قطر تصيب الذهب ببندقية مسعود . يوم ذهبي للقوى السعودية في دورة الالعاب الآسيوية

فرضت ألعاب القوى السعودية تفوقها الواضح أمس في سباقي ال100م وال400م حواجز ضمن دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة المقامة حاليًا في مدينة بوسان الكورية الجنوبية، فأكد جمال الصفار احتكاره لاختصاص ال100م، واستعاد هادي صوعان نغمة الفوز وحقق ذهبية في ال400م حواجز حلم بها منذ دورة هيروشيما عام 1994، وعززها برقم جديد للألعاب. بينما لم يحقق القطريون أي ذهبية حتى الآن علمًا أنهم المنافسون المباشرون للسعوديين في "أم الألعاب" قاريًا وتقدّموا عليهم بعدد الميداليات في البطولة التي أقيمت أخيرًا في كولومبو.
وأعرب رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى الأمير نواف بن محمد ل"الحياة" عن سعادته "بالانجازين اللذين يضافان إلى انتصار مخلد العتيبي في ال10 آلاف متر، ونأمل بأن نتابع درب الفوز في المسابقات المقبلة لنزيد من الغلة الذهبية، ويعكس أبطالنا مكانة ألعاب القوى السعودية والمستوى الذي تستحقه".
إذا كان الذهب لم يبتسم بعد لقطر في ألعاب القوى، فإن أبطالها أصابوا في الرماية وحققوا ذهبيتين دفعة واحدة، إذ فاز حمد مسعود في مسابقة السكيت بعدما أصاب 149 طبقًا، وتفوّق على الصيني جين دي 144 في جولة التمايز ب24 طبقًا في مقابل 22.
وحلّ الكازاخستاني ألكسيي بونوماريوف ثالثًا 143، والقطري ناصر العطية رابعًا 142، بفارق طبق واحد في التمايز أمام الاماراتي الشيخ سعيد المكتوم 142 الذي سبق له أن حقق انتصارات دولية عدة.
وضمنت قطر ذهبية الفرق من خلال المجموع الذي حققه حمد والعطية وأحمد الكواري والبالغ 360 طبقًا، في مقابل 355 طبقًا للفريق الكازاخستاني، و352 للفريق الصيني.
كما ضمن الملاكم السوري ياسر شيخان برونزية على الأقل في وزن 57 كلغ، إثر فوزه على التايلاندي سوتهياك شامكسامان بالنقاط في الدور ربع النهائي، في حين لم يوفق القطري نجم الدين آدم أمام الكازاخستاني غينادي غولوفكين في وزن 71 كلغ.
واجتاز السعودي مبارك مبارك 28،14ث، والقطري محمد عيسى الزوادي 16،14ث الدور الأول لسباق ال110 أمتار حواجز.
ووصف أمين سر الاتحاد القطري عبدالله العامري ما تحقق بالحدث الكبير "إن سعادة البعثة عمومًا وفريق الرماية خصوصًا لا توصف بعد هذا الانجاز المزدوج. لقد أصبنا الذهب لأن تحضيرنا كان جيدًا وبذل الرماة جهدًا كبيرًا في المعسكرات الخارجية في إيطاليا وغيرها من البلدان الأوروبية، واكتسبوا الخبرة المطلوبة من خلال مشاركاتهم في بطولات دولية عدة، ما جعلهم يتجاوزون الضغط الملقى عليهم". وأضاف: "كنا نتوقع اعتلاء منصة التتويج في الغرف، لكنه بصراحة فوجئنا بالفوز في الفردي، وهذا شيء ميسّر طبعًا، لقد أصبنا الذهب، وأتمنى للأبطال القطريين الآخرين تحقيقها أيضًا".
