افاد ناطق باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة ان مفتشي الوكالة انهوا مهمتهم الاولى في ليبيا ووجدوا "تعاوناً كاملاً وتاماً" من السلطات. وزار المفتشون الذين عادوا الى فيينا الخميس، تسعا من عشر منشآت مرتبطة بالبرنامج العسكري النووي الليبي. وقال الناطق مارك غفوزدسكي ل"فرانس برس": "سيتم قريبا تفتيش الموقع العاشر وهو مكان لتخزين اليورانيوم الطبيعي". الا انه اشار الى ان الوكالة لا يمكن ان تخلص بعد الى ان طرابلس تخلت نهائياً عن برنامجها النووي وصرحت عن كل المواقع. وتأتي هذه المهمة التي تلت زيارة قام بها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لطرابلس في نهاية الاسبوع الماضي، بعد اعلان الزعيم الليبي معمر القذافي المفاجئ في 19 كانون الاول ديسمبر عدول بلاده عن تطوير برامج لاسلحة الدمار الشامل. ورد الناطق في شكل غير مباشر على الانتقادات الاميركية لعمليات التفتيش السريعة التي تقوم بها الوكالة في ليبيا، معتبراً ان "من مسؤولية الوكالة الحصرية التدقيق في معاهدة منع انتشار الاسلحة". واضاف: "كان رد فعلنا سريعاً ... قمنا بعملنا"، مؤكداً ان المفتشين الذي كان عددهم عشرة ثم تقلص الى ستة، "لقوا تعاوناً ناشطاً وكاملاً من السلطات الليبية". واعلنت الخارجية الاميركية الثلثاء ان الولاياتالمتحدة ترغب في "معرفة المزيد عن تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في شأن المنشآت النووية في ليبيا"، وانها تنتظر "الاستماع الى مزيد عما وجدته الوكالة خلال زيارتها". وفي برلين، ذكرت صحيفة "سودويتشي تسايتونغ" الالمانية الصادرة امس الجمعة ان المواد التي ضبطت لتخصيب اليورانيوم على متن سفينة شحن المانية في طريقها الى ليبيا في تشرين الاول اكتوبر الماضي حمّلتها في دبي شركة آسيوية. واضافت من دون ذكر المصدر ان رجال اعمال بريطانيين ربما تورطوا في القضية ايضاً. وتابعت ان طاقم السفينة وصاحبها شركة مقرها لير الواقعة على بحر الشمال في المانيا، لم يعرفوا ان الشحنة البالغة قيمتها عشرة ملايين يورو وتم تحميلها من دبي احتوت في الواقع على عناصر يمكن ان تخصّب اليورانيوم. واوضحت ان تسليم الشحنة الى ليبيا كان بموجب تعليمات من شركة آسيوية اعلنت عن بضاعة مختلفة عن تلك التي تم ضبطها. واكدت واشنطن الاربعاء الماضي رسمياً ضبط الشحنة على متن السفينة الالمانية "بي بي سي تشاينا". وبناء على معلومات بريطانية واميركية حولت السلطات الالمانية مسار السفينة بعد عبورها قناة السويس الى مرفأ ايطالي حيث تم العثور على عناصر يمكن استخدامها لتخصيب اليورانيوم. ولم يكشف عن البلد مصدر العناصر لاسباب أمنية. وذكرت الصحيفة الالمانية نقلا عن مصادر في الحكومة الالمانية ان طاقم السفينة كان متعاونا بدرجة كبيرة. وقال مسؤول أميركي ان عملية الضبط التي تمت في اطار "المبادرة الامنية لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل"، بعد شهور من بدء مفاوضات سرية بين الزعيم الليبي معمر القذافي وواشنطن ولندن، قد تكون سرّعت على الارجح تلك المفاوضات. واضاف انه بعد ضبط المواد، سمح لخبراء اميركيين وبريطانيين بزيارة ليبيا وتفقد برامجها لتطوير اسلحة الدمار الشامل.