اكتسح السناتور جون كيري ولايتي ميشيغان وواشنطن واتجه الى الفوز في ماين امس، جامعاً في رصيده عشر ولايات من اصل 12 جرت فيها الانتخابات منذ مطلع العام. واستعد لنقل معركته إلى تينيسي وفرجينيا غداً الثلثاء، في تقدم مذهل نحو الفوز بترشيح الحزب الديموقراطي الى انتخابات الرئاسة الاميركية. واحتل كيري 60 عاماً الذي يمثل ولاية ماساتشوستس في مجلس الشيوخ، المرتبة الاولى في ميشيغان الولاية الصناعية الشمالية التي تعتبر معقلاً تقليدياً للحزب الديموقراطي، بحصوله على 25 في المئة من الاصوات في الانتخابات الحزبية هناك. وتلاه في المرتبة الثانية حاكم فيرمونت السابق هاورد دين 17 في المئة والسناتور عن كارولينا الشمالية جون ادواردز 13 في المئة. ويعد الفوز في ميشيغان مهماً، ذلك ان هذه الولاية ترسل 128 مندوباً انتخابياً وهو اكبر عدد مندوبين في ولاية واحدة الى المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي الذي يعقد نهاية تموز يوليو المقبل، لاختيار المرشح الذي سيواجه بوش في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وفي ولاية واشنطن التي تختار 76 مندوباً، تصدر كيري بحصوله على 48 في المئة من الاصوات، وهو اداء جيد في ولاية تقدمية كانت تعتبر مؤيدة لهاورد دين. لكن هذا الاخير الذي يشهد تراجعاً كبيراً، لم يحصل سوى على 30 في المئة، يليه دنيس كوتش1ينيتش 8 في المئة. وبعد حلوله في المرتبة الثانية في ولايتي ميشيغان وواشنطن، اعتبر دين نفسه "البديل الوحيد الفعلي لكيري" بين المرشحين الديموقراطيين الآخرين. وقبل الانتخابات في ميشيغان وواشنطن، كان كيري يتمتع بدعم 162 مندوباً في مقابل 79 لاداوردز و48 للجنرال المتقاعد ويسلي كلارك و23 لدين. ويحتاج المرشح للفوز ببطاقة الحزب الى تأييد 2162 مندوباً. وبات كيري المرشح الوحيد الذي يقوم بحملة على صعيد الولاياتالمتحدة. وفي المقابل يركز ادواردز وكلارك الاقل قدرة من الناحية المادية، على عدد صغير من الولايات في الجنوب من حيث يتحدران. ويضعان كل آمالهما على ولايتي فيرجيينا وتينيسي جنوب اللتين تشهدان انتخابات غداً. وترافق كل فوز لجون كيري مع حصوله على دعم جديد في صفوف الحزب الديموقراطي او النقابات. واعتبر ريتشارد غيبهارت الرئيس السابق لكتلة الديموقراطيين في مجلس النواب الذي انسحب من السباق ان كيري بات يعتبر المرشح "المؤهل لالحاق الهزيمة بجورج بوش". كيري في مواجهة بوش وفي استطلاع للرأي تنشر نتائجه مجلة "نيوزويك" هذا الاسبوع، تبين ان كيري سيفوز في الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس الجمهوري في حال حصلت هذه الانتخابات الآن، بحصوله على 50 في المئة من الاصوات في مقابل 45 في المئة لبوش. غير ان استطلاعاً آخر اجري لمصلحة "تايم/ سي ان ان"، اظهر ان بوش سيفوز بحصوله على 50 في المئة من الاصوات في مقابل 48 في المئة لكيري، وهي على اي حال نسب متقاربة تشكل تهديداً فعلياً للرئيس الاميركي. وقال كيري خلال لقاء في ريتشموند فرجينيا أمس أن بوش "تخلى عن القيم السائدة لانتهاج سياسات تختلف عن جوهر التاريخ الأميركي، وأضعف البلاد في الداخل وفي الخارج برفعه العجز في الموازنة بنسبة قياسية وبتوسيعه الجيش اكثر من اللازم". مخاوف من تكرار تجربة غور لكن على رغم النجاح الذي يحققه، لا يزال كثير من الديموقراطيين يعتبرون كيري فاقداً للهوية السياسية نظراً الى التناقضات الكبيرة بين توجهاته. ويشبّهونه بالمرشح الديموقراطي لانتخابات عام 2000 آل غور نائب الرئيس السابق. وكان كيري قال قبل يومين انه تعلم من فشل آل غور كيف يفوز في السباق إلى البيت الأبيض، معتبراً أن الاخير "خسر لأن الناس اعتقدوا انه لا يؤمن بشيء".