حرص شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي أمس، في افتتاح أولى جلسات الاستماع في البرلمان المصري عن "تطوير الخطاب الديني ودور الدعاة"، على التشديد على الفرق بين "الجهاد وهو من شرع الله، وبين الإرهاب الذي هو عدوان على الآمنين". وقال طنطاوي "أن الفارق بين الجهاد والإرهاب كالفارق بين الأرض والسماء"، لافتاً إلى أن "الجهاد شرعه الله للدفاع عن الدين والوطن والعرض والمقدسات، أما الإرهاب فهو عدوان على الآمنين. والأديان السماوية جميعها ترفض هذا العدوان". وكان رئيس البرلمان المصري الدكتور فتحي سرور دعا إلى عقد هذه الجلسات التي شارك في افتتاحها أمس، إلى طنطاوي، البابا شنودة ونحو ثلاث مئة من المرجعيات الاسلامية والقبطية وممثلو وزارات عدة. ولفت رئيس اللجنة البرلمانية الدكتور محمد علي محجوب وزير الأوقاف السابق إلى أن "الحوار سينتهي إلى إعداد تقرير يحال على الحكومة يحدد كيفية طرح خطاب ديني حديث يتواكب مع متغيرات العصر وتأكيد مبدأ الحوار ونبذ العنف والإرهاب". وقال طنطاوي في كلمته إن "الشريعة الإسلامية تقوم على أن نمد يدنا بالسلام إلى كل من يدعو للسلام، ويمنع العدوان لأن الله لا يحب المعتدين، لكن الله أذن للمسلمين بالدفاع عن أرضنا وكرامتنا وعرضنا"، ودافع عن مشيخة الأزهر مشدداً على أن "الداعية العصري هو الفاهم لدينه والأزهر يساعد الدعاة في إقناع الناس بترك المعصية والعدول عن العدوان إلى السلام". ودعا البابا شنودة إلى إلغاء تعبير "الحروب الصليبية" من التاريخ العربي، مقترحا وصفها ب"حروب الفرنجة"، مشدداً على أن "الصليب بعيد عنها، والصليب وسيلة للفداء وليس للاعتداء". وقال أن "الدين المسيحي يعلم الناس الإخلاص للوطن، وتسمية الحروب الصليبية اشتهرت في التاريخ بشكل خاطئ". يذكر ان وفدا بريطانيا يضم مسلمين اعضاء في مجلسي العموم واللوردات يزور القاهرة حضر الجلسة. والقى عضو الوفد النائب الأوروبي خان باي كلمة تحدث فيها عن "أهمية الدور الريادي للأزهر في القيادة الروحية للمسلمين وطرح مفاهيم التسامح والعدالة ونبذ العنف والإرهاب".