جدد الرئيس جورج بوش امس دعوته الى تنحي الرئيس ياسر عرفات او استبداله. وجاء تصريحه كأنه رد على الاتحاد الاوروبي وروسيا والاممالمتحدة التي اصرت على شرعية الرئيس الفلسطيني خلال اجتماعات "الرباعية"، فيما اعلن الناطق باسم البيت الابيض ان "الرئيس سعيد ومتحمّس" للتقدم "المتواضع والمهم" الذي أحرزته اللجنة خلال اجتماعاتها في نيويورك. راجع ص 4 و5 واعلن الوزير الفلسطيني نبيل شعث ان عرفات يدرس تعيين رئيس للوزراء بعد الانتخابات المقررة في كانون الثاني يناير المقبل. وتم التوصل خلال اجتماعات نيويورك الى تفاهم على "التوازي وليس التزامن" في المسارات السياسية والامنية والاقتصادية، فيما اعترف وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ب"خلاف مبدئي" مع الولاياتالمتحدة على الموقف من عرفات. وقال ديبلوماسي روسي ل"الحياة" ان تمسك واشنطن بخطة بوش قد يحول "الرباعية" الى "3"1" او "3 ضد 1". وتمكنت اجتماعات "اللجنة الرباعية"، ثم "الرباعية" زائد "الثلاثية" اي الاردن ومصر والسعودية، من استبعاد بعض طروحات بوش لجهة اشتراطه إزاحة عرفات وتبنيه منطق الامن والاصلاح اولا. وانتهت الاجتماعات في نيويورك ليل الثلثاء - الاربعاء بمؤتمر صحافي في منزل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ضم وزراء الخارجية الاميركي كولن باول، والمصري احمد ماهر، والاردني مروان المعشر، ومندوب السعودية لدى الاممالمتحدة السفير فوزي شبكشي. وقال بوش ان "الفلسطينيين سيكونون افضل حالاً تحت قيادة جديدة لأن القضية اكبر من الشخص". وتحدث باول عن الخطة الامنية التي بحثها مع "الشركاء" في "الرباعية"، كما يتوقع بحثها "مع القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية في المستقبل القريب". وقال ان رئيس "وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية" سي آي ايه جورج تينيت "لا يخطط للسفر الى المنطقة" في هذا المنعطف انما "لدينا خطة مصممة الآن بصورة تسمح للآخرين بمساعدتنا على تنفيذها"، وهي "لا تتطلب وجود تينيت مباشرة هناك". وأكد انه يوافق مع الأطراف الثلاثة الأخرى في "الرباعية" على ضرورة "التوازي" في المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، مشيرا الى ان "الرباعية متحدة في المساعدة على المسارات الثلاثة بالتوازي"، لكنه استدرك قائلا: "قد لا يكون التوقيت في الدرجة ذاتها، لكن المسارات الثلاثة مهمة، ونحن ملتزمون العمل عليها لايجاد حل". وكان مسؤولون اوروبيون واميركيون اكدوا اول من امس ان اعضاء "الرباعية" ينوون ارسال فريق خبراء في مجال الاستخبارات من دول عدة من اجل مساعدة الفلسطينيين على اصلاح نظامهم الامني في اطار "خطة العمل". وسيتشكل هذا الفريق من خبراء اميركيين ومصريين واردنيين وسعوديين وسيكون بقيادة تينيت. وشدد الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان على عنصر "المراقبة"، وقال في رد على سؤال ل"الحياة": "سمعت وزير الخارجية باول يتحدث عن ضرورة قيامنا بالمراقبة. واعتقد أن الرباعية ستعمل مع الأطراف نحو تحقيق الأهداف المشتركة". وزاد: "سنعمل معهما ونحضهما، وسنراقب كي نتأكد من أنهما ينفذان". وشدد على ان الخيار العسكري وخيار استخدام القوة "افتقدا تماماً أي صدقية"، وقال ان جميع اطراف الرباعية "اتفق على الهدف وعلى الرؤية، رؤية قيام دولتين". وزاد: "لقد بحثنا الخطوات الضرورية لنا للوصول اليها في غضون ثلاث سنوات والعمل الضروري لنا للوصول الى نهاية المطاف في غضون ثلاث سنوات". واعترف ايفانوف ب"خلاف مبدئي" مع الولاياتالمتحدة حول عرفات، لكنه شدد على أن أهم بنود البيان الختامي ل"الرباعية" صاغها الأميركيون، فيما قال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" إن التمسك بخطة بوش لاحقاً قد يحول "الرباعية" إلى "3"1".