وفي ألعاب القوى، خاض السعودي هادي صوعان الصومالي سباقًا مثاليًا في ال400م حواجز ضمن دورة الألعاب الآسيوية في بوسان توّجه بذهبيته الأولى في الألعاب القارية وبرقم جديد للدورات مقداره 42،48 ثانية، والرقم السابق كان مسجلاً باسم الياباني كاروبي شونجي سياتو 13،49ث. وتفوّق صوعان على منافسه المباشر القطري مبارك النوبي الذي حطّم الرقم القياسي للدورات بدوره 98،48ث، بينما حلّ ثالثًا الياباني واي تاموسو 29،49ث.
وكانت سطوة صوعان جليّة على المقدمة منذ منتصف المسافة، وهو صمم على إحراز الذهبية، لا سيما أن المسؤولية باتت مضاعفة "بعد إحرازي فضية دورة سيدني الأولمبية 2000"، وافتقد فرصة المنافسة في دورة بانكوك 1998 بسبب عدم مشاركة السعودية فيها، كما أنه غاب عن بطولة آسيا الاخيرة بداعي الاصابة.
وقال صوعان إلى "الحياة": هذا الفوز حلمت به منذ دورة هيروشيما 1994، وهذا مؤشر جيد على إنجاز كبير إن شاء الله في بطولة العالم المقبلة في باريس 2003، موسمي كان جيدًا لا سيما من خلال مشاركاتي الناجحة في اللقاءات الأوروبية وسباقات الجائزة الكبرى، وأردت أن أنهي بميدالية ذهب علمًا أن السباق لم يكن سهلاً أبدًا".
وأهدى صوعان الذهبية للسعودية، واللعبة التي ترمز لتعويذة آسياد بوسان "إلى ابني الذي أكمل منذ أسبوع عامه الأول".
وسيمضي صوعان 29 عامًا إجازة في وطنه لمدة ستة أسابيع قبل أن يتوجه إلى لوس أنجليس ليباشر تحضيراته للموسم المقبل، على أن يبدأ المنافسات في أيار مايو المقبل "هدفي نهائي الجائزة الكبرى وبطولة العالم، وهذه السنة ضحّيت ببطولة آسيا وكأس العالم من أجل دورة بوسان وقد تحققت والحمدلله". وأكد أن سيدني 2000 "بمحاسنها ومساوئها وضعته في دائرة الضوء وآمل أن يكون المستقبل مشرقًا دائمًا "ولفت إلى أن مبارك النوبي بطل واعد جدًا.
وكان النوبي 25 عامًا أبدى انزعاجه من تبديل مكعّب الانطلاق الخاص به قبل وقت قليل من بدء السباق "فلم أستطع تثبيت قدمي جيدًا عند الاستعداد"! وأضاف: "كنت أحلم بالميدالية الذهب للأؤكد جدارتي باللقب الذي أحرزته في كولومبو".
أسرع رجل في آسيا
وقال السعودي جمال الصفار 29 عامًا كلمته مجددًا في سباقات السرعة، فأضاف إلى فوزه في كولومبو قبل نحو شهرين وتسجيله 33،10 ثوان في المئة متر، وذهبية بوسان الغالية بزمن مقداره 24،10ث، ومتفوقًا على الياباني نوبوهارو أشاهارا 29،10ث والصيني هايجيان شن 34،10ث. وحلّ السعودي الصاعد سالم اليامي 20 عامًا خامسًا 36،10ث، والقطري خالد العبيدلي 21 عامًا سابعًا 52،10ث.
وجريًا على عادته، فرض الصفار إيقاعه على السباق في الامتار ال30 الاخيرة، فتجاوز بوضوح الياباني أساهارا، وكان سجّل زمنًا أفضل منه في نصف النهائي أيضًا "ما منحني الثقة بتحسن انطلاقتي وإمكان فوزي وإثبات جدارتي على حساب اليابانيين وتعزيز انتصاري في كولومبو". وأضاف: "الاسياد هو المحك الرئيس لأقوياء القارة والمعيار الاساسي والحمدلله أنني أدركت ما أطمح إليه في نهاية موسم طويل وشاق جدًا تضمن سبع مشاركات دولية بينها كأس العالم في مدريد حيث تابعت تحضيراتي أخيرًا، والموسم المقبل سيكون شاقًا أيضًا ويتضمن بطولات عربية وخليجية وآسيوية وطبعًا بطولة العالم في فرنسا وهي قبلة الانظار".
