اعلنت موسكو ان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن قد يصل الى العاصمة الروسية مطلع الاسبوع المقبل لاجراء مشاورات. وعلمت "الحياة" ان روسيا تريد أن تناقش مع الجانب الفلسطيني "أفكاراً جديدة" قد تطرح في اجتماع رباعي يعقده وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في واشنطن. وأكد مصدر ديبلوماسي روسي أن وزير الخارجية ايغور ايفانوف يريد أن "يسمع مباشرة من الجانب الفلسطيني" قبل اللقاء الرباعي الذي يعقد الخميس المقبل. وأبلغ "الحياة" مصدر فلسطيني مأذون له ان "أبو مازن" قد يصل الاثنين أو الثلثاء، لكنه أضاف ان "ظروفاً قاهرة" قد تضطره الى البقاء في رام الله، وفي هذه الحال سينوب عنه وزير التخطيط نبيل شعث. وقال ديبلوماسي رفيع المستوى ل"الحياة" ان المشاورات مع الفلسطينيين، تكتسب أهمية خاصة لأنها تأتي قبل أيام من لقاء واشنطن الذي توقع أن تطرح فيه الولاياتالمتحدة "أفكاراً جديدة". وزاد ان هناك صراعاً داخل الادارة على صياغات متباينة لهذه الأفكار، فالجناح الموالي لاسرائيل يؤيد خطة تدعو الى وقف النار، وابرام اتفاق لمرحلة انتقالية طويلة الأمد، واجراء مفاوضات حول الوضع النهائي بعد اعلان دولة فلسطينية "محدودة". وتوقع ان يرفض الجانب الفلسطيني أي اقتراح باتفاقات انتقالية، مشيراً الى أن الجناح الذي يقوده وزير الخارجية كولن باول قد يقدم صيغة تدعو الى مفاوضات حول الوضع النهائي، شرط ان تبدأ بعد "العودة الى ما قبل 28 أيلول سبتمبر". وأوضح ان هذا الجزء من الاقتراحات هو تكرار لما ورد في خطة ميتشل. ويرى خبير روسي في شؤون الشرق الأوسط ان الرئيس جورج بوش "اعطى مؤشرات الى احتمال تأييده موقف الجناح الثاني، بتأكيده أهمية ترابط الشقين السياسي والأمني. ولفت الى أن حديث انان عن "توازي" المسارين جاء في جلسة سرية لمجلس الأمن لكنه نشر بعد ذلك بتفاصيله، ما يوحي بأن الأمين العام حصل على "ضوء أخضر" اميركي. كما لاحظ ان الأمين العام قدم تفصيلات عن القوات الدولية التي دعا الى ارسالها، ما يوحي بأن الموضوع قد يترجم "اقتراحات عملية" في اطار اللقاء الرباعي. وعن موقف روسيا قال الخبير ان لديها "رؤية" للحل لكنه رفض الخوض في تفاصيل، ملمحاً الى انها قد تعرض لاحقاً. لكنه شدد على أن خطوطها العامة "تتلاقى" مع بنود أساسية في "الرؤى" الألمانية والفرنسية والأميركية.