شهدت مناطق واسعة من العراق عمليات نفذتها المقاومة وسط أجواء متوترة عشية هجوم مرتقب للقوات الاميركية مدعومة بقوات عراقية على بلدتي الفلوجة والرمادي اللتين تسيطر عليهما المقاومة. وقتلت مجموعة مسلحة 21 شرطيا فجر أمس الاحد خلال هجمات على مركزين للشرطة في محافظة الانبار. ونجا وزير المال العراقي عادل عبدالمهدي من محاولة اغتيال عن طريق تفجير سيارة مفخخة قرب منزله، وقتل حارس وشرطي في الحادث. وقال ضابط شرطة من مدينة حديثة نحو 220 كيلومترا غرب ان"عشرات المسلحين يبلغ عددهم نحو المئتين اقتحموا مراكز الشرطة في حديثة والحقلانية التي تبعد مسافة 10 كيلومترات الى الشرق". واضاف الضابط رافضا ذكر اسمه ان"عشرات المسلحين هاجموا مركز الشرطة الرئيسي في المدينة ونزعوا أسلحة عناصره وجمعوهم قبل ان يقتلوهم رمياً بالرصاص". واكد العثور على"جثث رجال الشرطة وقد وثقت أياديهم وراء ظهورهم في إحدى غرف مركز الشرطة". يذكر ان نحو أربعين شرطيا يعملون في هذا المركز عادة. في موازاة ذلك، استمر فرض حظر التجول في مدينة سامراء أمس، متزامنا مع حملات دهم غداة سلسلة الهجمات. وشنت وحدات من القوات العراقية والجنود الاميركيين حملة دهم في الاحياء الشمالية في القادسية والمعمل. واضاف ان اربعة مشتبه بهم اوقفوا خلال العملية. وطلب جنود اميركيون من السكان عبر مكبرات الصوت"عدم الخروج من منازلهم بسبب استمرار حظر التجول". وقال سكان انهم لم يتمكنوا من دفن القتلى لان الجثث لا تزال في مشرحة المستشفى. وما زالت المدارس والجامعة والمباني الحكومية مغلقة. وقال طه الهنديرة رئيس المجلس البلدي لمحافظة سامراء في اتصال هاتفي:"ان حظر التجول الذي فرضته القوات الاميركية على المدينة منذ السبت وحتى اشعار آخر يضر كثيرا بسكان المدينة". واضاف:"طلبنا من القوات الاميركية اعطاء فرصة للاهالي ولو ساعتين للخروج للتبضع. لكن الاميركيين رفضوا هذا الطلب". وشكلت أحداث سامراء نكسة جديدة للحكومة العراقية التي لم يصدر عنها اي رد فعل وهي تحاول جاهدة تحقيق هدفها في السيطرة على المدن العراقية من اجل تهيئة الاوضاع للانتخابات المقررة في بداية العام المقبل. ومن ناحية أخرى، قال شهود ان هجوماً انتحارياً بسيارة ملغومة إستهدف قافلة عسكرية أميركية على الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار بغداد وان عربة همفي أصيبت فيه. الى ذلك، نشر موقع على شبكة"انترنت"أمس، بيانا موقعا من جماعة أبو مصعب الزرقاوي تتبنى فيه هجوما انتحاريا استهدف قافلة عسكرية اميركية في مدينة الرمادي. وافاد شهود في المدينة التي تبعد 100 كلم غرب بغداد ان عملية انتحارية بواسطة سيارة مفخخة استهدفت قاعدة اميركية في حي الفجارية على مدخل المدينة ما اسفر عن وقوع اصابات. قتل مترجمين واعلنت جماعة مسلحة عراقية في بيان نشرته بموقعها على الانترنت أمس، انها قتلت مترجمين عربيين اثنين كانا يعملان مع القوات الاميركية. واوضحت جماعة"جيش انصار السنة"انها قتلت بالرصاص حسين قاسم خالد وحسن هادي قاسم لقيامهما بالتجسس على المقاومة. ونشرت الجماعة صورا لاوراق هوية القتيلين تظهر انهما يعملان في شركة"تايتان سيستمز"ويعملان مترجمين بمشاة البحرية الاميركية. نجاة وزير المال العراقي ونجا وزير المالية العراقي عادل عبدالمهدي من محاولة اغتيال أمس، عندما انفجرت سيارة ملغومة كبيرة في الشارع الذي يقع فيه مسكنه بوسط بغداد ما أسفر عن مقتل شخصين. وأبلغ عبدالمهدي وكالة"رويترز"عبر الهاتف أنه بخير مشيرا الى أنه كان بعيدا عن المكان الذي وقع فيه الانفجار. وانفجرت السيارة قرب منزله في منطقة راقية بحي الكرادة وسط بغداد قريبا من نهر دجلة مخلفة سحابة سميكة من الدخان في سماء المنطقة. وقالت مصادر في أحد المستشفيات ان جثتين احداهما لرجل شرطة والاخرى لواحد من حرس الوزير الخاص نقلتا الى المستشفى من موقع الانفجار. وعبدالمهدي قيادي في"المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق". وافاد مصدر في الشرطة العراقية ان شرطيا قتل واصيب ضابط بجروح في هجوم استهدف سيارتهما جنوب مدينة بعقوبة أمس. وقال شهود ان هجوما انتحاريا بسيارة ملغومة استهدف قافلة عسكرية أميركية على الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار بغداد أمس، وان سيارة همفي أصيبت فيه. وأعلنت جماعة تنظيم"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"التي يتزعمها أبو مصعب الزرقاوي في بيان على الانترنت مسؤوليتها عن الهجوم. وفي مدينة بلد، اعلن الجيش الاميركي ان جنديا اميركيا قتل واصيب اخر بجروح في هجوم استهدف رتلا عسكريا كانا في عداده غرب بغداد. وفي لندن، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان جنديين بريطانيين جرحا أمس، قرب قاعدة دوغوود البريطانية غرب بغداد في المنطقة الواقعة تحت السيطرة الاميركية عندما كانا"في مهمة".