روى مواطنون عراقيون بينهم تجار وصناعيون واطباء تفاصيل عن الايام العصيبة التي أمضوها في قبضة عصابات الخطف التي يتسع نشاطها في العراق حالياً. وقال عادل مروكي، صاحب مطبعة "الديوان" التي تعد من أكبر المطابع العراقية، إنه نقل الى دار في إحدى ضواحي بغداد واستقبله أشخاص تولوا التحقيق معه حول ظروفه المالية والعائلية. وقال أيضاً إنه استطاع أن يقنعهم بعدم ضربه بسبب مرضه وكبر سنه، وانه سيقنع أولاده بدفع الفدية التي يريدونها. واضاف أنه خلال عشرة ايام أمضاها في الحبس لدى الخاطفين لم يأكل شيئاً، بل كان يكتفي بشرب الماء، وانه لدى التفاوض بين خاطفيه وأولاده تم التوصل الى دفع ثلاثين الف دولار مقابل الإفراج عنه، مبيناً ان عملية الخطف والسيارة التي استخدمت فيها وهيئة الخاطفين كانت تؤكد له "ضلوع الشرطة". ونقل عن وليد الخيال، صاحب أكبر مستشفى لعلاج الكلى في العراق، قوله إن الخاطفين طلبوا منه ان يحرر لهم شيكات تستحصل في عمان ولندن، بالاضافة الى مبلغ يتسلمونه في بغداد. ونقل عنه أيضاً تبرمه من الأوضاع الامنية المتفاقمة التي يعيشها العراق والتي دفعته الى الهجرة بعد سنوات طويلة عرف خلالها بمهارته العلمية وحذاقته في معالجة مرضى الكلى الذين كانوا يتوافدون الى مستشفاه من اقطار عربية أيضاً. وقال قريب الى المخطوف عاصم البحراني، وهو صناعي معروف وتملك عائلته جزءاً كبيراً من أسهم "مصرف الخليج الاهلي"، إنه استطاع ان يقنع خاطفيه باستعداده الفوري لدفع الفدية المطلوبة خلال أيام قليلة لأنه لم يستطع ان يتحمل ظروف الحبس. وبالفعل تم دفع الفدية التي لم يرغب ان يذكر قيمتها وأعيد الى عائلته. وأوضح صناعي عراقي معروف، لم يشأ ذكر اسمه، ان خاطفيه خدعوه، إذ جاؤوا اليه بعرض يتعلق بفندق في كربلاء يريدون بيعه. وكان العرض سهلاً ومرناً في الصيغة المقترحة لدفع قيمة الفندق التي حرص الخاطفون على تحديدها بصورة ملائمة لاستدراجه الى خارج بغداد. وقال إن طمعه جعله يسقط لقمة سائغة في قبضة الخاطفين الذين نقلوه الى منزل في ضواحي بغداد. وبعد مفاوضات استمرت أياماً مع عائلته اطلق سراحه بعد دفع الفدية. أما غالب كبه، رئيس مجلس ادارة "مصرف البصرة الاهلي"، وهو تاجر معروف، فقضى اياماً في دار في منطقة يعتقد بأنها في شارع الاميرات في المنصور وهو من ارقى مناطق بغداد حيث تحتشد السفارات والشركات الاجنبية. ونقل عنه قوله إنه يعتقد ذلك لأنه نقل الى الدار المذكورة معصوب العينين إلا أن الدار كانت فخمة وذات طراز ومساحة لا يتوفران الا في شارع الاميرات، وانه دفع 150 الف دولار ليتخلص من "ضيافة" خاطفيه. ويستمر مسلسل الخطف في بغداد ويزداد معه قلق المواطنين. ويقول بعضهم إن الخطف الذي يطاول رجال الاعمال واصحاب رؤوس الاموال دفع بهؤلاء الى الاعتصام في بيوتهم، واذا خرجوا فترافقهم مجموعة من الحرس الشخصيين، في حين فضل آخرون المغادرة الى خارج العراق طلباً للأمان. وتعج العاصمة الأردنية بمئات العائلات من اسر التجار والصناعيين والمستثمرين الذين فضلوا نقل عائلاتهم إلى مكان آمن، بعدما امتدت قبضة الخاطفين إلى النساء والاطفال.