وتبقى للصفار مشاركة أخيرة في الاسياد مع منتخب بلاده للبدل 4 مرات 100م.
فارق مزعج
وبفارق خمسة سنتيمترات تفوق الهندي ساغور باهادور سينغ على بطل آسيا القطري بلال سعد في رمي الكرة الحديد، فسجّل 03،19م في مقابل 98،18م لسعد.
وحلّ الهندي شاكتي سينغ ثالثًا على حساب الكويتي أحمد غلوم، علمًا أن كلاً منهما سجل 23،18م، غير أن إحدى المحاولات الاخرى للمتنافس الهندي كانت أفضل.
و"أصاب" ساغور الذهب من محاولة واحدة ناجحة، بينما حقق سعد 30 عامًا أفضل أرقامه في المحاولة الأولى، وكان سجل 22،19م في البطولة الآسوية الاخيرة، ولفت إلى أنه فوجئ بمستوى منافسه "الذي يبدو أنه استفاد كثيرًا من تحضيراته الاخيرة، وأنا لم أركّز جيدًا وارتكبت خطأ مميتًا".
إلى ذلك، تأهل البحريني رشيد محمد إلى نهائي سباق ال800م وحقق أفضل وقت في مجموعته 67،48،1 دقيقة، ورافقه القطري علي عبد آدم والسعودي فضل الله صالح، كما تأهل من المجموعة الثانية القطري سالم عامر والبحريني عبد الكبير العريبي.
وتأهل السعودي حمدان البيشي 56،45 ثانية والكويتي فوزي الدهش الشمري 45،46 ثانية إلى نهائي ال400م المقرر اليوم.
وأكد البيشي أنه ينتظر الاسياد لاستعادة بريقه بعدما تراجع مستواه في الآونة الاخيرة، فحلّ ثالثًا في بطولة آسيا في كولومبو 43،45د، علمًا أنه أحرز ذهبية بطولة العالم للشباب في تشيلي مسجلاً 66،44ث وهو رقم قياسي عالمي للفئة.
وواجه البيشي منافسة قوية من الشمري أخيرًا، وهو تفوّق عليه في بطولة الخليج ودورة غرب آسيا والبطولة القارية.
ويؤكد الشمري على أن طموحه الفوز في سباقي ال200م وال400م، وهو لم ينقطع عن التدريب المكثف بعد الفوز في كولومبو، وخضع لمعسكر في سلوفاكيا استمر 45 يومًا من أجل تحقيق طموحه لا سيما "أن منافسات السباقين ستكون قوية للغاية". وهو سيشارك أيضًا في سباق البدل 4 مرات 400م.
عائلة الرمي
إلى ذلك، تفوق الياباني كوجي موروفوشي بسهولة في رمي المطرقة وحقق رقمًا جديدًا للدورة مقداره 72،78م، والرقم السابق 57،78م سجله في دورة بانكوك 1998. وكان أقرب المنافسين إليه مواطنه دوي هيرواكي 57،69م.
وحصد موروفوشي الذهبية في عيد ميلاده الثامن والعشرين، واللافت أنه "قطف" الذهبية السابعة لعائلته المتخصصة في مسابقات رمي المطرقة، وهو طبعًا سر أبيه شيغينوبو الذي توّج في الدورات الآسيوية خمس مرات بين 1970 و1986، فضلاً عن أن والدته كانت بطلة رومانيا في رمي الرمح، وشقيقه يوكا يزاول رمي المطرقة والقرص.
وتمنّى موروفوشي أن يتجاوز ال80م، علمًا أن رقمه الشخصي مقداره 47،83م، "لكنني متعب بعد الموسم الطويل الذي تضمن مشاركات كثيرة".
