أعلن مسؤولون قبليون في باكستان امس، ان مجلساً محلياً في معاقلهم النائية غرب البلاد، قرر تشيكل جيش خاص به، لمساعدة الحكومة في معركتها ضد مقاتلين اسلاميين اجانب. ويعتقد ان المنطقة الجبلية الوعرة الواقعة على الحدود مع افغانستان تشكل ملاذاً لمقاتلين فارين من اعضاء حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، اذ يتمتعون بتأييد بين السكان المحليين من البشتون. وعقد مئات من قبيلة وزير اجتماعاً في بلدة وانا في وزيرستان الجنوبية وقرروا تشكيل الجيش. وقال زعيم القبيلة العضو السابق في البرلمان نور محمد في الاجتماع: "يجب ان ننقذ منطقتنا من الدمار. باكستان بلدنا وهي عزيزة علينا جداً". وكان الجيش الباكستاني استخدم مروحيات لمساندة قواته اثناء عملية شنها الخميس الماضي، ضد "ارهابيين اجانب" في وزيرستان الجنوبية. ولم يدل المسؤولون بمعلومات عن نتائج العملية. وقتل اربعة جنود باكستانيين في تلك الليلة في هجوم شنه مجهولون على معسكر للجيش في المنطقة، فيما فر مطلوبون اجانب الى الجبال الوعرة. وقالت مصادر قبلية ان الحكومة تعهدت اول من امس، اتخاذ اجراءات صارمة ضد القبائل ما لم تتعاون مع السلطات في الحرب ضد "الارهاب". وأضافوا ان الحكومة طلبت من القبيلة تسليم ثلاثة رجال اتهموا بإيواء مقاتلين اجانب ومساعدتهم. وقال احد المشاركين في الاجتماع: "تنتهي مهلة الحكومة اليوم الاثنين ولكننا سنبلغها بقرارنا بمساعدتها وتشكيل عسكر جيش ونطلب مزيداً من الوقت للتنفيذ". إسلام آباد - كابول وفي غضون ذلك، يتوجه رئيس الوزراء الباكستاني ظفر الله خان جمالي الى كابول اليوم، للاجتماع مع القادة الأفغان ومناقشة الحرب على الارهاب وقضايا أمنية أخرى. وتركز محادثات جمالي مع الرئيس الافغاني حميد كارزاي في شكل كبير على الاجراءات الامنية على طول الحدود بين البلدين، مع تزايد العنف في جنوب شرقي أفغانستان. وقال عمر صمد الناطق باسم الخارجية الافغانية: "أثارت الاحداث التي وقعت في الاشهر القليلة الماضية، مخاوف لدى البلدين وكذلك المجتمع الدولي، من التطرف والارهاب". وأضاف: "ستتصدر الاجراءات الامنية جدول أعمال المحادثات. شجعتنا الاجراءات التي اتخذتها باكستان اخيراً، لئلا يكون هناك ملاذ آمن للارهابيين"، مشيراً الى ان الجانبين ما زالا بحاجة الى مزيد من الاجراءات الامنية لتحقيق "النتيجة المرجوة". هجمات في أفغانستان الى ذلك، قال مسؤولون افغان امس، ان تسعة على الاقل قتلوا وأصيب اربعة آخرون في حوادث منفصلة في جنوبافغانستان وشرقها. وقال محمد انس نائب حاكم ولاية قندهار ان خمسة جنود افغان قتلوا وأصيب ثلاثة في اشتباكات مع مهربي مخدرات قرب موقع حكومي في منطقة نائية في الولاية المحاذية لباكستان اول من امس. وقتل الجنود بعدما حاولوا منع المهربين من ادخال مخدرات الى باكستان وهي نقطة تصدير رئيسة للمخدرات الافغانية. وفي حادث آخر اول من امس، قال ناطق باسم حاكم ولاية هلمند ان اربعة من حركة "طالبان" قتلوا في اشتباك مع القوات الافغانية، اثناء زرعهم الغاماً على طريق في الولاية يستخدمها الجنود. كذلك اصيب مسن افغاني عندما سقط صاروخ قرب قاعدة عسكرية اميركية في مدينة جلال آباد شرق البلاد امس. على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة الباكستانية عشرة اشخاص في مدينة لاهور شرق لعلاقتهم بالمحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس الباكستاني برويز مشرف الشهر الماضي. وجرت الاعتقالات في مدرستين اسلاميتين في المدينة. وقالت السلطات ان المعتقلين يشتبه في علاقتهم بتنظيم "القاعدة".