انتقدت المعارضة في السودان قرار البرلمان التمديد لحال الطوارئ في البلاد، بناء على توصية من الرئيس عمر البشير، واعتبرت مبررات التمديد "واهية وغير مقنعة". وانتقد رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر بشدة الموفد البرىطاني المكلف ملف السلام في السودان الن غولتي وهدده بالطرد بسبب قيامه "بتحركات غير منضبطة". حذر البرلمان السوداني المبعوث البريطاني المكلف ملف السلام السفير ألن غولتي وهدد بطرده اثر ما وصفه ب"تحركات غير منضبطة ودعمه عقد مؤتمرات لأبناء المناطق المهمشة" من دون علم الحكومة. وقال رئيس البرلمان أحمد ابراهيم الطاهر ان غولتي صار يتحرك بصورة "غير منضبطة" وتشبه تحركاته تلك التي كان يمارسها عندما كان سفيراً لبلاده لدى السودان في التسعينات، الأمر الذي دفع الحكومة آنذاك الى طرده من البلاد. ودعا الى توخي الحذر ورصد أي محاولات لاختراق الأمن الوطني وزعزعته تحت ستار السلام. وشدد الطاهر في رسالة الى غولتي على ان "الحكومة السودانية سترفض أي سلام يأتي من الخلف". واكد عدم معارضة الخرطوم حصول القوى السياسية على موقع لها في السودان شرط ان يحدث ذلك باتفاق وبشفافية عالية ومن دون تهديد للأمن القومي. وطالب المبعوث البريطاني بالحصول على اذن من الحكومة السودانية في كل تحركات ونشاط يقوم به. وجاء انتقاد البرلمان للسفير غولتي بعد معلومات عن تمويل لندن مؤتمر لأبناء جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق في كمبالا، وحضوره افتتاح مؤتمر "ديم منصور" في جنوب النيل الأزرق في شرق البلاد الذي نظمته "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة جون قرنق الاسبوع الماضي، وتسلمه في وقت سابق مذكرة من أبناء جبال النوبة تطالب بحكم ذاتي للمنطقة. لكن وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان حاول التخفيف من موقف البرلمان وقال للصحافيين ان الحكومة توصلت الى تفاهم مع الوسطاء في شأن تحركاتهم لتحقيق السلام، موضحاً انه التقى غولتي واتفقا على التفاهم في شأن اسلوب التحرك مستقبلاً على ان لا يحدث أي تحرك بمعزل عنها. وكشف عثمان ان الحكومة تدرس اقتراحات من "الهيئة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد لتحديد موعد للمحادثات بين الحكومة و"الحركة الشعبية" في شأن قضايا المناطق المهمشة جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وابيي المقرر اجراؤها الشهر المقبل في نيروبي، موضحاً ان أمانة "ايغاد" طرحت أفكاراً وقضايا للنقاش تعكف الحكومة على درسها للرد عليها. وأوضح ان تحذير بريطانيا رعاياها من دخول دول عدة من بينها السودان يأتي في ظل التطورات المتوقعة في ظل احتمال ضربة اميركية - بريطانية للعراق، ورأى ان "ذلك ربما يكون خوفاً من غضبة شعبية اذا اندلعت الحرب"، مشيراً الى ان حكومته تدرس بعناية التحذير البريطاني. المعارضة تنتقد تمديد الطوارئ من جهة اخرى، انتقدت القوى السياسية السودانية المعارضة بشدة قرار البرلمان تمديد حال الطوارئ المفروضة على البلاد منذ ثلاث سنوات عاماً رابعاً، ورفضت الخطوة ووصفت مبررات الحكومة التي ساقتها بأنها واهية وغير مقنعة واعتبرتها تهديداً حقيقياً للحريات وحقوق الانسان، وحذرت من آثارها على مساعي المصالحة والسلام. وأعلن رئيس المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديموقراطي علي محمود حسنين رفض حزبه تمديد حال الطوارئ، ووصف مبررات الحكومة بالأو ضاع الأمنية في جنوب البلاد وشرقها وغربها بأنها ضعيفة وغير مقنعة. وقال ان تمديدها سيقضي على هامش الحريات ويسمح للحكومة بقمع خصومها. واعتبر نائب رئيس حزب الأمة بكري عديل تمديد الطوارئ دليلاً على ان الحكومة تفتقر السند الشعبي، وقال ان "نظام الحكم يعاني من العزلة ويخشى على نفسه من الإقصاء الشعبي". وحذر الحكومة من استغلال الطوارئ لتحجيم نشاط معارضيها. ورفض حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي تمديد حال الطوارئ واتهم الحكومة بفرضها "لتقييد حرية المواطنين وان ادعت غير ذلك". وانتقد الأمين العام ل"التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في الداخل جوزيف اوكيلو خطوة الحكومة، وقال انها تعكس عدم جديتها في مساعي التسوية السياسية واقرار السلام وتعزز من انعدام الثقة بين الحكومة ومعارضيها.