لندن - أ ف ب، رويترز - استقبل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك أوبراين في مدينة سرت. وصرّح وزير الخارجية الليبي السيد عبدالرحمن شلقم بعد اللقاء الذي تم في خيمة الزعيم الليبي بأن ليبيا موافقة مبدئياً على دفع تعويضات لذوي ضحايا كارثة لوكربي عام 1988. وأضاف: "بالنسبة الى التعويضات، من حيث المبدأ، سنقوم بشيء في هذا الشأن". وتابع: "أما بالنسبة الى المسؤولية، فنحن نناقش هذه القضية .... ومستعدون للتخلص من هذه العقبة". وقال مسؤولون بريطانيون ان كلام شلقم هي أوضح إعلان رسمي بأن ليبيا مستعدة لتلبية شروط رفع العقوبات الدولية ضدها في قضية لوكربي. وكان اوبراين قال قبل اللقاء انه سيناشد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي التوقيع على الاتفاقات الدولية التي تمنع استخدام اسلحة الدمار الشامل، كما سيطلب منه مساعدة الدول الغربية بتزويدها معلومات استخبارية عن تنظيم "القاعدة". ووصف الزعيم الليبي بانه يسعى الى احترام القانون الدولي خلافا للرئيس العراقي صدام حسين. وكان اوبراين وصل مساء الثلثاء الى العاصمة الليبية في زيارة تستغرق ثلاثة ايام، هي الاولى لمسؤول بريطاني على هذا المستوى منذ 18 سنة. واجرى لدى وصوله محادثات مع نائب امين اللجنة الشعبية وزير للشؤون الخارجية سعد مجبر، وواصل امس المحادثات مع امين اللجنة عبد الرحمن شلقم ومسؤولين ليبيين آخرين. وقال اوبراين في حديث الى "هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية" بي. بي. سي. ان "القذافي تورط في الماضي بنشاطات ارهابية. لكنه لم يعد، بحسب الادلة المتوافرة لدينا، متورطاً في اعمال ارهابية منذ اعوام ... انه لا يهدد جيرانه"، مشيرا في الوقت نفسه، الى ان بريطانيا "لا تزال توجه انتقادات حيال وضع حقوق الانسان في ليبيا وبعض جوانب سياستها الخارجية ... لكن ليبيا تعمل على الخروج من كونها دولة غير مأمونة الجانب وخارجة عن القانون في علاقاتها مع الغرب وبقية اعضاء المجتمع الدولي والتطور في اتجاه احترام القانون الدولي". وقال: "على نقيض ذلك، صدام حسين يقتل شعبه بالغاز ويهدد جيرانه وينتهك 73 من اصل 77 قراراً للامم المتحدة ولن يسمح لمفتشي الاممالمتحدة بالعودة الى العراق ... ليبيا تتجه نحو التزام القانون الدولي والعراق يبتعد عنها". واكد المسؤول في وزارة الخارجية الليبية حسونة الشاوش ان زيارة الوزير البريطاني مهمة لتطور العلاقات الثنائية، مضيفاً ان بريطانيا من اكبر الدول المعنية بالنفط الليبي. واوضح ان بلاده تستورد منتجات من بريطانيا بما قيمته 500 مليون دولار سنوياً وان 18 شركة بريطانية تعمل في السوق الليبية، خصوصاً في القطاع النفطي. وكانت مصادر رسمية بريطانية اعلنت ان اوبراين يزور طرابلس بطلب من رئيس الوزراء توني بلير في مهمة لاقناع القذافي بالمشاركة في "مكافحة الارهاب". وقال اوبراين "ساذهب بناء لطلب من رئيس الوزراء حاملاً رسالة واضحة للعقيد القذافي والقادة الليبيين مفادها اننا نريد تحقيق تقدم في المواضيع العالقة بيننا: الارهاب واسلحة الدمار الشامل"، موضحاً ان لندن ستطلب من ليبيا ايضا ان تنضم الى الاتفاقات المتعلقة بالاسلحة الكيماوية. واضاف "ان هذه الزيارة تندرج في اطار عملية مستمرة منذ اربعة اعوام وادت الى تحقيق تقدم في شأن ملف لوكربي وموقف ليبيا من الارهاب".