بدأ رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد أول من امس سلسلة لقاءات مع مجموعات المعارضة ونواب مجلس الأمة البرلمان الكويتي تسبق مداولات المجلس في شأن ملف تعديل الدوائر الانتخابية. وقال مشاركون في هذه اللقاءات ان الشيخ صباح دعا الى تحاشي الممارسات الطائفية اثر بعض الأمور التي وقعت أخيراً، غير انهم قالوا ان موضوع الدوائر كان الهدف الحقيقي للقاءات. ويعود طرح المسألة الطائفية الى انتشار منشورات لمتطرفين سنة وشيعة وحصول بعض الحوادث المتفرقة مثلما وقع في دار للكتب في منطقة حولي قبل اسبوعين راجع ص2، الأمر الذي يراه البعض انعكاساً للتوتر الطائفي في العراق. وشدد الشيخ صباح في لقاءاته على "ان القانون سيطبق على كل من يثير الطائفية" في حين أبلغه النواب ان التزام الحكومة تطبيق القانون بحيادية وعلى الجميع هو ما يكفل القضاء على الطائفية والفئوية. ولا توجد في الكويت طائفية سياسية لذا لا يظهر مذهب المواطن الديني على الوثائق الرسمية، غير ان جهات اكاديمية تقدر ان ما بين 15 الى 20 في المئة من الشعب الكويتي البالغ عدده 900 ألف هم من الشيعة الذين يتحدر اكثرهم من أصول ايرانية. ويستفيد الشيعة من الحريات السياسية الواسعة نسبياً في الكويت ولديهم نواب فاعلون في البرلمان، لكن أحداث العراق بدأت تثير نقاشاً حساساً حول ما إذا كان يحق للشيعة المطالبة بالمزيد أم ان ذلك سيكون استغلالاً غير موضوعي منهم لصعود صوت الشيعة في العراق. وقال نواب ان اقطاباً في الحكومة عبروا لهم عن اعتقادهم بأن عدداً من السياسيين الشيعة في الكويت "يسيء قراءة الأحداث في العراق". وفاتح الشيخ صباح رموز القوى السياسية والنواب الذين التقاهم باقتراحات تعديل الدوائر الانتخابية. وقال نواب ل"الحياة" ان الشيخ صباح اكد موافقة الحكومة المبدئية على تعديل الدوائر لكنهم لمسوا منه عدم تقبل لفكرة تقليصها من 25 الى خمس وانه يحبذ تقليصها الى عشر مختلفاً مع النواب على بعض التفاصيل كالتوزيع الجغرافي للدوائر. وستكون الدوائر على رأس جدول اعمال جلسة مجلس الأمة اليوم الاثنين، ويطالب نواب المعارضة بتعديل الدوائر للقضاء على ظاهرة شراء الأصوات وعلى التحالفات القبلية والطائفية التي تهدم مبدأ المشاركة الشعبية. وعقد نواب "الكتلة الاسلامية" وعددهم 14 نائباً أمس اجتماعاً قرروا فيه التمسك بمناقشة "الدوائر" في جلسة اليوم وعدم تأجيل ذلك. ويرى نواب ان الحكومة لا ترغب في معارضة التعديل بشكل صريح لئلا تظهر كأنها تعرقل الاصلاح، لكنها تأمل بأن يخفق المشروع بأكمله في ضوء الاختلافات الكبيرة بين النواب أنفسهم. اذ ظهرت تفاصيل كثيرة في تقسيم الدوائر المقترح وفي عدد الأصوات لكل دائرة وعدد المقاعد الممنوحة لها مما رجح عدم موافقة كثير من النواب عليه لأنه يخل بفرصهم في الفوز مستقبلاً. وكان الشيخ صباح عقد خلال شهر رمضان الفائت ندوات شعبية في محافظاتالكويت الست واستمع الى وجهات نظر الضيوف الذين تم اختيارهم لحضورها. وقال نواب ان استحسان الشيخ صباح فكرة الاجتماعات الدورية هو ما يدفعه الى ترتيب اللقاءات الحالية خصوصاً بعدما كسب اخيراً الجولة ضد النواب المعارضين خلال التصويت على الثقة بوزير المال محمود النوري.