واشنطن، نيودلهي، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز- أعلن نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفويتز أن الحرب بين الهندوباكستان ستكون مدمرة وأنها ستحدث نكسة في علاقات واشنطن مع الدولتين بعدما شهدت تحسنًا ملموسًا. وقال أمس، في مؤتمر صحافي في سنغافورة حيث يحضر مؤتمرًا أمنيًا إقليميًا: "من المؤسف أن نقضي على هذه الفرصة الايجابية بحرب مدمرة للكل". وجاء كلامه في وقت تعمل الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودول أخرى جاهدة لتهدئة التوترات بين الجارتين النوويتين لتفادي اندلاع حرب بينهما في وقت يقود التحالف الدولي حربًا على الارهاب في أفغانستان. والتقى نائب وزير الدفاع الاميركي أمس، وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز، لاجراء مشاورات عشية وصول وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ونائب وزير الخارجية ريتشارد أرميتاج الى جنوب آسيا مطلع الاسبوع المقبل في محاولة أخرى لتبديد غيوم الحرب. وقال فرنانديز أمس إنه لا داع للقلق بشأن التوتر مع باكستان لان "القوات منتشرة على جانبي الحدود ينظر بعضها الى بعض طوال الاشهر الستة الماضية". وأضاف: "لا حاجة للقلق الان بشأن ما سيحدث. أعتقد أن الموقف مستقر". رامسفيلد ومن جهته، تساءل رامسفيلد عما إذا كانت الهندوباكستان تدركان خطورة الوضع. وأضاف في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون أول من أمس، أنه "من المهم أن يعمل الناس للهدف نفسه ويدركوا نسبيًا كل المضاعفات الممكنة"، معتبرًا أن "هذه الحرب يمكن أن تندلع في شكل غير متوقع". وأكد الوزير الاميركي الذي كان متجهمًا أنه سيتحدث الى الجانبين باسم إدارة الرئيس جورج بوش، مذكرًا بأنه "يجب الاعتراف بأن البلدين لا يتحادثان ولديهما خلافات أساسية" حول كشمير. وأقر رامسفيلد بطريقة غير مباشرة بحق الهند في الرد على الهجمات "الارهابية" على أرضها، مثلما أعلنت الولاياتالمتحدة التي تعرضت لاعتداءات إرهابية في 11 أيلول سبتمبر تمامًا، الحرب على تنظيم "القاعدة". واعتبر رامسفيلد أن "كل دولة تتمتع بالسيادة يجب أن تحكم نفسها. ولكن بما أن هذا البلد تعرض الى الارهاب، قلنا بوضوح إنه يملك حق استئصاله". وتابع أن "البنتاغون" لديه خطط عاجلة لاجلاء رعاياه، لكنه أوضح: "ليست لدينا خطط لاجلاء عشرات الآلاف من الاميركيين" من المنطقة. جهود التهدئة وفي غضون ذلك، ضاعفت كل من الولاياتالمتحدةوروسيا ضغوطهما على الجارتين النوويتين في الوقت الذي طالب الرئيس الاميركي إسلام آباد بضرورة الوفاء بتعهداتها بالقضاء على "الارهاب عبر الحدود". ونقل عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر لوسيوكوف قوله إن روسيا لا تزال تأمل أن يعقد مشرف محادثات مباشرة مع رئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي خلال اجتماع أمني إقليمي يعقد في قازاخستان الاسبوع المقبل. ونقلت وكالات أنباء روسية عن المسؤول الروسي قوله إن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد اجتماعين منفصلين مع زعيمي الهندوباكستان لاقناعهما "بالتراجع عن المواجهة". ويرى المحللون أن مشرف الذي تولى السلطة إثر انقلاب عام 1999 وفاز بالانتخابات الرئاسية الاخيرة، لم يعزز مركزه بما يكفي لالغاء بعض "صقور" الجيش المتعاطفين مع الانفصاليين الكشميريين. التطورات الميدانية الى ذلك، أعلنت الشرطة الهندية أن متشددين ألقوا قنبلة على مجموعة من رجال الشرطة في ولاية جامو وكشمير الهندية أمس، ما أدى إلى جرح خمسة ضباط. وقال مسؤول أمني رفيع: "كان رجال الشرطة في طريق العودة الى معسكر عندما ألقى متشددون عليهم قنبلة. وأصيبوا بجروح ناجمة عن شظايا. ولم يقتل أحد". ووقع الهجوم بالقرب من خانيتار في منطقة بونتش التي تبعد 255 كيلومترًا شمال جامو العاصمة الشتوية للولاية. وأفادت مصادر أخرى في الشرطة أن جنديًا هنديًا قتل وجرحت امرأة، في تبادل للقصف المدفعي في منطقة كشمير، فيما تبادلت القوات الهنديةوالباكستانية إطلاق قذائف الهاون المورتر والمدفعية الثقيلة أمس. وقال مسؤول عسكري هندي "حتى الرابعة صباحًا كان هناك تراشق بنيران المدفعية الثقيلة وقذائف الهاون". وقال إنه لم ترد أنباء فورية عن سقوط قتلى.