مجلس الشورى اليمني يدعم قرار إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات    تحالف دعم الشرعية في اليمن يدشن الحساب الرسمي للمتحدث الرسمي على منصة "إكس"    ريال مدريد يطوي صفحة روبن نيفيز    مجلس الوزراء: السعودية لن تتردد في مواجهة أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني    محافظ ضمد يزور جمعية دفء لرعاية الأيتام ويشيد بجهودها المتميزة    أمير القصيم يستقبل المجلي والسلطان ورئيس وأعضاء جمعية مستقر للإسكان والترميم برياض الخبراء    نائب وزير الخارجية يستقبل رئيس المكتب البريطاني لشؤون السودان    أمير الرياض يعزي مدير الأمن العام في وفاة والده    "الإحصاء": تنشر إحصاءات النفايات في المملكة لعام 2024    مدير تعليم الطائف يثمن جهود المدارس في رفع نواتج التعلّم    الجامعة العربية تجدد إدانتها لتحركات الانتقالي الجنوبي المهددة لوحدة اليمن    هل المشكلة في عدد السكان أم في إدارة الإنسان    وكالة وزارة الداخلية لشؤون الأفواج الأمنية تشارك في التمرين التعبوي لقطاعات قوى الأمن الداخلي (وطن 95)    عبدالله كامل رئيسال لاتحاد الغرف السعودية والصيخان والفاخري نائبين    السجل العقاري شريك مستقبل العقار في النسخة ال5 لمنتدى مستقبل العقار 2026    تحديد أول الراحلين عن الهلال    غيابات الأهلي في لقاء الفيحاء في دوري روشن    المتاحف والمواقع الثقافية بمكة المكرمة.. منصات معرفية    إعلان حالة الطوارئ في اليمن لمدة 90 يوما قابلة للتمديد    مهاجم الهلال يتربع على قائمة أمنيات جماهير فلامينغو    مبادرة رافد الحرمين تستأنف عامها الثَّالث بتدريب المراقبين الميدانيين    تراجع أسعار النفط    مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة بشأن الاعتراف الإسرائيلي بإقليم "أرض الصومال"    300 ألف متطوع في البلديات    معرض «بصمة إبداع» يجمع مدارس الفن    وزير التعليم يزور جامعة حائل    قائد الأمن البيئي يتفقد محمية الملك سلمان    جيل الطيبين    حين يغيب الانتماء.. يسقط كل شيء    "الرياض الصحي" يدشّن "ملتقى القيادة والابتكار"    سماعات الأذن.. التلف التدريجي    المزارع البعلية.. تراث زراعي    «عريس البراجيل» خلف القضبان    أمانة جدة تتلف 4 أطنان من اللحوم الفاسدة    متى سيعاود سوق الأسهم السعودي الارتفاع مجدداً؟    ولادة مها عربي جديد بمتنزه القصيم الوطني    تايبيه ترد بنشر قواتها وترفع مستوى الجاهزية.. الصين تجري مناورات عسكرية واسعة حول تايوان    مواجهة ثأرية لآرسنال أمام أستون فيلا    رامز جلال يبدأ تصوير برنامجه لرمضان 2026    التقدم الزمني الداخلي    في كأس أمم أفريقيا بالمغرب.. تونس تسعى لعبور تنزانيا.. ونيجيريا تلاقي أوغندا    النصر.. كسرِ الأضلاعِ وضرباتِ الجزاء    بعد مواجهات دامية في اللاذقية وطرطوس.. هدوء حذر يسود الساحل السوري    رجل الأمن ريان عسيري يروي كواليس الموقف الإنساني في المسجد الحرام    «الهيئة»أصدرت معايير المستفيد الحقيقي.. تعزيز الحوكمة والشفافية لحماية الأوقاف    نتنياهو يسعى لخطة بديلة في غزة.. حماس تثق في قدرة ترمب على إرساء السلام    أكد أهمية الكليات والهاكاثونات في تحفيز الإبداع.. السواحه: تمكين رواد الأعمال من التوسع في مجالات التقنية    محمد إمام يحسم جدل الأجور    التحدث أثناء القيادة يضعف دقة العين    معارك البيض والدقيق    نجل مسؤول يقتل والده وينتحر    الدردشة مع ال AI تعمق الأوهام والهذيان    انخفاض حرارة الجسم ومخاطره القلبية    القطرات توقف تنظيم الأنف    «ريان».. عين الرعاية وساعد الأمن    دغدغة المشاعر بين النخوة والإنسانية والتمرد    القيادة تعزي رئيس المجلس الرئاسي الليبي في وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي ومرافقيه    وزير الداخلية تابع حالته الصحية.. تفاصيل إصابة الجندي ريان آل أحمد في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"يوم المسيرات" ضد الحرب بدأ في اليابان وشمل الشرق الأوسط وأوروبا وتوج في واشنطن وسان فرانسيسكو
نشر في الحياة يوم 19 - 01 - 2003

كان أمس يوم التظاهرات المعارضة للحرب على العراق، ومثّل ما يمكن اعتباره بداية ل"تحرك شعبي" ضد الإدارة الأميركية التي تبدو مُصرّة على سياسة "تغيير النظام" في بغداد. ولعل أهمية هذا التحرك المعارض للحرب تكمن في شموليته، إذ انه امتد من آسيا الى أوروبا مروراً بالشرق الأوسط وانتهاء بالولايات المتحدة نفسها حيث جرت تظاهرتان كبيرتان الأولى في واشنطن، مقر إدارة الرئيس جورج بوش، والثانية في سان فرانسيسكو على الساحل الغربي الأميركي.
