تحولت التظاهرات في الجامعات المصرية إلى سلوك يومي، إذ نظم الطلاب في غالبية الجامعات لليوم الرابع على التوالي أمس مؤتمرات ومسيرات احتجاجاً على الهجمات الأميركية ضد أفغانستان. وأحرق الطلاب أعلاماً أميركية وبريطانية ودمى تمثل الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وامتدت التظاهرات إلى فروع الجامعات والمعاهد التي تقع في ضواحي المدن الرئيسية مثل جامعة حلوان جنوبالقاهرة وكلية الهندسة في ضاحية المطرية شرق العاصمة، وردد الطلاب هتافات بينها "من البوسنة الى الشيشان جاء الدور على الأفغان"، و"يا بوش يا غدار بينا وبينك دم وتار"، و"يا أميركا كفاية حشود... الإسلام لازم حيسود". وخضعت الجامعات لإجراءات أمنية مشددة وأحاطت أعداد كبيرة من قوات الأمن المركزي بأسوارها، وحاولت منع الطلاب من الخروج إلى الشوارع، لكنها لم تفلح في بعض الأوقات. وبعث المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" مصطفى مشهور برسالة إلى الرئيس بوش وجه إليه الحديث فيها قائلاً: "سبق أن أرسلت لكم خطاباً يوم انتخابكم مسؤولاً عن اميركا، وأوضحت فيه أن الإسلام دين سلام وحرية وكرامة وقلت إن اليهود شوهوا صورة الإسلام في الغرب وأميركا على أنه دين عنف وإرهاب، وطلبت منكم التعرف الى حقيقة الإسلام عسى أن يشرح الله لك صدرك. وأعود فأرسل اليك هذا الخطاب في الظروف القائمة عسى أن تتفهم حقيقة الإسلام ومن يعادونه، خصوصاً الصهاينة. ان موقف "الإخوان المسلمين" هو إدانة العدوان على الأبرياء أياً يكن مصدره، فرداً أو جماعة أو دولة أو تحالفاً. من هذا المنطلق أدنا أحداث 11 أيلول سبتمبر الماضي، ودعوناكم الى أن تتحلوا بصوت العقل والحكمة. وبالقوة ذاتها ندين العدوان الأميركي على الشعب الأفغاني الشقيق، ونطالبكم بالكف فوراً عن هذا العدوان، واتخاذ خطوات وإجراءات دولية وفقاً للشرعية الدولية التي تستند إلى ميثاق الأممالمتحدة لكشف المتهمين في أحداث واشنطنونيويورك، وتقديمهم إلى محاكمة عادلة بدلاً من الحرب والتخريب وقتل الابرياء، وتدمير بلد بأكمله". وحذر مشهور من أن الحرب الاميركية على أفغانستان "لن تؤدي إلا إلى مزيد من غضب الشعوب الإسلامية، وتأجيج مزيد من العداوات ضد السياسات والمصالح الأميركية المنحازة". الى ذلك، شارك شيخ الازهر الدكتور محمد سيد طنطاوي والبابا شنوده في ندوة نظمت مساء اول من امس في مركز الدراسات السياسية الاستراتيجية في مؤسسة "الاهرام"، ووصف طنطاوي الاعمال الارهابية في نيويوركوواشنطن بأنها "وحشية بشعة". وقال ان "من حق الدول المضارة ان تبحث عن الجناة وان تقتفي اثرهم وتقدمهم الى المحاكمة، وعلى المتهم ان يطالب بالدليل وبتوافر اسس المحاكمة العادلة. لا يصح الخلط بين الدين الاسلامي الذي يدعو الى السماحة والتسامح وبين بعض المنظمات التي تطلق على نفسها منظمات اسلامية". وأشار الى ان الارهابيين "يخضعون لعمليات غسيل مخ من قادتهم الذين يعطوهم تصورات خاطئة عن الدين"، لافتاً الى ضرورة ان يواجه ذلك ب"حملات توعية وتثقيف واسعة". وأكد شنوده "ضرورة عدم تجاهل افكار المتطرفين ومطبوعاتهم"، وقال: "لا بد من تصحيح الافكار الهدامة التي يروجونها". وأضاف: "لا مانع من زيارات تقوم بها القيادات الدينية الاسلامية والمسيحية الى الخارج لتصحيح الصور المغلوطة، ويمكن عقد مؤتمر لمناقشة سبل مواجهة هذه التيارات الفكرية".