تميز اليوم الأخير للزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الى إيطاليا، بلقاء عقده مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقوم بزيارة رسمية الى إيطاليا ايضاً، وباستعداد ايطالي أكده المسؤولون الايطاليون بينهم رئيس الحكومة سيلفيو بيرلسكوني ورئيسا مجلسي الشيوخ مارشيللو بيرا والنواب بيير فرديناندو كاسيني، "للمشاركة في أي اجتماع من أجل دعم لبنان اقتصادياً". وكان الحريري التقى الرئيس الأسد الذي يزور روما، في حضور الوزراء السوريين فاروق الشرع وغسان الرفاعي وسعد الله آغا القلعة، واللبنانيين محمود حمود وجورج افرام وباسل فليحان. وأوضح الحريري للصحافيين ان لقاءه الرئيس الأسد "طبيعي من الناحية البروتوكولية لوجوده في روما في الوقت نفسه"، موضحاً ان البحث تركز على عرض الوضع العام في المنطقة. وذكرت مصادر الحريري ان "الأسد عبر للحريري عن ارتياحه الى المحادثات السورية - الايطالية وان زيارته بهذا المعنى ناجحة اذ أكد الجانب الايطالي استعداده للانفتاح على سورية والتعاون معها". أما على صعيد المحادثات اللبنانية - الايطالية فأشارت المصادر الى ان "الحريري سمع خلال لقاءاته مع المسؤولين الايطاليين، وبينهم بيرلوسكوني، "استعداد روما للمشاركة في أي اجتماع يعقد على المستوى الدولي من أجل دعم لبنان اقتصادياً سواء أكان "باريس - 2" أم غيره، وانه لمس اهتماماً ايطالياً بمشاريع الخصخصة واستعداداً للاستثمار في قطاعات المياه والكهرباء والهاتف، واعادة تأهيل مصفاتي تكرير النفط في طرابلس والزهراني"، مشيرة الى ان "المسؤولين الايطاليين أكدوا انهم يشجعون القطاع الخاص على الاستثمار في لبنان". وعن الوضع في الشرق الأوسط قالت مصادر الحريري ان "المحادثات أظهرت مخاوف مشتركة من خطورة استمرار الوضع المتفجر وعدم جواز استمرار دورة العنف والسياسة الاسرائيلية الراهنة وضرورة توفير واقع سياسي جديد يعيد البحث السياسي". وأوضحت المصادر ان "الجانبين اللبناني والايطالي اتفقا على ضرورة قيام مبادرة اوروبية تفرض واقعاً يعطي الاولوية للحلول السياسية". وأضافت المصادر ان "الجانب اللبناني شعر من اللقاءات مع الرئيس الايطالي كارلو زيغليو تشامبي وبيرلوسكوني وكاسيني وبيرا وسائر الفاعليات ان "لا أحد يدافع عن سياسة رئىس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون بل على العكس فانهم ابلغوا الحريري حينما أخذ يحدثهم عن مساوئ سياسته: اننا نعرف كل شيء عن شارون". الا ان مصادر الوفد اللبناني ألمحت الى ان الجانب الايطالي "لا يملك أفكاراً محددة في ما يتعلق بأي مبادرة أوروبية على رغم الرغبة بانهاء الحال السيئة التي بلغها الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني، وان الحيرة تغلب على ما يمكن ان تقترحه أوروبا". وكان الحريري استهل لقاءاته مع المسؤولين الايطاليين بزيارة عمدة روا ولتر فالتروني، ثم بيرا الذي بحث معه في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية ثم التقى كاسيني، وتركز البحث بينهما على النشاط التشريعي في المجلس النيابي والعلاقات الثنائية. وبعد ذلك انتقل الحريري والوفد المرافق الى مقر رئاسة الحكومة الايطالية حيث التقى بيرلوسكوني الذي رحب به بحرارة، وتبادل معه احاديث ودية تركزت على الوضع في منطقة الشرق الأوسط من جوانبها المختلفة اضافة الى قضايا تهم لبنانوايطاليا وخصوصاً على صعيد تقوية العلاقات التجارية وتنشيطها. وأبلغ بيرلوسكوني الحريري انه سيزور بيروت قريباً وانه طلب من مساعديه الاسراع في الاعداد للزيارة. ثم التقى الحريري في مقر "بنكو دي روما" الفاعليات الاقتصادية الايطالية. وشدد على "أهمية التبادل التجاري بين لبنانوايطاليا، خصوصاً بعد توقيع لبنان بالأحرف الأولى على اتفاق الشراكة مع أوروبا". وشرح للفاعليات الوضع الاقتصادي في لبنان والاجراءات التي اتخذتها الحكومة والتسهيلات التي قدمتها لجذب الاستثمارات.