نظّم اميركيون معارضون لشن حرب في العراق تظاهرتان حاشدتان أمس في واشنطن وسان فرانسيسكو للطلب من البيت الابيض السماح لعمليات التفتيش التي تقوم بها الأمم المتحدة في العراق بأن تأخذ مسارها. وقال مراقبون ان هذا التحرك يُعد ابرز حركة معارضة لقرار الحرب الاميركي منذ حرب فيتنام في السبعينات.
وقُدّر عدد المشاركين في التظاهرتين بعشرات الآلاف، وقال المنظمون انها ستكون اكبر عرض للمشاعر الاميركية المناهضة للحرب منذ ان بدأ الرئيس جورج بوش في شرح دوافعه لمهاجمة العراق العام الماضي. ويقول المحتجون ان ارسال قوات اميركية الى الخليج أخيراً والتكهنات الواسعة النطاق باحتمال ان يصبح تقرير يقدمه مفتشو الاسلحة في 27 كانون الثاني يناير الجاري شرارة اشعال الحرب، اثارا قلق حركة السلام الاميركية.
وقالت المحامية ماريا فيرهيدين - هيلارد التي تساعد في تنظيم الاحتجاجات: "قال بوش انه ينوي شن حرب وقائية، وهو الآن يواجه اكبر عقبة وهي حركة وقائية مناهضة للحرب".ز وانطلقت تظاهرة واشنطن قبل الظهر مباشرة من عند مبنى الكونغرس كابيتول هيل. وكان مقرراً ان يسير المتظاهرون الى قاعدة بحرية في وسط المدينة للمطالبة بحق التفتيش عن "اسلحة الدمار الشامل الاميركية".
وتحدثت في الاجتماع الحاشد في واشنطن أكثر من مئتي الف متظاهر شخصيات مثل الممثلة جيسيكا لانغ ورون كوفيتش احد المشاركين في حرب فيتنام ومؤلف "ولد في الرابع من تموز يوليو" وزعيم الحقوق المدنية جيسي جاكسون. كذلك من المقرر ان تكون تظاهرة أخرى معارضة للحرب انطلقت مساء في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا. وكان مقرراً ان يُلقي الممثل والناشط مارتن شين كلمة امام اجتماع حاشد خارج مجلس المدينة. وقُدّر عدد المشاركين في تظاهرة سان فرانسيسكو بنحو مئة الف شخص.
وعلى رغم ان استطلاعات الرأي التي اجريت في الولايات المتحدة أبدت مساندة كبيرة لخطط اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين، الا ان دراسة اجراها مركز ابحاث اوضحت انه بالنسبة الى كثيرين فإن هذه المساندة تتطلب دليلاً بأن العراق يمثل تهديداً.
