تداخلت المواقف السياسية اللبنانية من احداث داخلية وإقليمية ودولية، فطاولت الاستحقاق الرئاسي والانتخابات البلدية كما احداث القامشلي في سورية. اجتمعت كتلة قرار بيروت برئاسة رئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري وتوقفت "باهتمام وقلق شديدين امام الاضطراب الأمني الذي وقع في مدينة القامشلي". وحذرت "من اصابع الفتنة الخارجية التي تحاول الإساءة الى الوحدة الوطنية السورية في الوقت الذي تواجه سورية التحديات التي تعصف بالمنطقة وتستهدف هويتها وقيمتها الوطنية". ودعت في بيانها الى "الوقوف بثبات وصدق وإخلاص الى جانب القيادة السورية الحكيمة درءاً للفتنة التي لا يفيد منها سوى العدو الصهيوني ومشاريعه التي تستهدف المنطقة العربية بالتمزيق والتفتيت". وتوقفت عند استحقاق الانتخابات البلدية المقبلة في لبنان فأكدت اهمية مشاركة المواطنين في بيروت وبقية المحافظات في هذه الانتخابات على قاعدة الالتزام بصيغة العيش المشترك والوحدة الوطنية. وكان الحريري اكد مساء اول من امس في عشاء لجمعية اسر بيروت الإسلامية "ان لبنان يقف اليوم مع سورية في مواجهة كل التحديات التي نواجهها جميعاً وفي وجه كل العواصف التي تهب على منطقتنا". وقال وزير الثقافة غازي العريضي لدى استقباله وفد لقاء القوى الكردية في لبنان: "لم يعد احد في حاجة الى قراءة اهداف المشروع الأميركي الأخير الذي سقط في لبنان بفعل جهاد الوطنيين اللبنانيين على مختلف مواقفهم وكان للأخوة الأكراد دور في المواجهة الى جانبنا، ولا نستغرب ان تلجأ اميركا وإسرائيل الى محاولة معاقبة لبنان وسورية على علاقتهما التي ادت الى إسقاط مشروع التفتيت والتقسيم ومشروع ربط لبنان بإسرائيل عبر اتفاق 17 ايار مايو. لكن اليوم الدائرة اوسع، تريد اميركا اطلاق مشروع التفتيت والتقسيم والشرذمة، ولإسرائيل دور اساسي فيه من خلال بوابة العراق". واعتبر ان ما حصل في سورية "مؤسف لكن يجب ألا يعطى اكثر من حجمه وأن نعمل على تثبيت الوحدة". ودعا مجلس المفتين الى "مجانبة الصراع السياسي وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية والحزبية والطائفية، وإلى إشاعة المناخ الوفاقي السليم البعيد من التطرف والعمل على ضبط المسيرة السياسية وفق المنافسة المشروعة والحرية المسؤولة". وانتقد المجلس في بيان اصدره عقب اجتماعه امس برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "التدخل الأميركي في الشأن الداخلي اللبناني مما يتعارض مع استقلال الدول، ورأى ان ذلك يؤشر الى نيات عدائية مبيتة تجاه لبنان والمنطقة بأكملها. واعتبر ان "الحملة الأميركية العدوانية على سورية والتهديد بمحاسبتها وافتعال بعض الحوادث الأمنية فيها هي حلقات متتابعة في تصعيد الضغط على سورية والتهويل عليها لإشغالها عن الدفاع عن حقوقها وحقوق الشعبين الفلسطيني والعراقي". ولفت المجلس الى ان الحرية التي يتمتع بها لبنان لا يجوز ان تتحول الى وسيلة للفوضى وإثارة الفتن الداخلية التي تسيء الى العلاقات الأخوية مع سورية التي ما تزال الضمانة الكبرى لاستقرار لبنان. واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان تظاهرات القامشلي، واعتبر انها "تحركات مشبوهة تحرّكها ايد خبيثة تمتد بالسوء لتنشر فتنة طائفية وعرقية تخدم الاستعمار الجديد للمنطقة الذي يحيك مؤامراته انطلاقاً من لبنان وسورية والعراق". ورأى ان "سورية دولة موحدة لا توجد فيها اقليات وأكثرية، إنما شعب واحد يحظى برعاية دولة لا تفرّق بين مواطن وآخر، وهي في مسيرة وتحديث يقودها الرئيس بشار الأسد". وأكد ان "احداث القامشلي التي تستهدف تعطيل دور سورية ومكانتها في المنطقة، تتزامن مع الضغوط الأميركية علىها ما يُشكل حلقة جديدة من مسلسل العدوان الأميركي - الصهيوني ضدها". وقال النائب فارس سعيد: "اننا ضد اي تدخل خارجي في الاستحقاقات الداخلية سواء كان من الولاياتالمتحدة او من سورية". وأضاف: "من لا يريد ان تتدخل كوندوليزا رايس في استحقاق الرئاسة عليه ان يملك ايضاً الشجاعة ليقول انه يجب ألا يتدخل السوريون ايضاً فيه". ورأى "ان هذا الاستحقاق يجب ان يكون نتيجة رغبة اللبنانيين والأخذ في الاعتبار مصالح الدول الشقيقة وموضوع العلاقات اللبنانية - السورية وموازين القوى الخارجية". وأضاف: "اوكلت الى سورية مهمة بناء الدولة في لبنان وهذا كان الخطأ الأول للولايات المتحدة، وسأل: كيف يوكل الى نظام توتاليتاري ديكتاتوري مثل النظام السوري بناء دولة ديموقراطية؟". وقال رداً على سؤال انه ليس مع سياسة العماد ميشال عون "لكن اعتقد ان العماد عون عنده موقف واضح وصريح في موضوع الإصلاحات الداخلية، وفي العلاقات اللبنانية - السورية ونحن كشخصيات وقوى موجودة في لقاء قرنة شهوان نعتمد اتفاق الطائف كنص عربي لتصحيح العلاقات اللبنانية - السورية"، مشيراً الى انه لو طبق هذا النص لما جاء العماد عون وغيره الى مشاريع خارج هذا النص العربي، الى شيء اسمه قانون محاسبة سورية وإلى شيء اسمه القرار الرقم 520". وأضاف: "نطالب بتطبيق اتفاق الطائف، والبطريرك الماروني نصر الله صفير تبهدل شخصياً من اجل هذا الاتفاق ولم يطبق". وقال: "في ظل الضغط والاحتقان الذي يعيشه النظام اللبناني والنظام السوري فأي تحرك للشارع ستعتبره السلطة وكأنه حصل لأسباب طائفية ولإملاءات خارجية". ودعا الى قراءة واضحة لما يجرى على الساحتين اللبنانية والسورية". وقال: "نحن والسوريون اليوم في خندق واحد من خلال الإملاءات الغربية التي تفرض علينا من جانب الولاياتالمتحدة من خلال فرض العقوبات الاقتصادية على سورية مع تطبيق قانون محاسبتها واستعادة سيادة لبنان، فهذا الوضع اذا بدأ، وهو يبدأ، سيدخل لبنان في مرحلة خطرة". وأكد ان "المعالجة لا تكون بمنع المتظاهرين او بوضع متظاهرين في مقابل متظاهرين آخرين بل من خلال تشكيل حكومة إنقاذ في لبنان". وأسفت القوى الكردية اللبنانية في بيان للأحداث المؤلمة في محافظة الحسكة بين الأخوة، ودعت جميع الأحزاب الكردية في سورية والقوى العربية للتضامن والتعاون مع السلطات السورية لتهدئة الوضع "لأن القوى المعادية من مصلحتها اشعال نار الفتنة والتفرقة في المنطقة".