لا تزال شهادة العماد ميشال عون امام اللجنة الفرعية للكونغرس الأميركي على هامش مناقشة الأخيرة لمشروع قانون لمحاسبة سورية، تستأثر بمواقف السياسيين في لبنان، حتى كاد موضوع شجب شهادته هو المحور الوحيد للخطباء من على منابر في عطلة نهاية الأسبوع. وطالب وزير الدولة عاصم قانصوه الدولة بمحاكمة عون قضائياً "لأن شهادته كمواطن لبناني خارج اطار الشرعية تبين انه عميل يساوي "فرنكين" للأميركيين واليهود"، متهماً إياه "بالخيانة العظمى من موقع المسؤولية التي يحملها سابقاً وجيّر خيانته لوطنه لمصلحة العدو الأميركي واليهود والإسرائيليين الذي هو وراء الاثنين، ويجب ان يحصل له كما حصل لأنطوان لحد ويجب ان ننتهي من هذه المدرسة". وجدد وزير الثقافة غازي العريضي من مكسة في البقاع انتقاده عون لأنه "لم يتعلم من تجارب الماضي والدمار والخراب اللذين اصابا البلد". وقال وزير الزراعة علي حسن خليل في ميس الجبل: "إذا اراد البعض العودة الى الوراء فليعلم ان هناك رجالاً قادرون على ان يردوا الكيد ومخططات الذين يريدون ان يرسموا انقلاباً سياسياً في لبنان ويسوقوا مشروع انقسام جديد". ودان وزير الدولة عبدالرحيم مراد مواقف عون وأشاد في بعلبك "بموقف سورية العربي الذي يعبّر عن إرادة الجماهير العربية". وقال: "ان وجود الجيش السوري في لبنان ليس شرعياً فقط وإنما ضرورة لبنانية وطنية وأمنية وقومية". وانتقد النائب محسن دلول بشدة "ما بلغه عون من تنازلات وخدمات تؤذي لبنان"، داعياً الى "تعزيز التحالف مع سورية وتمتينه"، مشيداً بمواقف الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا النائب اكرم شهيب في حديث لإذاعة "صوت لبنان" الى الإفادة من التجربة الانتخابية الأخيرة في دائرة بعبدا - عاليه، مشيراً الى ان البطريرك الماروني نصر الله صفير يشكل سقف الخطاب الأساسي للحوار. وأمل في "صدور قانون للانتخاب قريباً يضمن الوفاق الوطني والعيش المشترك". معتبراً ان عون ارتكب "مخالفة كبيرة بحق الدستور"، داعياً القضاء "الى الذهاب حتى النهاية في حال وجود مخالفة". وقال: "الطائف جزء من الدستور وهو ينص على علاقة مميزة وسليمة وواضحة مع سورية. وهذا الرجل ذهب الى اميركا ليطل علينا من على منبر اميركي بعداوة كاملة لسورية ولبنان. لم يكلفه احد التحدث باسم لبنان". وقال شهيب: "إذا لم يكن الجيش السوري موجوداً في لبنان، فإن سورية موجودة في لبنان كما لبنان موجود في سورية"، وأشار الى ان مصلحة لبنان تقضي بأن تكون علاقته مع سورية كما هي وثيقة وواضحة من خلال اتفاقات ومواثيق". معتبراً ان الاعتدال والوفاق يساعدان كثيراً في ظل المتغيرات والجو المتطرف الممتد من افغانستان الى آخر الجزائر. واعتبر النائب السابق طلال المرعبي "ان ما نشهده الآن في واشنطن من طرح ما يسمى قانون محاسبة سورية يأتي في سياق محاولة تطويق الدولة العربية الصامدة في وجه كل المخططات التي لا تزال عند موقفها من خطة السلام العادل والشامل في المنطقة". وقال عضو كتلة المقاومة والتنمية النائب علي بزي: "ان عون قدم نفسه بالمجان لأسياده الصهاينة متنكراً لمسيحيته التي عبر عنها الإرشاد الرسولي وسيد بكركي البطريرك صفير". وقال النائب علي خريس: "ان لبنان لن يعود الى الوراء وهو مستمر في مسيرة عافيته ووحدته، ومؤمن بالدور السوري دوراً انقاذياً ليس للبنان بل للقضية العربية كلها ورافعة استنهاضية لكل هذا الواقع المتردي