اليابان
وفي طوكيو، تجمع آلاف اليابانيين في وسط طوكيو أمس للاحتجاج على هجوم محتمل تقوده الولايات المتحدة ضد العراق. وأعلن منظمو لجنة "وورلد بيس ناو" التي تضم جمعيات سلمية ان نحو 10 مدن كبرى بدءاً بهوكايدو الى اقصى الشمال حتى النقطة الجنوبية للارخبيل، دُعيت الى التحرك والمشاركة في تظاهرات وحفلات موسيقية ومسيرات ضد الحرب على العراق. وقال احد المنظمين ان "ما بين اربعة الى خمسة آلاف شخص تجمعوا عند انطلاق المسيرة".
ورفع اميركي شارك في التظاهرة لافتة كتب عليها "اشعر بالعار اليوم لكوني مواطنا اميركياً"، في حين رفع آخر لافتة كتب عليها "لا حرب من اجل النفط". وحمل المحتجون اليابانيون لافتات كتب عليها شعارات مثل "لماذا العراق؟" و"الحرب ليست الحل".
وحملت لافتة صورة لبوش كزعيم ياباني يرتدي الكيمونو ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي كتابعين له. وتساءل شعار: "هل من المناسب الحذو حذو بوش؟". وقالت الشرطة اليابانية ان اكثر من اربعة آلاف محتج خرجوا الى شوارع طوكيو.
وفي مدينة روالبندي الباكستانية شكل بضعة آلاف من السكان وكثير منهم من التلاميذ سلسلة بشرية لإدانة اي هجوم محتمل ضد العراق. وقالت عائشة أمير علي المشاركة في التجمع الحاشد: "نطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن التصرف في شكل فردي لفرض جدول اعمالها الاقتصادي على العالم".
وفي لاهور شرق العاصمة الثقافية لباكستان نظم حوالى 500 من المتظاهرين مسيرة دعت اليها منظمات سياسية ونقابية ضد "السلوك العدواني للولايات المتحدة في مواجهة العراق". وقال شهود ان الشرطة منعت المتظاهرين من التوجه الى قنصلية الولايات المتحدة. الا انه تم السماح في نهاية الامر لوفد من خمسة متظاهرين بالتوجه للقنصلية لتسليم مذكرة ضد شن عملية مسلحة على العراق.
اما في كراتشي اكبر مدينة في باكستان فقد عقد نحو 200 ناشط تجمعاً في "ريغال شوك" وهي احدى اكبر الساحات في كراتشي تحت شعار "تسقط الامبريالية الاميركية والموت لاميركا".
وفي موسكو، رفع مئات الناشطين الشيوعيين الاعلام الحمر وصوراً للينين وستالين وعرفات في تظاهرة ضد التهديد بشن حرب على العراق وساروا امام السفارة الاميركية وسط اجراءات امنية مشددة.
ولدى وصولهم على وقع الاناشيد الثورية والسوفياتية التي بثتها مكبرات للصوت وضعت على متن شاحنة، رفع المتظاهرون لافتات حملت عبارات تصف الولايات المتحدة ب"الارهابية" او ب"الشرطة الدولية" والرئيس جورج بوش ب"هتلر" وسياسته ب"الفاشية".
وكتبت شعارات اخرى منها "اميركي، لا تلمس العراق" و"الرئيس فلاديمير بوتين توقف عن حني ظهرك امام بوش"، فيما تحدث الخطباء في الحشود من على متن شاحنة استخدمت كمنصة. واعلن احد منظمي التجمع سيرغي ميتروبولسكي: "قررنا تنظيم هذه التظاهرة السبت لكي يتمكن عدد اكبر من المشاركة فيها. نريد ان نبرهن ان ابناء موسكو ضد حرب في العراق".
ونظّمت التظاهرة لجنة موسكو في الحزب الشيوعي الروسي ومنظمات يسارية اخرى في اطار يوم دولي للاحتجاج على شن حرب على العراق. اما الحزب القومي المتشدد بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي فينظم تظاهرة احتجاج مماثلة اليوم الاحد في ساحة بوشكين وسط موسكو.
بريطانيا
وفي لندن، نظمت مسيرة مساء شارك فيها بضع مئات من معارضي الحرب على العراق. وكان مقرراً ان يتحدث في المتظاهرين النائب العمالي السابق توني بن الذي قال لهيئة الإذاعة البريطانية "انه لا يُمكن أخذ أمة الى الحرب سوى إذا كانت موحّدة - وهناك معارضة واسعة في بريطانيا: 58 في المئة ضد ضرب العراق".
