جاء التغيير للمصريين من حيث لا يتوقعون، اذ كان التغيير الوزاري هو المرتقب، على امل أن يعالج الأوضاع المعيشية المتدهورة والغلاء المستفحل وسعر الدولار الذي قفز أخيراً متخطياً الجنيهات السبعة، لكنهم فوجئوا بأن التغيير جاء في المؤسسة الدينية حيث عين الدكتور علي جمعة وهو أستاذ أصول الفقه في كلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر مفتياً للبلاد بدلاً من الدكتور أحمد الطيب الذي أسند إليه موقع رئيس جامعة الأزهر خلفاً للدكتور أحمد عمر هاشم الذي بلغ سن التقاعد. الغريب أن الطيب لم يمكث في موقعه إلا نحو سنتين وهو كان معروفاًَ بلقب "المفتي الصامت"، وكان يؤخذ عليه تجنبه دخول صدامات مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، خصوصاً أنه حل محل المفتي الأسبق الدكتور نصر فريد واصل الذي اتخذت فتاويه دائماً اتجاهاً مخالفاً لآراء طنطاوي. اللافت أيضاً أن المفتي الجديد واحد من أكثر اساتذة الأزهر شهرة وكان يعد من نجوم الفضائيات العربية، وكثيراً ما أصدر فتاوى مثيرة للجدل غير أن المعروف عنه أنه لا يدخل في صدامات مع طنطاوي الذي يبدو كأنه لا يرتاح الى وجود من يخالف توجهاته في موقع المفتي. والمفتي جمعة ولد عام 1952 حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 1972 التحق بعدها بكلية الدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر وحصل فيها على الدكتوراه عام 1988. وهو يتمتع بعلاقات واسعة جعلته يعمل في أكثر من جمعية ومؤسسة إسلامية. ألف الدكتور علي جمعة أكثر من 20 كتاباً في أصول الفقه والاجتهاد وعلاقة أصول الفقه بالفلسفة وقضية تجديد أصول الفقه بالإضافة إلى المعاملات المالية من منظور شرعي. يجيد الإنكليزية وهذا ما أثر في توجه بناته اذ تخصصت ابنته دعاء في اللغة الإنكليزية في كلية الاداب، وتخرجت ابنته الثانية إيمان من كلية التجارة باللغة الإنكليزية وحصلت الثالثة أميرة على دبلوم في رياض الأطفال، اما زوجته السيدة عفاف علي اسماعيل فكانت حصلت على بكالوريوس تجارة وعلى ليسانس شريعة ودبلوم في أصول فقه. وللمفتي الجديد ثلاثة أحفاد. أما الدكتور أحمد الطيب، الرئيس الجديد لجامعة الأزهر، فيجيد اللغة الفرنسية وترجم العديد من الكتب إلى العربية أو الى الفرنسية وهو لم يستمر في منصب الافتاء إلا نحو عام ونصف العام تقريباً اذ كان تولى المنصب في 10 آذار مارس 2002 خلفاً للدكتور نصر فريد واصل الذي سببت فتواه الجريئة صداماً مع شيخ الأزهر الأمر الذي جعل الأخير غير راغب في التجديد له، وادى الوضع نفسه لدى الدكتور أحمد عمر هاشم الذي لم تكن العلاقة على ما يرام بينه وبين طنطاوي خلال السنوات الأخيرة الى تفضيله عدم التجديد له بحجة أنه سيصل إلى سن المعاش بعد عامين فقط في حين يحتاج التجديد له أربع سنوات كاملة بالإضافة إلى أنه لم يسبق لرئيس جامعة الأزهر أن تولى ثلاث فترات. والطيب من مواليد 6 كانون الثاني يناير 1946 وأمامه فترة طويلة لبلوغ سن المعاش باعتباره أزهرياً لا يجوز خروجه على المعاش إلا في سن 65.