الأغنية العراقية بينه وبين سعدون جابر . هكذا حقق كاظم الساهر شهرته خارج العراق

أعادت التلفزيونات العربية أخيراً اكتشاف المطرب العراقي سعدون جابر الذي حقق شهرة عراقية عربية واسعة في فترة سابقة، وكان السؤال الذي طرح أكثر من مرة يتعلق بشهرة كاظم الساهر التي يكاد حضورها حالياً يطغى على سواها، إذ يلخص حضوره في الفضائيات التلفزيونية حضور الأغنية العراقية بكاملها، ووصل السؤال الى حد ان اشاعة وربما تكون حقيقة أثيرت حول اشتراط كاظم الساهر على قناة ART للأغاني عدم بث أغاني لغيره من المطربين العراقيين... خصوصاً سعدون جابر.
وسواء كان هذا الكلام صحيحاً أم خاطئاً، فإن المشاهد المتابع لمسيرة الأغنية العراقية يستطيع ان يرى ظروفاً وأسباباً أخرى تقف وراء نجاح كاظم الساهر في تعميم شهرته وانتشار أغانيه. ولا شك في ان أول هذه الأسباب هو انتشار الفضائيات بحيث ألغى التلفزيون الحدود المحلية لكل الفنون بما فيها الأغنية. ولكن ما فعله كاظم الساهر والجهود التي بذلها تتجاوز هذا السبب، فهو منذ بداياته اشتغل على حضوره العربي وهذا كان يعني ان يخلق تجانساً بين الخصائص المحلية للأغنية العراقية وبين الأغنية الجديدة السائدة في مصر ولبنان وهذا ما فعلته الأغنية الخليجية عموماً. وهكذا زاوج كاظم في أغانيه بين الحزن العراقي المتأصل وبين خفة الموسيقى والألحان السائدة من دون ان يتخلى عن العوامل التي تكفل لأغنيته النجاح والانتشار، فاختار من الأغاني تلك التي تكون كلماتها تعبّر عن الأصالة العراقية ولكن مع التخفيف من ثقل ألفاظها ولهجتها ليضمن تفاعل الجمهور العربي الواسع معها وليس الجمهور العراقي فقط، هكذا كان كاظم يعمل على جبهتين بينما كان معظم المطربين العراقيين يعانون من صعوبة في الانتشار عربياً على رغم انهم يمتلكون أصواتاً مذهلة بعضها يتفوق على صوت كاظم الساهر بكثير.
ونلاحظ ان كاظم وحينما تأكد من تغلغل أغانيه دعمها بغناء قصائد لنزار قباني ونجح في ذلك، ويسجل له انه من أوائل الذين نجحوا بقوة في ادخال الأغنية باللغة الفصحى على الغناء السائد وهذا ما جعله يمتلك حضوراً عربياً أكثر بعد ان حقق حضوره السابق باللهجة العراقية.
يضاف الى ذلك استفادت من شكله، فقد خضعت إطلالته على الجمهور سواء في الغناء المباشر أم في الفيديو كليب الى تغييرات هائلة جعلته أقرب الى قلوب الشباب والفتيات على وجه الخصوص. وهذه كلها، إضافة الى صوته وإمكاناته اللحنية، وسائل عرف كاظم كيف يستثمرها بعكس معظم المطربين العراقيين الذين لم يتجاوبوا مع متطلبات الاغنية السائدة اليوم.