تحدد جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر اليوم موقفها من الانتخابات البرلمانية الفرعية في دائرة عابدين في محافظة القاهرة، ومن مشاركة قطبها البارز سيف الإسلام حسن البنا فيها، وذلك بعدما حددت وزارة الداخلية يوم 2 آذار مارس المقبل موعداً لإعادة الانتخابات في الدائرة لانتخاب عضوين في مجلس الشعب، على أن تجري الإعادة في 9 من الشهر نفسه. ويحق لجميع المرشحين في الانتخابات السابقة في الدائرة المشاركة في هذه الانتخابات، بمن فيهم البنا. وكان البرلمان وافق في جلسة الشهر الماضي على تقرير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بإبطال عضوية نائب حزب الأحرار رجب هلال حميدة عامل ونائب الحزب الوطني الديموقراطي طلعت القواس فئات عن دائرة عابدين والموسكي في القاهرة، المنتخبين في 8 تشرين الثاني نوفمبر العام 2000. يذكر أن تقرير محكمة النقض أكد احتواء أحد صناديق الانتخابات على بطاقات اقتراع غير مؤشر عليها لمصلحة مرشح معين، كما تم قيد 1002 ناخب من محافظة كفر الشيخ في جداول انتخابات الدائرة فضلا عن وجود اسماء مكررة في كشوف الناخبين باسماء رباعية واضافة 74 اسماً من المتوفين، مما يبطل اجراءات الانتخابات. وأكدت المحكمة أن كل تلك العيوب تؤدي الى فقد الثقة في سلامة العملية الانتخابية السابقة. وقالت اللجنة التشريعية في تقريرها إنه على رغم أن ابطال العضوية ينسحب فقط على النائب رجب هلال حميدة لعدم حصوله على الغالبية المطلقة بعد خصم الاصوات الباطلة، ينطبق الأمر ايضاً على النائب طلعت القواس لعدم الثقة في سلامة الاجراءات التي تمت في احدى اللجان الانتخابية. ويخشى "الإخوان" من أن تسبب مشاركة البنا في الانتخابات الفرعية المقبلة، في زيادة الأزمة بينهم وبين الحكومة في ضوء ما قد يتخذ من اجراءات ضد مرشحها، مثلما جرى في دائرة دمنهور قبل اسابيع. وقال المرشد العام للجماعة مأموق الهضيبي ل"الحياة": "لا اعتقد بأن الحكومة ستسمح بضياع المقعدين من بين ايديها وستتبع كل الوسائل التي تكفل للحزب الوطني اقتناص المقعدين من دون باقي المرشحين، سواء كانوا من الاخوان او غيرهم من القوى السياسية". واعتبر "أن اختيار اليوم الثاني من الشهر المقبل موعداً للانتخابات يهدف الى التعجيل بإجرائها للحؤول دون تمكن المرشحين من عمل دعاية انتخابية". وأضاف: "نحن فضلنا ان يتخذ سيف البنا قرار المشاركة او تجاهل الانتخابات بنفسه. فاذا كان مقتنعاً بأن جهوده ستؤتي ثمارها فليشارك. لكننا نتوقع ان تأتي الانتخابات شكلية. ونحن نفهم ما سيحدث". ونفى الهضيبي أن تكون "الجماعة" تهدف الى استغلال مناخ الانتخابات في الشارع المصري على خلفية الحرب الاميركية المحتملة ضد العراق والاساءة الى الحكومة المصرية. وقال: "نحن لا نسعى ابداً الى اثارة المشاكل والقلق تخلقه الحكومة بتصرفاتها بمنع قوى المعارضة من المشاركة السياسية".