شددت أجهزة الأمن اليمنية اجراءاتها في حي جامعة صنعاء إثر الأحداث التي وقعت بين طلاب تتهمهم الحكومة بالانتماء الى "حزب التجمع اليمني للاصلاح" الاسلامي المعارض، ويسيطرون على اتحاد طلاب، واتهمتهم بأنهم كانوا يحاولون اجراء انتخابات للاتحاد من دون علم الجهات المعنية. وجرح في الاشتباكات ثلاثة من حرس الجامعة. وشكل الدكتور صالح علي باصرة رئيس الجامعة لجنة برئاسة الدكتور خالد طميم القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب، وعضوية نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا، وعميد كلية الشريعة، والمدير العام للشؤون القانونية، وطالبين من المتفوقين علمياً. وقالت مصادر مطلعة ان اللجنة ستتولى مهمة التحقيق في "الفوضى وأعمال العنف التي شهدتها كلية التربية، وسترفع تقريراً مفصلاً خلال اسبوع الى رئاسة الجامعة كي تتخذ الاجراءات اللازمة طبقاً للوائح". وأقرت رئاسة الجامعة تشكيل لجنة تحضيرية في منتصف كانون الثاني يناير للإعداد لاجراء انتخابات طلابية "ينتج عنها اتحاد طلابي موحد وشرعي بعيداً عن الانتماءات الحزبية والسياسية الضيقة، وبحضور مندوبي وزارة الشؤون الاجتماعية وممثل لكل الطلاب، للخروج بكيان ونقابة طلابية تمثل الطالب وقضاياه". وكان الاجتماع الذي عقدته رئاسة الجامعة أول من أمس ناقش الاشكاليات الطلابية الأخيرة في كلية التربية، والتي حاول من خلالها بعض الطلاب النيل من "وحدة الصف الطلابي بالدعوة لعقد مؤتمر تسيره جهات حزبية استباقاً للموعد المحدد للانتخابات واستخدام مرافق الجامعة وممتلكاتها لأغراض غير رسمية"، واعتبر ذلك "مخالفة صريحة للقوانين واللوائح الجامعية". يذكر أن مجموعة مسلحة من الطلاب الذين يسيطر عليهم حزب "التجمع" اقتحمت القاعات الدراسية في الجامعة وتهجمت على الطلاب والقت قنابل صوتية وباشرت اطلاق أعيرة نارية في الهواء مثيرة الرعب في الجامعة. وألقت أجهزة الأمن القبض على ثلاثة مسلحين اعتدوا على الحرس وأرسلتهم الى الجهات المختصة للتحقيق معهم، وأصيب خلال العملية 3 أفراد من الحرس وتم اسعافهم في المستشفى. واستنكرت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل "أحداث العنف التي وقعت في الجامعة"، واعتبرتها "خرقاً صارخاً للقوانين والاتفاقات الموقعة ومحاولة يائسة لتمزيق الحركة الطلابية داخل الجامعة". وقال علي صالح عبدالله وكيل الوزارة في تصريحات صحافية ان "الاجتماع الذي دعت اليه مجاميع طلابية تنتمي الى حزب الاصلاح يعتبر تجاوزاً للقوانين بفرض القوة لإثارة الفتن والعنف في أوساط الحركة الطلابية، وبطريقة لا يقبلها منطق". وأضاف: "ان الوزارة بصدد إعداد ملف في حوادث عنف متكررة ارتكبها مثيرو الشغب والعنف تحت مظلة غير شرعية تسمى اتحاد طلاب اليمن الذي لم تجر انتخابات له حتى الآن، وإحالته الى القضاء". وتوعد عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء "بمحاسبة العناصر التي قامت بإثارة الشغب في جامعة صنعاء على خلفية الصراع على انتخابات اتحاد الطلبة".