من بوسان
شكّلت بلديات المناطق التي تستضيف مباريات الدورة، لجان صداقة ترحّب بالفرق والمنتخبات المشاركة، وحشدت طلاب المدارس في المدرجات يرفعون أعلام دول المتبارين ويافطات تشجيع لهم.
ويلاحظ أن المدرجات تكون مشغولة في فترة قبل الظهر بمئات من طلاب المدارس، وإذ سألت "الحياة" أحد المسؤولين في اللجنة المنظمة أوضح أن هذا أمرًا عاديًا في كوريا "لأن النظام التربوي يحثّ على مزاولة الرياضة بكثافة ويشجع على ارتياد الملاعب ومتابعة المباريات ما يعزز هواية الرياضة من الأساس وينمّي ثقافتها".
أعلنت بعض المصانع الكبيرة التي تنتج السيارات والجرارات والبواخر ثم هيونداي وأخرى للتكنولوجيا الرقمية والمواد الغذائية والتي تصدّر إلى أكثر من 70 دولة، عن زيارات مجانية لمرافقها للتعرّف على أقسامها والاطلاع على إنتاجها.
خصص المجلس الأولمبي الآسيوي بالتعاون مع اللجنة المنظمة مراكز عدة في القرية الرياضية يتبرع فيها المشاركون ببعض من حاجياتهم وملابسهم، وستوزّع لاحقًا على المؤسسات الخيرية التي تعنى بالفقراء وذوي الحاجة في عدد من بلدان القارة.
وكان المجلس بادر إلى هذه الخطوة للمرة الأولى في دورة بانكوك 1998، وفي دورة الألعاب الشتوية في كوريا الجنوبية عام 1999.
السهرات والاحتفالات وأماكن الترفيه كثيرة ومتعددة في القرية الرياضية، حيث تقام مباريات في الرقص والغناء وتنظم عروض فولكلورية لفرق كورية محترفة وتعرض الافلام السينمائية على أنواعها. وخصصت إدارة القرية ركنًا للمشاهير حيث تحفظ على حائط خاص قوالب من الجصّ "نقشت" عليها أكف الفائزين بالميداليات في الدورة.
أحرزت اليابان ميداليتها الذهبية الأولى لفرق الرجال في كرة المضرب منذ عام 1974، إثر تغلبها على كوريا الجنوبية في الدور النهائي 2-صفر. وحقق هذا الانجاز كل من تاكاهيرو تيراشي وميشيهيا أونودا اللذين خسرا نهائي دورة بانكوك عام 1998، وسبق لهما الإسهام في الفوز على الكوريين في مباريات المجموعة الآسيوية الاوقيانية الأولى لكأس ديفيس في شباط فبراير الماضي.
واللافت أن تغلّب تيراشي صاحب الترتيب المتواضع عالميًا ال320 على الكوري لي جيم تياك ال82 عالميًا 6-2 و6-4، قلب مقاييس اللقاء رأسًا على عقب.
خرج ممثلا العرب الوحيدين الكويت الوصيفة والبحرين من الدور ربع النهائي لمسابقة كرة القدم بخسارة الاول امام ايران حاملة اللقب صفر-1، والثاني امام كوريا الجنوبية المضيفة بالنتيجة ذاتها امس
وفشل المنتخب الكويتي في الثأر لخسارته امام ايران صفر-2 في نهائي الدورة الماضية في بانكوك. ووقف المنتخبان دقيقة صمت حداداً على وفاة والد مهاجم وقائد ايران علي دائي الذي غاب عن صفوف منتخب بلاده.
وقدم المنتخب البحريني عرضاً جيداً امام نظيره الكوري الجنوبي خصوصاً في الشوط الثاني لكنه خرج منهزماً بهدف سجله قائد كوريا دونغ غوك لي في الدقيقة 38 من ركلة جزاء.
وفازت تايلاند على كوريا الشمالية 1-صفر، وفازت اليابان على الصين بالنتيجة ذاتها.
وتلتقي اليابان مع تايلاند، وايران مع كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي غداً.