سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتقال 21 فلسطينياً في الضفة ومحاصرة أحد مساجد طولكرم ... وأجانب يتظاهرون احتجاجاً ."شهداء الاقصى" تهدد إسرائيل بالانتقام لاغتيال قائدها ومرافقه في غزة
القدس المحتلة، غزة، نابلس - أ ف ب - اتهمت "كتائب شهداء الاقصى" التابعة لحركة "فتح" امس اسرائيل ب"اغتيال" قائدها في قطاع غزة العقيد جهاد العمارين، وتوعدت بالانتقام له، فيما واصل الجيش الاسرائيلي حملة الاعتقالات التي طاولت 21 فلسطينياً في الضفة الغربية امس، وحاصر احد مساجد طولكرم. وقتل العمارين وابن اخته ومرافقه أيمن النمرة من عناصر الامن عندما وقع انفجار كبير مساء اول من امس في سيارته الخاصة من نوع "مرسيدس" قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وافادت "كتائب الاقصى" في بيان وزعته خلال جنازة العمارين والنمرة انها "ستنتقم وتثأر لدم الشهيدين"، و"سيعلم رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون وحكومته النازية ان سياسة الاغتيالات التي تنفذها عصاباته لن تزيدنا الا اصراراً ويقيناً على الثأر والانتقام لمواصلة الثورة مهما كلف الثمن وعظمت التضحيات". واوضح البيان انه "حينما بدأت الانتفاضة كان العمارين من أوائل الذين حملوا هم المعركة مع العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه مجنداً العديد من المجموعات العسكرية التي أذاقت العدو جحيم النار على الخط الشرقي شرق مدينة غزة". وأضاف ان العمارين، وهو من سكان حي الزيتون شرق غزة، اعتقل في السجون الاسرائيلية في السبعينات وشغل مناصب تنظيمية في "فتح" وأبعدته اسرائيل أوائل الثمانينات وعاد الى غزة مع إقرار الحكم الذاتي عام 1994 وحصل على رتبة عقيد في أجهزة الامن الفلسطينية. وشارك في الجنازة أكثر من 30 ألف فلسطيني يتقدمهم أكثر من 200 مسلح بينهم عشرات الملثمين من عناصر "الاقصى" الذين اطلقوا النار بكثافة في الهواء خلال مسيرة الجنازة التي وصفت "بالضخمة جداً". ووضعت جثة العمارين التي تحولت اشلاء بفعل الانفجار في صندوق خشبي ملفوف بعلم فلسطيني وعلقت في مقدمته صورة العمارين. وفي منزله المكون من طبقتين في احد ازقة حي الزيتون المكتظ بالسكان والمنازل المتلاصقة التي تشبه مخيمات اللاجئين، سجى النعش وسط ساحة المنزل الصغيرة وجاءت زوجته ام رمزي وهي تتكئ على مجموعة من النساء قريباتها تحاول عبثاً النظر الى وجهه الذي انمحى بفعل تحويل الجزء العلوي منه الى اشلاء متناثرة وبدا الجثمان داخل النعش من دون اي ملامح. وصرخت وهي تحتضن طفليها: "قتلك الجبناء لكنك مت بشرف وكل الناس معك وعلى طريقك يا جهاد". وقال احد ابنائه الصغار 10 سنوات وقد حبس دموعه: "نحن على نفس مشوار ابي الشهيد". واكد مصدر امني ان ما حدث "بالتأكيد عملية اغتيال مدبرة من قوات الاحتلال اذ اعلن شارون صراحة انه مستمر في سياسة الاغتيالات والعدوان". وخلال الجنازة وزعت مئات الصور للعمارين اضافة الى صور الرئيس ياسر عرفات ومئات الاعلام الفلسطينية ورايات حركة "فتح" و"كتائب الاقصى" التي أُلصقت ايضاً على واجهات عشرات السيارات والمنازل قرب منزل العمارين. ورفع المشيعون لافتات كتب على احداها "سيبقى دمك يا أبا رمزي العمارين نوراً يهدي لنا الطريق نحو القدس عاصمة دولة فلسطين". وردد المشيعون الغاضبون هتافات منها "لن تذهب دماؤك هدرا". وتوعد ملثم في كلمة خلال الجنازة بأن الكتائب "سترد الصاع صاعين للعدو الصهيوني ... ويا شارون انتظر ردنا القادم فمزيداً من العمليات يا ابطال كتائبنا المغاوير". وفي الشارع الرئيسي المؤدي الى منزل العمارين قامت عناصر من "فتح" و"حماس" و"الجهاد الاسلامي" بكتابة الشعارات على الجدران والتي تصفه ب"القائد الشجاع" وتتوعد ب"الانتقام والرد على اغتياله". من جهة اخرى، افادت مصادر عسكرية اسرائيلية وشهادات فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي اعتقل ليل الخميس - الجمعة 21 فلسطينيا في الضفة الغربية. واوضحت المصادر العسكرية الاسرائيلية ان 17 فلسطينياً اعتقلوا ليلاً بينهم خمسة في الشيوع في قطاع الخليل جنوب وخمسة في نابلس شمال وثلاثة في قطاع بيت لحم وسط وثلاثة في اريحا وسط وواحد قرب طولكرم شمال. وافادت شهادات فلسطينية ان اربعة فلسطينيين اعتقلوا في الظاهرية جنوب الخليل حيث فرض الجيش حظر التجول. الى ذلك، اعلن محافظ مدينة طولكرم شمال الضفة عز الدين الشريف امس ان الجيش حاصر مسجد يونس في المدينة المفروض عليها منع التجول. وقال ان الجيش "حاصر بالدبابات والمدرعات مسجد يونس الذي توجه اليه نحو 100 مواطن تحدوا نظام حظر التجول للصلاة فيه"، مضيفاً ان الجيش "ألقى الغازات المسيلة للدموع باتجاه المصلين". ونظم العشرات من المتطوعين الاجانب من جنسيات اميركية واوروبية امس مسيرة في شوارع بلدة نابلس القديمة انضم اليها عدد من الفلسطينيين، في خطوة تهدف الى تحدي حظر التجول المفروض على المدينة ومخيماتها منذ اسبوعين. وافاد مراسل وكالة "فرانس برس" ان المشاركين في المسيرة حملوا لافتات باللغتين العربية والانكليزية تدعو الى انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية التي أعاد احتلالها.