توقع الهندوأفغانستان مطلع الأسبوع المقبل اتفاقاً لخفض التعرفات الجمركية على التجارة بينهما وتسريع عملية انشاء ممر تجاري يصل إلى وسط آسيا متجنباً باكستان. يذكر أن نيودلهي ساندت، إلى جانب إيران وروسيا، التحالف الشمالي المعارض خلال الحرب ضد نظام "طالبان" الحاكم الذي كانت تدعمه باكستان. وأقامت علاقات تجارية وسياسية مع النظام الجديد في كابول منذ تسلمه السلطة في أواخر 2001. وبعد أكثر من عام من إطاحة النظام السابق، أصبحت الهند الدولة الوحيدة التي لها وجود ديبلوماسي في كل أرجاء أفغانستان. وأثارت سرعة افتتاح قنصليات هندية في قندهار وهرات ومزار الشريف وجلال اباد، بالإضافة إلى السفارة في كابول، الدهشة في عواصم العالم وقلقاً في باكستان في شأن تنامي النفوذ الهندي في أفغانستان. وقال ديبلوماسي هندي إن الهدف مساعدة الشركات الهندية على المشاركة في إعادة بناء أفغانستان والوصول إلى أسواق في وسط آسيا. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الأفغاني حامد كارزاي إلى نيودلهي مطلع الأسبوع لتوقيع اتفاق معاملة تجارية تفضيلية يقول مسؤولون إنها ستفتح السوق الهندية الكبيرة أمام السلع الأفغانية. ومن المرجح أن تلغي الهند كل الرسوم الجمركية على الواردات من الفواكه المجففة والأحجار مثل الرخام واللازورد من أفغانستان وتخفض الرسوم على سلع أخرى بنسب كبيرة. كما سيُسمح باستيراد سلع مثل الشاي والأدوية من الهند من دون جمارك. وقال وزير التجارة الأفغاني سيد مصطفى كاظمي: "ستتحسن العلاقات بين البلدين كثيراً مع توقيع الاتفاق. الهند سوق ضخمة وتحمل أهمية كبرى بالنسبة إلينا". ووقعت أفغانستان اتفاقات تجارية مماثلة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان. ووجهت الدعوة إلى رجال الأعمال الهنود للاستثمار في مشاريع إعادة بناء أفغانستان، بينها مشاريع لبناء طرق سريعة تربط المدن الرئيسية وخطوط سكك حديد. وستبدأ كل هذه المشاريع من الصفر. وأضاف كاظمي: "أفغانستان مثل رقعة بيضاء يمكن أن تبدأ من أي مكان فيها. وموقعنا الاستراتيجي يزيد من الاغراء… يمكنك الوصول إلى وسط آسيا وإيران". وأوضح أن نيودلهي وافقت على بناء طريق سريع من الحدود الإيرانية - الأفغانية إلى مدينتي هرات وقندهار الرئيسيتين. وقال: "نأمل بأن يسهل هذا الطريق وصول السلع الهندية إلى أفغانستان". وذكر الوزير أن حكومة كابول تعمل مع باكستان لاحياء اتفاق يسمح بحرية نقل السلع بين أفغانستانوالهند، لافتاً إلى أنه يُسمح حالياً للسلع الأفغانية بالعبور من باكستان إلى الهند، ولكن ليس العكس.