ويتوقع ان تكون تظاهرة لندن تزامنت أيضاً مع تظاهرات صامتة تضاء خلالها شموع في عدة مدن كبرى وبلدات في بريطانيا مثل برادفورد وبيرمنغهام ونوتنغهام.
وتوقعت منظمة "فويسز ان ذي ويلدرنس" اصوات في البرية البريطانية المعارضة للعقوبات ضد العراق جمع انصارها في محيط المقر العام للقوات المسلحة البريطانية في نورثوود شمال غربي لندن. وقال ريتشارد بيرن الناطق باسم المنظمة ان العشرات من انصارها يراوح عددهم ما بين 50 و200 مجهزون بمناظير وكاميرات سيلتقطون صوراً لموقع عسكري في انتهاك للقوانين البريطانية.
كما تنظم نقاشات حول الحرب في العراق خصوصاً في معهد الدراسات الشرقية والافريقية في لندن من قبل جمعية مسلمي بريطانيا وفي غلاسكو من قبل الفرع الاسكتلندي لمنظمة "الحملة من اجل نزع الاسلحة النووية".
وفي ايرلندا شارك أكثر من الفي شخص في تظاهرة سلمية في مطار شانون غرب احتجاجاً على استخدامه لتزويد الطائرات العسكرية الاميركية بالوقود.
وفي باريس، تظاهر قرابة ثلاثة آلاف شخص ضد الحرب على العراق. وجاءت التظاهرة بناء على دعوة من أحزاب ومنظمات فرنسية. ووقعت 25 شخصية فرنسية "نداء ضد مشاركة فرنسا في حرب على العراق". ومن بين هذه الشخصيات المحامي جاك فيرجيس والنائب الاوروبي بول ماري كوتو والباحث جان كلود بارو والشاعر اللبناني الاصل صلاح ستيتية والكاتب فلاديمير فولكوف والاكاديمي جان دوتور. وكتبوا في هذا النداء انه "في الازمة العراقية تم تجنب الاسوأ حتى الآن". واضافوا "لكن تحفظاً كبيراً لا يزال يفرض نفسه مع ذلك". ودعا منظمو التظاهرات الرئيس جاك شيراك الى ان "يفعل ما بوسعه لتجنب هذه المغامرة".
وفي روستوك شمال شرق المانيا، تظاهر 5 آلاف شخص احتجاجا على حرب محتملة في العراق. وفي توبنغن، تظاهر حوالى 1000 شخص بناء على دعوة من حركات سلمية ومناهضة للعولمة. ويعتبر 81 في المئة من الالمان ان الحرب على العراق غير مبررة. وبينما دعا الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي الديموقراطي والخضر الحكومة "الى اعطاء توجيهاتها لممثلي المانيا في مجلس الامن للقيام بأي شيء لمنع السماح بشن حرب على العراق"، فان 70 في المئة من اعضاء حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي، ابرز احزاب المعارضة، يعارضون هم ايضاً اندلاع نزاع.
وفي غوتبورغ السويد، تظاهر ما بين خمسة الى ستة الاف شخص امس في غوتبورغ جنوب غربي السويد احتجاجا على حرب محتملة تشنها الولايات المتحدة ضد العراق.
اسبانيا
وفي مدريد، تجري اليوم الاحد في اسبانيا تظاهرة بدعوة من منظمات سلمية وسياسية ونقابية ومناهضة للعولمة تعبيراً عن رفض الحرب المحتملة ضد العراق. وسيسير المتظاهرون تحت شعار "اوقفوا الحرب ضد العراق قبل ان تبدأ"، باتجاه القاعدة العسكرية في توريخون بضاحية مدريد التي يمكن ان تستخدم للدعم اللوجستي في حال نشوب نزاع.
وقال متحدث باسم الفرع الاسباني لمنظمة "اتاك" المناهضة للعولمة: "نريد ان تقول اسبانيا "لا" للحرب، لكن خصوصاً ان تفتح هنا مناقشة مع المواطنين حول هذا الموضوع". ويؤيد 2 في المئة من الاسبان فقط تدخلاً اميركياً احادي الجانب في العراق بحسب استطلاع اجراه المعهد الملكي "الكانو" وشمل عينة تمثيلية من 1200 شخص.
واخذ زعيم الحزب الاشتراكي الاسباني خوسي لويس رودريغيز زاباتيرو الاربعاء على رئيس الحكومة خوسي ماريا اثنار دعمه "غير المشروط" لرغبة "التحرك الحربي الاحادي الجانب" ضد العراق لدى الرئيس جورج بوش.
