قوات الاحتلال تنسحب من منطقة في شمال قطاع غزة وتواصل حملات اعتقال الفلسطينيين وهدم منازلهم

انسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي من منطقة "قليبو" شمال مخيم جباليا للاجئين ظهر امس بعد احتلال دام خمسة ايام، جرفت خلالها اكثر من 200 دونم من الاراضي المزروعة، واصابت عشرات الفلسطينيين بجروح.
في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال اعمال هدم ونسف منازل الفلسطينيين وحملات الاعتقالات في مختلف المدن، وقتل قناص فلسطيني جنديا اسرائيليا في احدى مستوطنات قطاع غزة.
مات جندي اسرائيلي متأثراً بجروحه التي اصيب بها اول من امس اثناء وجوده في موقع عسكري في مستوطنة "نمديد" في تجمع مستوطنات "غوش قطيف" اليهودية الجاثمة فوق اراضي المواصي الممتدة من جنوب دير البلح وسط القطاع وحتى الحدود الفلسطينية - المصرية جنوب مدينة رفح.
وتبنت الهجوم "كتائب المقاومة الوطنية،" الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، في بيان اصدرته امس، معتبرة ان الهجوم "في سياق ردنا على مجازر الاحتلال البشعة في البريج وجباليا وغيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وردا على سياسة اغتيال وملاحقة قادة الانتفاضة والمقاومة وآخرها عملية الاغتيال الجبانة للقائد الدكتور ابراهيم المقادمة ومرافقيه".
وواصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الفلسطينيين، فاطلقت قذيفة دبابة على منازل المواطنين في منطقة رفح الغربية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، ما ادى الى اصابة ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة بجروح مختلفة .
وفي مدينة دير البلح اصيب الشاب محمد زويد 19 عاما والفتى سليمان سعيد 13 عاما بعيارين ناريين الاول في ظهره والثاني في بطنه، عندما اطلق جنود الاحتلال المتمركزون في محيط مستوطنة "كفار داروم" اليهودية الجاثمة فوق اراضي المواطنين شرق دير البلح وسط القطاع اسلحتهم في اتجاه المنازل القريبة.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر امس 25 فلسطينيا في حملة دهم واسعة نفذتها في بلدة ترقوميا غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وفي مخيم بلاطة للاجئين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال 10 فلسطينيين. كما اعتقل جنود الاحتلال شابا من مدينة بيت لحم بعد دهم منزله وتفتيشه، وآخر من بلدة برطعة الشرقية قرب جنين شمال الضفة الغربية، واقتادوهما إلى جهة مجهولة.
من جهة اخرى قالت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال نسفت منزل عائلة محسن عمر القواسمي في حي الجامعة عند الطرف الغربي لمدينة الخليل، ما ادى الى الحاق اضرار جسيمة بعدد من المنازل المجاورة.
كما هدمت قوات الاحتلال مبنى سكنيا في بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة تعود ملكيته للمواطن جواد سويطي واخوانه.
في هذه الاثناء واصلت قوات الاحتلال اعمال اقامة الجدار الفاصل بين اراضي الضفة الغربية والخط الاخضر. وتمهيدا لاقامة جزء من هذا الجدار قطعت قوات الاحتلال عشرات اشجار الزيتون في اراضي قرية زبوبا قرب مدينة جنين شمال الضفة.
وقالت مصادر فلسطينية ان جرافات ضخمة تقوم لليوم الثاني على التوالي بتجريف اراضي الفلسطينيين من الجهتين الشرقية والجنوبية من القرية لاقامة الجدار.
وشيع آلاف الفلسطينيين امس جثمان الشهيد ربحي عبيد 48 عاما الى مثواه الاخير في قرية فرعون قرب طولكرم. وكان عبيد، وهو راعي اغنام، قتل في انفجار لغم من مخلفات الجيش الاسرائيلي عند الطرف الجنوبي من مدينة طولكرم المحاذي للقرية.
الى ذلك، انسحبت قوات الاحتلال ظهر امس من منطقة "قليبو" شمال مخيم جباليا للاجئين، بعد اعادة احتلال دامت خمسة ايام، اقامت خلالها قوات الاحتلال موقعا عسكريا ونغصت حياة المواطنين.
وقال محمد صباح احد سكان المنطقة الحديثة البناء الواقعة الى الشرق من "مدينة الشيخ زايد آل نهيان" قيد الانشاء شرق بلدة بيت لاهيا ل"الحياة" ان قوات الاحتلال انسحبت تماما من المنطقة الى مواقعها في مستوطنة "نيتسانيت" شمال البلدة.
واوضح ان قوات الاحتلال جرفت اكثر من 200 دونم في المنطقة المرتفعة التي اقامت فوقها موقعا عسكريا كان يطل على بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا، مشيرا الى انها اقتلعت آلاف اشجار الحمضيات وخربت شبكات المياه في المنطقة ما حال دون حصولهم على مياه الشرب.
لكن رئيس أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي موشيه يعالون نفى أن يكون الجيش انسحب من شمال قطاع غزة وقال ان الأمر اعادة انتشار للقوات "التي ستواصل بقاءها هناك طالما اقتضت الضرورة لوقف اطلاق قذائف الهاون وصواريخ "القسام" باتجاه المستوطنات اليهودية المحاذية.