أطلقت دبي مشروعاً جديداً يضاف الى سلسلة مشاريع تنفذها حالياً، اذ أعلنت "مدينة دبي للإعلام" امس عن انشاء "المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي" كأول منطقة حرة تخصص للإنتاج الإعلامي بأنشطته المختلفة. وأشارت الى أن المشروع هو الأكبر من نوعه على امتداد المنطقة ويهدف إلى خدمة التوجه العام لدبي في إطار مساعيها نحو تعزيز القدرات الداخلية كمركز إعلامي اقليمي من خلال "الاهتمام بتطوير بنية أساسية عالمية المستوى و توفير بيئة عمل مثالية قادرة على مواجهة المنافسة العالمية". وقدّرت تكاليف البنية الاساسية بنحو 400 مليون درهم للمرحلة الاولى. وستمتد "المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي" على مساحة 35 مليون قدم مربع بمحاذاة طريق الإمارات الدائري لتخلق نموذجاً جديداً للمناطق الصناعية التي تجمع بين جنباتها مجموعة متنوعة من المؤسسات المتخصصة في مجال الإنتاج الإعلامي والشركات المكملة لها، مما يخلق مساحة جديدة للتفاعل بين تلك المؤسسات وآلية لتطوير صورة المنتَج الإعلامي العربي والإقليمي. وأكدت "مدينة دبي للإعلام" في مؤتمر صحافي عقده امس أحمد بن بيات، المدير العام للمنطقة الحرة للتكنولوجيا والإعلام، أن "المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي" ستراعي في تجهيزات البنية الأساسية تلبية احتياجات القطاعات الإعلامية كافة، اذ تستهدف خدمة جميع التخصصات ومن بينها قطاع الطباعة والإنتاج الموسيقي والبث الإذاعي والتلفزيوني وصناعة السينما وغيرها من تفرعات هذه الصناعة، مشيرة الى ان المرحلة الاولى ستركز على شركات الطباعة والنشر والتغليف والشركات التقنية المساندة فيما تركز المرحلة الثانية على شركات الانتاج السينمائية والتلفزيوني والاذاعي. وتوقعت ان تحظى منطقة الإنتاج باهتمام كبير من قطاعات إنتاجية متنوعة، وان تستقطب استثمارات بنحو مئات عدة من ملايين الدولارات، قد تصل في مرحلة لاحقة الى بلايين عدة من الدولارات، مشيرة الى أنها تستهدف أيضاً شركات ضربت مثالاً كتلك التي تنتج الاسطوانات المضغوطة والرقائق الإلكترونية وأجهزة الصوت والخدع البصرية وغيرها من التجهيزات التي تخدم العمل الإعلامي. وقال بن بيات ان التكنولوجيا الحديثة تركت بصمة واضحة المعالم على أسلوب إنتاج المحتوى الإعلامي وستوفر منطقة الإنتاج مزيجاً من التكنولوجيا بالغة التطور والبنية الأساسية عالمية المستوى مع عدم إغفال الوسائل التقليدية الفاعلة بهدف رفع كفاءة صناعة الإعلام الإقليمية والخروج بمنتَج إعلامي يتمتع بجودة بالغة الرقي سواء كان هذا المُنتَج في هيئة مواد إعلامية أو تجهيزات صناعية تخدم المجال ذاته، بأقل كلفة ممكنة. وسيأتي قطاع الطباعة في طليعة أنشطة المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي. واعتبر عبد الحميد جمعه، الرئيس التنفيذي ل "مدينة دبي للإعلام" أن المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي ستساعد على "ترسيخ مكانة دولة الإمارات على المستوى الإقليمي كمركز محوري لصناعة الإعلام"، وقال: "نحن على يقين بأن قطاع الطباعة سيحقق استفادة حقيقية من هذه المبادرة التي ستفتح أمامه فرصاً جديدة وآفاقاً رحبة للنمو والتوسع، اذ أن نصيب صناعة الطباعة لمنطقة الشرق الأوسط لا يتعدى حالياً نسبة 5.1 في المئة من مجمل حجم صناعة الطباعة العالمية المقدر بنحو 421 بليون دولار مقارنة بنصيب منطقة آسيا والباسيفيك 30 في المئة وأوروبا 30 في المئة ايضاً من تلك الصناعة.