واعلنت منظمة "غرينبيس" المدافعة عن البيئة عن اطلاق عريضة عبر شبكة الانترنت لمطالبة اثنار بالوقوف "بحزم ضد الحرب التي تريد الولايات المتحدة شنها ضد العراق" انطلاقاً من الامم المتحدة، علماً بأن اسبانيا اصبحت عضواً في مجلس الامن منذ كانون الثاني يناير 2003. وقالت "غرينبيس" في بيان ان "مسؤولية بلادنا مؤكدة ودورها اساسي لتجنب هذا النزاع الذي سيؤدي الى تفاقم النقص الذي يعيشه الشعب العراقي البريء".
وفي اوتاوا، اشار استطلاع للرأي الى ان نحو 62 في المئة من الكنديين يعتقدون ان القوات الكندية لا يجب ان تشارك في هجوم تقوده الولايات المتحدة على العراق الا اذا اجازته الامم المتحدة.
الشرق الأوسط
وفي دمشق، تظاهر اكثر من 15 الف شخص امس في دمشق ضد حرب محتملة على العراق ودعماً لنضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وتجمع المتظاهرون، وبينهم فلسطينيون، امام محطة الحجاز للنقل في وسط دمشق ثم ساروا في اتجاه مبنى مجلس الشعب البرلمان. ورفع المتظاهرون شعارات معادية للولايات المتحدة التي تنشر وحداتها في الخليج وفي دول مجاورة تحسباً لشن هجوم محتمل على نظام الرئيس صدام حسين الذي تتهمه واشنطن بتطوير اسلحة دمار شامل. ومن الشعارات التي رفعت "ارحل عنا يا بوش" و"فلتسقط الولايات المتحدة". ورفع المتظاهرون الاعلام السورية والفلسطينية اضافة الى صور الرئيس السوري بشار الاسد.
وكتبت على يافطات عبارات "لا للحرب، نعم للسلام العادل" و"نعم للانتفاضة، لا لضرب العراق" و"شارون عدو الانسانية" و"لا للحرب من اجل النفط" و"اوقفوا الحصار الجائر للعراق" و"العراق ليس بئر نفط، العراق تاريخ وحضارة" و"اسرائيل هي التي تملك اسلحة الدمار الشامل" و"لا للكيل بمكيالين كفى للشعب العراقي حصاراً وعذاباً" و"أوقفوا المجازر ضد الشعب الفلسطيني يا دعاة الديموقراطية". ونظمت التظاهرة "اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الانتفاضة ومقاومة المشروع الصهيوني".
القاهرة
وفي القاهرة، تظاهر مئات من المصريين أمس أمام مسجد السيدة زينب وسط العاصمة. وضربت السلطات المصرية طوقاً أمنيَاً مكثفاً غير مسبوق على المتظاهرين الذين رددوا الهتافات المعادية للولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، واتهموا الموقف الرسمي العربي بالضعف والتخاذل.
وأغلقت فرق مكافحة الشغب ومدرعات الشرطة المحملة بمدافع القنابل المسيلة للدموع الطرقات والشوارع المؤدية إلى منطقة التظاهرة خشية امتدادها إلى المناطق المجاورة بعدما أبدى المتظاهرون الرغبة في التحرك بالتظاهرة. وحمل المتظاهرون المنتمون إلى اتجاهات سياسية عدة لافتات تعارض الحرب الأميركية على العراق والعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وتطالب الحكومة المصرية بمواجهة حاسمة ضد سياسات الولايات المتحدة في المنطقة.
وشهدت التظاهرة اشتباكات محدودة بين المتظاهرين وفرق مكافحة الشغب التي استهدفت حصار المتظاهرين ومنعهم من التحرك ما أسفر عن اطلاق الهتافات ضد الشرطة والحكومة المصرية. وقال الناطق باسم جماعة "الإخوان المسلمين" في البرلمان الدكتور محمد مرسي إن "مشاركة كل القوى السياسية في التظاهرة تعكس التوحد الشعبي ضد السياسة الاميركية في المنطقة". ودعا الحكومة إلى "عدم مواجهة الغضب الشعبي المصري بالقوة والسماح له بالتعبير عن رفضه للنيات الأميركية ضد العرب والمسلمين".