في سبيل صوغ المستقبل الأفضل". وقال لإذاعة "صوت لبنان" "ان قوة لبنان في وحدته ودولته وجيشه ومقاومته وعلاقته المميزة مع المحيط العربي وتحديداً مع سورية، وأننا نريد ان نؤكد في شأن ما يحصل اليوم، خصوصاً لجهة مشروع قانون محاسبة سورية وذهاب ميشال عون الى اميركا للوقوف مع اسرائيل وأميركا ضد سورية، أن سورية هي التي منعت التقسيم عن لبنان؟". ودعا النائب غازي زعيتر الى "عدم السماح لأمثال عون ان يدخلوا لبنان"، واصفاً إياه "بالشخصية المتقلبة المغامرة وفقاً لمصالحها الخاصة ولو على حساب عائلته وهو ادرى بما نعني". معتبراً "ان سورية ليست في حاجة الى من يدافع عنها وستبقى تدافع عن كل العرب". واعتبر التكتل الطرابلسي الذي يضم النواب محمد الصفدي ومحمد كبارة وموريس فاضل ان مشاركة عون في مناقشات الكونغرس "تشكل خرقاً للاجتماع اللبناني حول مبدأ العلاقات اللبنانية - السورية التي تكرسها المصالح المشتركة والعلاقات الأخوية بين البلدين". وأسف النائب احمد فتفت "لأي مستنقع وضع عون نفسه فيه". وقال: "رحب الجميع بمشاركة التيار العوني في الانتخابات الفرعية الأخيرة واعتقدنا لوهلة ان بعض الرهانات على الولاياتالمتحدة بما يصب في مصلحة اسرائيل سقط لكنها تجددت وهي ستسقط لأنها لا تحمل إلا الباطل". ووصف النائب صالح الخير العماد عون بأنه "متصهين وعميل للموساد ومراهن خاسر على حصول متغيرات لن يكتب لها النجاح امام وعي الشعب اللبناني". وتمنى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على البطريرك صفير والبطاركة المسيحيين ان يتصدوا للعماد عون ومزاعمه الباطلة وأن يقولوا القول الفصل في حقه، فهو تحدى اللبنانيين والسوريين على السواء". وقال: "نحن كمسلمين نستطيع الرد ولسنا عاجزين وألسنتنا ليست عاجزة عن قول الحق والحقيقة، لكننا نخشى ما نخشاه من وقوع الفتنة المذهبية التي نحن بغنى عنها وشاهدنا نتائجها الوخيمة خلال سنوات الدمار والحرب التي عصفت بلبنان". ودعا الى الوقوف الى جانب سورية الشقيقة التي وقفت الى جانبنا في مختلف الميادين. ووصف الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك العماد عون بأنه "مزوّر"، وقال: "من اعطى اميركا وإدارتها الصهيونية حق محاسبة سورية؟ وعندما كان عون يحارب سورية واللبنانيين ويده ممدودة لصدام الذي تحاربه اميركا متى اصبح عون قريباً منها حتى تأخذ بشهادته؟"، معتبراً "ان عون خان لبنان والقضية العربية، وإذا أرادوا للبنان هوية غير عربية، هوية اميركية - اسرائيلية فهي مرفوضة من جانب كل اللبنانيين. النائب اميل لحود: لبنان يقوم على الاعتدال اكد النائب اميل لحود "مواصلة السير على خطى جميل لحود غير آبهين بالأصوات الطائفية والمناطقية والمذهبية التي تعلو من هنا وهناك لأن لبنان لن يقوم إلا على الاعتدال والتكاتف بين جميع ابنائه خصوصاً في هذه الأيام التي نستمع فيها الى اصوات بعض الذين باعوا انفسهم ووطنهم وتخلوا عن لبنانيتهم ليتحولوا الى اداة تحريض على لبنان وأشقائه". وقال خلال إحياء الذكرى ال60 لرفع اللواء جميل لحود اول علم لبناني في فالوغا: "المطلوب منا جميعاً ان نتصدى لأولئك وأن نقف صفاً واحداً في مواجهتهم ليبقى لبنان ويستمر وطناً حراً لجميع ابنائه". وكان لحود مثل رئيس الجمهورية اميل لحود في الاحتفال وشارك فيه ممثل رئيس المجلس النيابي النائب انطوان حداد وممثل رئيس الحكومة الوزير عبدالله فرحات.