ليبرون جيمس ملك كرة السلة المنتظر ."نايكي" كسبته ب 90 مليون دولار قبل أن يسجل أولى نقاطه

جرت العادة أن يكون هناك مقابل ظاهر عند عملية الشراء أو الاستثمار أو حتى الإعلان مع بدء تداول العملات النقدية. وكانت مقولة "لا تشترِ سمكاً في البحر" شعار كل التجار المستثمرين، وكانت هذه الحكمة صحيحة حتى شتاء العام الماضي عندما غامرت شركة نايكي الأميركية بتوقيع عقد حقوق الإعلان عن كل مستلزماتها الرياضية مع ليبرون جيمس 19 عاماً. وكان جيمس قد تخرج للتو من الثانوية العامة وقرر اقتحام عالم الاحتراف في رابطة كرة السلة للمحترفين، وهو الذي رفض الانضمام لإحدى الجامعات لتطوير إمكانياته الفنية وحتى المعرفية على حد سواء، ولكن قناعته بقدراته جعلته لا يبعد التفكير أمام المحاولات الكثيرة لثنيه عن احتراف كرة السلة قبل إكمال دراسته الجامعية "ظروفي وظروف عائلتي المادية لن تحتمل ثلاث سنوات أخرى. حانت الفرصة الآن... مَن يدري ماذا سيكون حالي بعد ثلاث سنوات".
وشهدت السنة الأخيرة للفتى الأسمر الجديد في المرحلة الثانوية الكثير من المفاوضات والاتصالات لكسب وده قبل أن يحترف، وكان أبرز هذه المفاوضات التي لم تكن إعلامية اتصالات أسطورة كرة السلة الأميركية مايكل جوردان الذي لم ينفك عن الاتصال بالموهبة الصغيرة على الأقل مرتين أسبوعياً "كان يوجهني ويرشدني، وأنا أحرص على الحفاظ على سمعتي، لأنني سأكون قدوة للكثير من الأميركيين في سنوات مقبلة تمتد لأكثر من عقد".
وكانت المفاجأة الكبرى عندما أبرمت "نايكي" عقداً معه بقيمة 90 مليون دولار أميركي قبل مباراته الأولى مع فريقه كليفلاند كافلييرز "فوجئت بقيمة العقد، ولكن ذلك ليس لأني أشك في إمكاناتي بقدر ما كنت أفكر في نشأتي فقيراً... فكرة السلة هي حياتي، والحصول على هذه الملايين مقابل عمل شيء أحبه هو قمة السعادة... أعتقد أني إنسان محظوظ". وكانت قيمة العقد قد أغلقت الأبواب أمام الشركات المنافسة أمثال أديداس وريبوك لخطب وده، خصوصاً أن "نايكي" بحاجة ماسة إلى نموذج مثالي يمثل مبيعاتها بعد اعتزال مايكل جوردان، والضجة التي خدشت سمعة صانع ألعاب فريق لوس أنجلوس ليكرز كوبي براينت بعد اتهامه بالاعتداء الجنسي على إحدى موظفات منتجع سياحي بولاية كولارادو الذي أدى إلى انخفاض مبيعاته في الشركة. ولم يخيب ليبرون ظن "نايكي" بعد أن حقق في منتصف الموسم الرياضي الأول مع كليفلاند مبيعات تجاوزت التوقعات المسبقة بما يفوق 25 في المئة، الأمر الذي جعلهم يسعون لتجديد العقد لثلاث سنوات أخرى معه.
ومن المنتظر أن يتوج ليبرون جيمس بجائزة أفضل رياضي ناشئ على مستوى رابطة كرة السلة للمحترفين، وبالرغم من أن ذلك لم يعلن رسمياً إلا أن أحد المسؤولين أكد ذلك قبل ظهور النتائج الرسمية.
ويشهد جيمس منافسة حامية من نجم دنفر نجتس كارملوانتوني الذي قاد فريقه للتأهل لنهائيات كرة السلة الأميركية لأول مرة منذ عشرة مواسم، وكان جيمس قاب قوسين أو أدنى من المساهمة في تأهل فريقه كليفلاند لكنه احتل المركز التاسع بفارق فوز عن بوسطن الذي خطف المركز الثامن والبطاقة الأخيرة. ويعتبر جيمس ثالث لاعب في تاريخ كرة السلة الأميركية الذي حقق على الأقل معدل 20.9 نقطة و 5.9 تمريرة حاسمة و 5.5 متابعة كما يعتبر أول لاعب أميركي في تاريخ كرة السلة يسجل 41 نقطة وعمره 19 عاماً أمام نيوجيرسي نتس في 27 آذار مارس الماضي. ويؤكد البعض أن نجم الأسطورة مايكل جوردان يمكن أن ينطفئ خلال السنوات المقبلة بوجود ليبرون جيمس، وأن كرة السلة ستكون مختلفة بمولد هذا النجم الذي يكمل عامه العشرين في كانون الأول ديسمبر المقبل.