قال الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس انه يتعين على الهندوباكستان تقديم تنازلات متبادلة لحل النزاع القديم بينهما حول منطقة كشمير. لكنه شدد على أن اسلام آباد لن تتخلى عن طلبها اجراء استفتاء تحت اشراف الاممالمتحدة في المنطقة المتنازع عليها، حتى تبدي نيودلهي مرونة في موقفها من اعتبار كشمير جزءاً لا يتجزأ من الهند. وقال مشرف في مؤتمر لصحافيي جنوب آسيا في مدينة لاهور الباكستانية: "نود ان نلقى الهند في منتصف الطريق. نريد ان تقطع الهند نصف الطريق ايضاً. سنتخلى عن موقفنا حين تتخلى الهند عن موقفها". وبدأت عملية السلام بين الدولتين المتجاورتين بعدما اشرفا على الاشتباك في رابع حرب بينهما عام 2002. وتعتبر كشمير الى حد كبير اكثر المشاكل تعقيداً بين البلدين. ويزور رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز الهند الثلثاء المقبل في اطار جولة اقليمية، ويتوقع مسؤولون ان تتناول محادثاته قضية كشمير. وتأتي تصريحات مشرف بعد ايام من تأكيد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ خلال زيارة للمناطق التي تسيطر عليها الهند من كشمير انها جزء لا يتجزأ من البلاد، وانه لا يمكن اعادة ترسيم الحدود. وتسيطر الهند على 45 في المئة من هذا الاقليم ذي الغالبية المسلمة، فيما تسيطر باكستان على نحو الثلث والصين على البقية منذ عقود. وكانت المنطقة سبباً في اثنين من الحروب الثلاث التي خاضتها الجارتان النوويتان. وأبدى مشرف خيبة امله من رد الهند على مقترحاته لحل النزاع، عندما دعا الشهر الماضي الى نزع السلاح في كشمير ووضعها تحت سيطرة الاممالمتحدة او تحت ادارة مشتركة او حتى منحها الاستقلال. وقال: "ردود الجانب الهندي غير مشجعة. ينبغي ان يتنازل البلدان. اذا لم يتنازلوا فان باكستان لن تتنازل. وسنصر على اقصى مطالبنا". وردت الهند بفتور على اقتراحات مشرف، غير انها أعلنت الاسبوع الماضي انها ستسحب بعض قواتها من كشمير حيث يقاتل ثوار مسلمون الحكم الهندي منذ عام 1989. ورحبت باكستان بخفض القوات كخطوة ايجابية للحد من التوتر.