أبوظبي - أ ف ب - دعت الشيخة فاطمة بنت مبارك، زوجة رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى "حوار حضارات" بين المرأة العربية والمسلمة والنساء في العالم الغربي، من أجل المساهمة في إنهاء التباعد الذي تسببت فيه اعتداءات 11 أيلول سبتمبر الماضي. وقال الشيخة فاطمة في حديث إلى وكالة "فرانس برس" إن "الحوار هو النهج الأمثل للتقريب بين العالمين العربي - الإسلامي والغربي"، معتبرة أن "التصادم بين الحضارات لن يكون في مصلحة أحد". ودعت قرينة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي تتولى رئاسة الاتحاد النسائي العام في الإمارات، القيادات النسائية في الجانبين إلى "تنظيم منتديات للحوار من أجل تصحيح صورة العالم العربي والإسلامي التي تتعرض للتشويه". وعبرت عن ثقتها بأن "مثل هذه اللقاءات سيساهم في انهاء حال الحذر والتباعد النسبي بين العالمين العربي والغربي"، داعية المرأة العربية والمسلمة إلى "مد جسور الحوار مع المنظمات النسائية العالمية". وعن المشاركة السياسية للمرأة، قالت الشيخة فاطمة إن هذه المسألة تشكل "جزءاً من التطور الذي تشهده منطقة الخليج، وضرورة تستدعيها المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها العالم وليس دول الخليج وحدها". واستدركت: "لا أحد يستطيع أن يعيد الزمن إلى وراء، ومن الطبيعي أن يأتي اليوم الذي تتحقق فيه المشاركة السياسية في صورة كاملة للمرأة الإماراتية". وأكدت أنها تطمح إلى تولي المرأة مناصب وزارية في بلادها، لأن نجاح الإماراتية في دخول المجلس الوطني الاتحادي "سيبقي دورها استشارياً". وزادت: "طموحي للمرأة أن تتولى مسؤوليات وزارية، انه حقها الطبيعي وتتويج لمسيرتها بعدما نجحت باقتدار في مناصب عليا كثيرة، بينها منصب وكيل وزارة". يذكر أن المجلس الوطني الاتحادي هيئة استشارية انشئت في 1972، وتضم أربعين عضواً، جميعهم من الذكور، يمثلون الإمارات السبع ويختارهم حكام الإمارات لولاية مدتها سنتان. وذكرت الشيخة فاطمة أن دستور الإمارات ينص على حق المرأة في العمل السياسي، مشيرة إلى أن رئيس الدولة "لم يفرق في المهمات الوطنية بين المرأة والرجل". وعبرت عن ارتياحها إلى قرار حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي في تشرين الأول اكتوبر الماضي، تعيين خمس سيدات في المجلس الاستشاري في إمارته، في أول خطوة من نوعها في الإمارات. ولفتت إلى أن الإماراتية تشغل عشرين في المئة من الوظائف في القطاع العام الوزارات والمؤسسات الاتحادية بينها 1.27 في المئة الوظائف الإدارية العليا المرتبطة باتخاذ القرارات، و9.56 في المئة من الوظائف الفنية في الدولة. وعبرت قرينة رئيس الإمارات عن أملها بأن "تسفر الجهود المخلصة لدعم وجود المرأة العربية في وسائل الإعلام عن انشاء قناة فضائية خاصة بها". وعن الظروف التي تعيشها المرأة الفلسطينية، قالت الشيخة فاطمة: "لا يمكن تخيلها أو قبولها بأي منطق إنساني أو غير إنساني. كيف يمكن أن نقبل هدم البيوت وتشريد العائلات وقتل الأطفال من دون ذنب، سوى أنهم يطالبون بحقوقهم التاريخية، ويحلمون مثل أي إنسان في العالم ببيت ووطن؟". وختمت بأن الفلسطينية تشكل "رمز المرأة العربية الصامدة والصابرة، والمدافعة عن وطنها. إنها النموذج الأجمل للتضحية".