قال نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكوت إن وزراء بريطانيين بدأوا يستطلعون فرص السباق إلى السلطة متوقعين رحيل رئيس الوزراء توني بلير الذي يسجل تراجعاً في استطلاعات الرأي. وهي المرة الأولى يتحدث مسؤول كبير في حكومة بلير عن رحيل محتمل عن السلطة لرئيس الوزراء الذي يواجه انتقادات متزايدة حول سياسته في العراق. وأوضح بريسكوت في مقابلة مع صحيفة "تايمز" يمين نشرت أمس: "نعم، الناس يتحدثون عن ذلك داخل الحكومة. أي رئيس وزراء بريطاني سيغادر السلطة في أحد الأيام". لكنه استبعد محاولة إقالة بلير من جانب حزب العمال الحاكم. وتأتي هذه التعليقات لتزيد من التكهنات في لندن بأن بلير على وشك الاستقالة أو أن منافسه الرئيس في حزب العمال وزير المال غوردون براون سيطيح به. وسعى رئيس الوزراء في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت" يسار أول من أمس إلى دحض هذه التكهنات مذكراً بنيته الترشح لولاية ثالثة في الانتخابات التشريعية المقبلة التي يمكن أن تحصل في ربيع 2005. وأظهر استطلاع للرأي نشرته "تايمز" هذا الاسبوع أن حزب العمال لن ينال سوى 32 في المئة من الأصوات في حال أجريت الانتخابات الآن، في أدنى مستوى له منذ أكثر من 17 عاماً. ونال منافسه الرئيس حزب المحافظين 36 في المئة من الأصوات. وتصدرت صحفاً بريطانية أمس مقالات تطالب بلير بالرحيل بعناوين مثل: "الضغوط تتزايد على بلير للرحيل"، و"بلير يجب أن يرحل"، و"الجهل لا ينفي المسؤولية". وجاء في مقال نشرته "غارديان" أن أعضاء حزب العمال في البرلمان يعتقدون بأن العراق سبب أضراراً فادحة لبلير لا يمكن إصلاحها. ووجه أكثر من معلق سياسي انتقادات لبلير لقبوله "مسؤولية بلا سلطة" في العراق والتقليل من أهمية المصالح البريطانية لمصلحة أهداف المحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة من دون مقابل. ويعتقد المعلقون بأن بلير سيدفع ثمن قراراته السياسية غالياً وأن وقت الحساب اقترب. وسألت "تايمز" الخميس الماضي: "هل يستطيع بلير احتمال لهيب عاصفة العراق النارية المتزايد" مشيرة إلى أن الوزراء في حكومته يطالبونه باتخاذ مواقف منفصلة عن بوش. ونقلت عن مصدر في الحكومة قوله: "نتبع سياسة المحافظين الجدد الأميركيين في ما يبدو".