سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اللقاء مع باول لم يتطرق الى موضوع "حزب الله"... ولاوسن اليوم في بيروت . الحريري يختتم محادثاته في العاصمة الأميركية و"اكتمال نصاب" المدعوين الى مؤتمر باريس - 2
بيروت - "الحياة" - اكتمل أمس نصاب الدول والهيئات التي ستوجه اليها الدعوة الى حضور مؤتمر باريس 2 مع انتهاء المحادثات الاقتصادية والسياسية التي اجراها رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري في واشنطن التي اعلنت انها ستشارك في اعمال المؤتمر. وإذ تؤمن هذه المشاركة مظلة دولية وعربية للمؤتمر بدعم من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، فإن مصادر في الوفد المرافق للحريري قالت ل"الحياة" ان اللقاءات بين الجانب اللبناني وادارة صندوق النقد الدولي "حققت نقلة نوعية في تعاطي الصندوق بعد مناقشة الورقة اللبنانية التي تتناول اجراءات معالجة المديونية وخفض العجز"، في ثلاثة اجتماعات كان آخرها الذي عقد امس بين رئيس دائرة الصندوق في الشرق الأوسط وبين الوزيرين فؤاد السنيورة وباسل فليحان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وخبراء لبنانيين، والذي تحول الى اجتماع موسع بانضمام الحريري ورئيس مجلس ادارة الصندوق هورست كوهلر اليهم. ولفتت المصادر الى ارتياح الجانب اللبناني للاجواء التي سادت الاجتماع الحاسم، اذ لمس تفهماً من ادارة الصندوق للتدابير المتخذة من الحكومة اللبنانية، اضافة الى الاجراءات اللاحقة التي تعمل على انجازها سواء من خلال مشروع قانون الموازنة للعام المقبل أم عبر متابعة ملف الخصخصة. ورأت مصادر الوفد اللبناني في اجتماعات الحريري مع رئيس البنك الدولي جيمس وولفنسون اضافة الى اجتماعاته مع كل من وزيري الخارجية الاميركي كولن باول والخزانة بول اونيل ومستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس ونائب وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، دعماً سياسياً يعزز الحضور الدولي والعربي في باريس -2. واعتبرت مصادر الوفد ان "أهمية مشاركة واشنطن تتجاوز المساهمة المادية في المؤتمر على رغم انها غير مطروحة اساساً، لأن حضورها المعنوي ينم عن التبدل الايجابي في موقف واشنطن بعد مواقفها السابقة المشروطة بطلب خطوات معينة من الحكومة اللبنانية بنشر الجيش اللبناني في الجنوب، وتنتهي بوقف عمليات المقاومة في مزارع شبعا المحتلة". وعلمت "الحياة" ان لقاء الحريري باول في حضور السفير اللبناني في واشنطن، فريد عبود تطرق في شكل عابر الى العلاقات الثنائية ولم يأتيا على ذكر الوضع في الجنوب الا من خلال قضية مياه الوزاني. وأكدت المصادر ان باول أبلغ الحريري ان الخبير الأميركي في شؤون المياه تشوك لاوسن سيتوجه الى بيروت اليوم لمتابعة المهمة التي كان بدأها في السابق، مشيرة الى ان الجانب اللبناني لمس لدى باول "ارتياحه وتقديره للتقرير الذي كانت اعدته الحكومة اللبنانية" في خصوص مياه نهر الوزاني. ونقلت المصادر عن الحريري قوله لباول ان لبنان "حريص على التعاطي في هذا الموضوع مع الأممالمتحدة باعتبارها المرجعية التي تشرف على تطبيق القوانين الدولية الخاصة بالمياه وتوفير الحلول للمشكلات العالقة على هذا الصعيد". وقالت ان الحريري اكد الموقف اللبناني "بالافادة من حصته في المياه، وبالتالي استعداده للتعاون مع الولاياتالمتحدة والمجموعة الأوروبية، من خلال الأممالمتحدة وهذا ما تم التوافق عليه مع الادارة الأميركية". ورداً على سؤال أوضحت المصادر ان باول "لم يتطرق ابداً الى موضوع "حزب الله" ولا الى استمرار عمليات المقاومة من حين لآخر في مزارع شبعا". وقالت ان "الهم الأساسي لواشنطن يتمحور في الوقت الحاضر حول قضية العراق اضافة الى وجود رغبة قاطعة لديها بتمرير الخطة المعروفة باسم "خريطة الطريق" والهادفة الى تهدئة الوضع في الأراضي العربية المحتلة". وذكرت ان "الحريري وباول تبادلا الرأي في الخطة فعبّر الأول عن وجهة نظره حيال ما يدور في داخل اسرائيل وأزمة الائتلاف الحكومي، معتبراً ان كل هذه التطورات تؤكد صحة الموقف العربي القائل ان تل أبيب ليست مستعدة للسلام الشامل في الشرق الأوسط وان ما تريده فرض الحلول الأمنية للاطاحة بالجهود الهادفة الى دعم العملية السلمية". وكشفت المصادر ان باول "طرح على الجانب اللبناني مجموعة من الاسئلة تركزت على الاستعدادات اللبنانيةلباريس 2، وقالت ان الحريري وإن كان يفضل ان يترك للادارة الحديث عن تفاصيل مشاركتها في المؤتمر فإن حضورها يعني ان هناك امكاناً لتحقيق ما يراد منه قبل حصول اي تطورات عسكرية على جبهة العراق". واتصل الحريري برئيسي الجمهورية والمجلس النيابي إميل لحود ونبيه بري وأطلعهما على نتيجة محادثاته، معرباً عن ارتياحه لها. من جهة ثانية، أمل نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس بأن يخرج باريس 2 بما يساعد لبنان على تخطي همومه المالية الى ترسيخ الثقة والاستقرار والتفاؤل. ونوه فارس بالجهود الحثيثة التي بذلها الحريري للخروج بالمعالجات الكفيلة بتخفيف الصعوبات الاقتصادية والمالية، مشيداً بتجاوب صديق لبنان الرئيس الفرنسي جاك شيراك مع هذه الجهود.