سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
دعوات في البرلمان البريطاني للتحقيق في اخطاء القصف و"أف بي آي" تستجوب سفير "طالبان" لدى باكستان . فشل المفاوضات لتسليم الملا عمر سلماً وأميركا تطارده لتحقيق "نصر معنوي"
فشلت المفاوضات الهادفة الى اعتقال زعيم "طالبان" الملا محمد عمر سلماً، بعدما وضع أعيان القبائل في جنوبافغانستان "شرطاً تعجيزياً" هو وقف الغارات في مناطقهم. وكثفت الوحدات الأميركية الخاصة عملياتها في منطقة هلمند، على أمل القبض عليه، لعل ذلك يساعد على كشف مكان أسامة بن لادن... وكذلك لتحقيق نصر معنوي، بعد تعثر كل العمليات لاعتقال زعيم "القاعدة" أو كبار مساعديه. واعتبرت مصادر أفغانية مطلعة في بيشاور تحدثت اليها "الحياة" أن محاولات القوات المتحالفة مع الاميركيين التفاوض لتسليم الملا عمر، ليست جدية، نظراً الى "الدعم اللامحدود" للملا عمر من قبيلة هوتي البشتونية التي ينتمي إليها والمنتشرة جنوب غربي البلاد. وافادت تقارير في باكستان امس، ان سفير "طالبان" السابق الملا عبدالسلام ضعيف خضع لاستجواب من جانب محققين اميركيين يرغبون في معرفة مخابئ محتملة للملا عمر وأسامة بن لادن. وكثفت القوات الخاصة عملياتها لتحديد مكان الملا عمر آملة ان يؤدي القبض عليه او على كبار معاونيه الى الحصول على معلومات تساعد على كشف مصير بن لادن بعد انتهاء العمليات في تورا بورا من دون العثور عليه "حيا او ميتا". وأفادت مصادر البنتاغون ان القوات تركز على منطقة هلمند التي تبعد 120 كلم شمال غربي قندهار، وعلى بغران حيث يعتقد بأن نحو 1500 مقاتل من "طالبان" ما زالوا يتحصنون في المنطقة مع الملا عمر. وقللت المصادر من احتمال وجود بن لادن في المنطقة او مع الملا عمر في مكان واحد. واتخذت واشنطن موقفاً اكثر تشدداً ووضوحاً تعبيراً عن اصرارها على أسر الملا عمر بعدما بردت لفترة العمليات العسكرية التي جندت لهذا الهدف. وقالت مصادر اميركية ل"الحياة" ان واشنطن فضلت في المرحلة الاولى عدم التركيز على اعتقاله من اجل مساعدة الحكومة الانتقالية على تعزيز نفوذها في الجنوب من خلال استمالة قبائل الباشتون، وعدم احراج حميد كارزاي لدى هذه القبائل. الا ان مصادر اميركية اخرى رجحت التركيز على الملا عمر تزايد بعدما فشلت القوات في العثور على بن لادن او الدكتور ايمن الظواهري، أحد أبرز مساعديه. على صعيد آخر، طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني دونالد اندرسون الولاياتالمتحدة بفتح تحقيق في مقتل حوالى مئة مدني في قصف اميركي استهدف بلدة قلعة نيازي الاسبوع الماضي. ورأى ان "الفشل الذريع للولايات المتحدة في مجال الاستخبارات" هو الذي ادى الى تلك المأساة. وفي المقابل، اعتبر ناطق باسم القيادة المركزية الاميركية ان الكلام على حوادث طاولت مدنيين عبارة عن "اكاذيب يلفقها رجال طالبان والقاعدة"، مؤكداً ان "من المستحيل الجزم" بأن الغارات لم تود بضحايا مدنيين. وأبلغت مصادر افغانية مطلعة "الحياة" أن اجتماعات مكثفة لوجهاء منطقة نورستان جنوبأفغانستان، تعقد منذ أيام بهدف إعلان الجهاد ضد الوجود الغربي، لكن بعض الوجهاء والعلماء ينصح بالتريث في انتظار توفير أكبر قدر ممكن من الاجماع المحلي في هذا الشأن. وفي وقت تواصل القصف الأميركي على منطقة بغران شمال ولاية هلمند حيث يعتقد بأن الملا عمر يتحصن مع انصاره، أعلن مسؤول الاستخبارات في كابول نصرت الله نصرت أن القائد ريس بغران الذي يتولى قيادة ألف من مقاتلي "طالبان" في المنطقة ابلغ مجلس شورى منعقداً منذ ثلاثة أيام في ولاية هلمند استعداده للتفاوض على تسليم زعيم الحركة، وذلك لتفادي "حمام دم". ونقل صحافيون عن نصرت الله نصرت ان "ريس بغران تعهد اليوم امس بتسليم الملا محمد عمر، وأكد ان المقاتلين سيلقون أسلحتهم إذا توقف القصف الجوي". وأوضح ان تحت إمرته ما بين 1000 - 1500 مقاتل من بينهم عناصر في تنظيم "القاعدة". لكن مصادر افغانية مطلعة شككت في ذلك، ورأت أن هذا الاعلان يأتي في اطار محاولات القادة المتحالفين مع الاميركيين الايحاء بأنهم ممسكون بزمام الامور، وذلك لتفادي الغارات التي تضعف شعبيتهم الى اقصى حد. الى ذلك، أقدمت سلطات الأمن الباكستانية على اعتقال سفير "طالبان" السابق في إسلام آباد الملا عبدالسلام ضعيف واقتادته إلى مكان مجهول للتحقيق معه. وافيد أن فريقاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي أف بي آي طلب استجوابه، لسؤاله عن أماكن قد يلجأ إليها الملا عمر وبن لادن، خصوصاً أن السفير السابق التقى زعيمه قبل اختفائه من قندهار.