غاب المطرب العراقي كاظم الساهر عن جمهوره اللندني لسنوات، لكنه يعود هذا الشهر لإحياء حفلة سيعود ريعها لمشاريع خيرية لأطفال محتاجين في العراق. وكثرت الحفلات الخيرية في السنوات الأخيرة ولكن قل ما نعلم أين يذهب ريعها. وترعى مؤسسة "مالكونيان" الحفلة الأحد في 23 أيار مايو الجاري في قاعة "رويال ألبرت هول" العريقة وسط العاصمة البريطانية. وأنشأ فارتان مالكونيان المؤسسة قبل 22 عاماً من أجل جمع التبرعات للأطفال المحتاجين. ورعت المؤسسة حفلات خيرية ناجحة سابقاً، منها حفلة في القاعة نفسها العام الماضي لمساعدة مؤسسة "سايف ذا تشيلدرن" البريطانية في العراق حين قاد مالكونيان أوركسترا لندن الفيلهارمونية بعزف أجمل المقطوعات الكلاسيكية. وقال مالكونيان في حديث الى "الحياة": "أبدى كاظم الساهر سعادته للعمل معنا". وكان مالكونيان انتج حفلة الساهر قبل ستة أعوام في "رويال ألبرت هول"، ولذلك "كان مرتاحاً لرعايتنا هذه الحفلة، واثقاً من مهنيتنا". وتابع ان كاظم الساهر امتنع في السنوات الأخيرة من الغناء في لندن "لأنه لم يلتقي بمنظم حفلة يستطيع ان يثق به تماماً". ولفت الى انه كان ينظم حفلات للموسيقى الكلاسيكية عبر ال22 سنة الماضية، الا انه قرر استضافة الساهر بعدما حاز الأخير جائزة هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي للموسيقى العالمية في آذار مارس الماضي. وشرح مالكونيان ارتباطه بالاطفال المحتاجين لأنه كان يتيماً هو نفسه، وتربى في دار "عش الطيور الدنماركيين" للأيتام في لبنان ويعمل الآن في بريطانيا مخرجاً ومنتجاً تلفزيونياً كما انه درس الموسيقى الكلاسيكية وقاد فرق أوركسترا بريطانية مختلفة. وحصلت المؤسسة على دعم من ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز ورئيس الوزراء توني بلير الأعمالها الخيرية السابقة. وقال مالكونيان انه يشعر بمعاناة الأطفال المحتاجين لأنه عاش معاناتهم، مضيفاً: "كنت منهم في يوم من الأيام". وتابع: "يصعب على بعض المرفهين في المجتمعات الميسورة فهم القهر الذي يعيش فيه الأطفال في المناطق الفقيرة أو المعرضة للحروب". وقال ان غرض حفلاته الخيرية "مساعدة الآخرين، ففيما أريد مساعدة المحتاجين، أرغب في مساعدة الميسورين على العطاء وفعل الخير". ولفت الى ان الموسيقى أفضل طريقة للتعبير عن المشاعر و"إبراز أفضل خصال الانسان من مساعدة والعطاء لو أتيحت لهم الفرصة". وعلى رغم ان مؤسسة مالكونيان تحرص دائماً على توصيل الأموال التي تجمعها للدولة المعنية مباشرة، الا ان الوضع الأمني في العراق يمنع ذلك. وقال مالكونيان: "من مبادئ المؤسسة ان نجمع الأموال ونوصلها بأنفسنا الى الأطفال، كما حدث في لبنان وأرمينيا. وذهبت الى العراق بنفسي قبل الحرب الأخيرة". وشرح ان "الأطفال العراقيين عانوا حتى قبل الحرب الأخيرة، فعلى سبيل المثال واحدة من كل ثلاث بنات في جنوبالعراق لا تذهب الى المدرسة بسبب فقر عائلتها". ولكنه ابدى اسفه لأنه لن يستطيع الذهاب الى العراق بنفسه، قائلاً: "سنعتمد على منظمات موجودة في العراق الآن لأن الوضع الأمني يمنعنا من السفر". وأضاف ان معظم ريع الحفلة سيعود الى منظمة "جمعية الثقافة العربية" في بريطانيا التي تنسق أعمالها مع وزارة التخطيط العراقية.