطارات الباص وشلّه عن الحركة قبل التصدي للصوص. وتمكن اثنان من المشتبه بهم من الفرار بعدما خطفا باصاً واجبرا السائق على ان ينقلهما من المكان. وعثر على الباص بعد ذلك بوقت قصير، ولم يصب السائق بأي اذى. ونقل المحتجزون الستة، الذين تراوح اعمارهم بين اوائل واواخر الثلاثينات، الى مراكز شرطة غرب لندن لاستجوابهم. وقال مدير الشرطة باري فيليبس: "احبطنا ما كان سيكون احدى اكبر السرقات التي شهدتها بريطانيا. ونعتقد بان هؤلاء الرجال كانوا جزءاً من شبكة اجرامية منظمة". واشار الى ان قدراً كبيراً من التخطيط والاعداد سبق تنفيذ المحاولة، لكن وحدة الطوارىء التابعة لشرطة لندن كانت ترصد تحركات العصابة منذ فترة. ولو ان العصابة نجحت في تنفيذ خطتها فان غنيمتها كانت ستفوق ما حصل عليه منفذو سرقة مستودع "برينكس مات" العام 1983، عندما اقتحم ستة اشخاص مستودعا في مطار هيثرو وسرقوا منه سبائك ذهبية قيمتها 26 مليون دولار. وكانت الاجراءات الامنية في المطار خضعت لمراجعة دقيقة العام 2002، بعدما ادت عمليتان خلال فترة قصيرة الى سرقة حوالي 8 ملايين جنيه استرليني. وادى ذلك الى حرج كبير لمسؤولي امن المطار والحكومة التي امرت بمراجعة امنية. وطالب وزراء بتحقيق عاجل في تلك السرقات وسط مخاوف بان الاجراءات الامنية، التي كان يفترض انها تزايدت بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة، لم تكن على مستوى كاف من التشدد.