وفي بغداد، تجمع حشد من الصحافيين العراقيين كما حدث الجمعة، امس السبت امام مقر فرق التفتيش الدولية في بغداد لدى مغادرتها للقيام بعمليات تفتيش جديدة للتعبير عن عدائهم للولايات المتحدة وعن دعمهم للرئيس العراقي صدام حسين. وتجمع مئات من اعضاء اتحاد الصحافيين العراقيين، امام مقر المفتشين.
واحتوت قوات الامن العراقية الصحافيين في الوقت الذي اضطرت فيه سيارات المفتشين الى المرور وسط جموعهم.
وفي بيروت انطلقت تظاهرة لمناسبة اليوم العالمي ل"نصرة فلسطين والعراق"، من ساحة بشارة الخوري الى مبنى الأمم المتحدة، ومشى فيها الآلاف تقدمهم رئيسا الحكومة السابقان سليم الحص ورشيد الصلح ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط على رأس كتلته النيابية في مشاركة النائب العمالي البريطاني جورج غالاوي وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفلسطينية.
ورفع المتظاهرون حوالي 8 آلاف لبناني وفلسطيني صوراً للرئيس العراقي صدام حسين، وأخرى للرئيس الأميركي جورج بوش كتب عليها "اريد دماء، دراكولا"، وكذلك حملوا أعلاماً عراقية ولبنانية وفلسطينية. ورفعوا لافتات منها "من يحكم البيت الأبيض شارون أم بوش؟" و"لا للحرب ضدّ العراق" و"بترول العرب للعرب"، مرددين هتافات نددت بالتحضيرات لشن عدوان على العراق واستمرار المجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل.
ولاحظت وكالة "فرانس برس" ان الإسلاميين وخصوصاً "حزب الله" غابوا عن التظاهرة التي وصفها الحص بأنها "تعبير عن ارادة الشعب العربي دعماً للانتفاضة الفلسطينية المباركة واستنكاراً لما ترتكبه اسرائيل من مجازر وللدعم الأميركي لاسرائيل، وكذلك دعماً للعراق واستنكاراً للحرب ضده".
وألقى غالاوي كلمة ندد فيها بالتحضيرات البريطانية - الأميركية لشن عدوان على العراق، داعياً الدول العربية الى "وقف امدادات النفط تزامناً مع انطلاق هذه الحرب". وأعلن ان "لندن ستشهد في 15 شباط فبراير المقبل تظاهرة المليون بريطاني للهتاف ضدّ الحرب على العراق".
وكان غالاوي بحث مع رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة رفيق الحريري، "المخاطر الحقيقية التي ستنجم عن أي مواجهة مع العراق وهي لن تقتصر على الشعب العراقي بل ستشمل الشرق الأوسط كله".
وفي عمان، شارك حوالى 500 اردني معظمهم من نشطاء الحركة الاسلامية في مهرجان خطابي للتعبير عن رفضهم لضربة عسكرية امريكية محتملة ضد العراق. ودعت جبهة العمل الاسلامي، اكبر الاحزاب الاردنية، الى هذا المهرجان الذي هتف
فيه المشاركون "يا عراق ظلك صامد بوجه بوش الحاقد ...يا عراق لا تلين بوجه الخنازير". وحرق المشاركون في نهاية المهرجان العلمين الاميركي والاسرائيلي.
وفي ديار بكر، اوقفت الشرطة التركية ما لا يقل عن خمسة متظاهرين امس عندما تحولت تظاهرة ضد الحرب المحتملة في العراق الى تجمع لمساندة زعيم المتمردين الاكراد عبد الله اوجلان. وتدخلت الشرطة بالهراوات لتفريق مجموعة من خمسين شخصاً كانوا يرددون شعارات موالية لاوجلان ومنددة بعزله في سجن جزيرة ايمرالي شمال غرب حيث يعتقل بمفرده هناك منذ 1999.
وقبل الحادث، تلي بيان في حديقة عمومية مجاورة بمشاركة نحو 300 متظاهر احتجاجا على الحرب في العراق وضد الولايات المتحدة. وتركيا حليف الولايات المتحدة والبلد الوحيد الذي يدين سكانه بالاسلام في عضوية حلف شمال الاطلسي تعارض حرباً محتملة في العراق خشية ان يؤدي ذلك الى زعزعة اسقرار المنطقة برمتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.