ابلغت مصادر افغانية مطلعة "الحياة" أمس، أن حركة "طالبان" تدرس مساومة الغرب في قضية الأجانب الثمانية الموقوفين الذين ظهروا للمرة الاولى أمام الصحافيين بعد اعتقال استمر خمسة أسابيع، خلال محاكمتهم أمس، بتهمة التبشير بالمسيحية. ولم توضح المصادر قنوات الاتصال التي ستتم عبرها عملية المساومة، لكن مجلة "دير شبيغل" الالمانية أفادت ان مبعوثاً من برلين التقى رئيس الاستخبارات الباكستانية محمود احمد في اسلام آباد، واشاد ب"الدور البناء جداً" الذي يلعبه الأخير في قضية الاجانب الثمانية. ورفضت ناطقة باسم الخارجية الالمانية تأكيد هذه المعلومات، لكنها قالت: "نلجأ الى كل قنوات الاتصال الواعدة بالنجاح، في جهودنا الرامية الى ايجاد حل سريع وايجابي" للقضية. ودفع المتهمون الاجانب، وبينهم اربعة ألمان، ببراءتهم من الاتهامات الموجهة اليهم، لدى مثولهم امام المحكمة التي رأسها وزير العدل في حكومة "طالبان" نور محمد ثاقب. وقال الالماني يورغ توبمان المسؤول عن عمليات وكالة "شلتر ناو" للاغاثة، التي ينتمي اليها المتهمون، امام المحكمة امس: "لم نحاول اقناع احد بالارتداد عن دينه وصدمنا لهذه الاتهامات". ومثل مع توبمان مواطنوه الثلاثة واميركيتان واستراليان يعملون للوكالة في كابول. ولم تستبعد مصادر افغانية مطلعة تحدثت الى "الحياة" أن تكون الحركة مستعدة لتخفيف عقوبة المتهمين، أو حتى الإفراج عنهم، في مقابل الغاء بعض العقوبات الدولية المفروضة على أفغانستان. وأضافت أن التجارب السابقة مع "طالبان" تشير الى ذلك، خصوصاً حين تخلصت الحركة في شكل غامض من طاقم الطائرة التتارية التي خطفت الى افغانستان، اذ أعلن آنذاك ان الطاقم تمكن من الفرار بالطائرة، فيما تردد ان روسيا قدمت سراً، تنازلات الى الحركة. واعتبرت المصادر ان تهديد وزير خارجية "طالبان" ملا وكيل أحمد متوكل، قبل أيام، باغلاق المجال الجوي الأفغاني أمام حركة الملاحة العالمية، اذا لم تفرج واشنطن عن ارصدة افغانية مجمدة لديها، يشكل تلميحاً الى هذا الامر. واستبعدت أن يكون رفض "طالبان" مقايضة المعتقلين لديها بالشيخ عمر عبدالرحمن يعني رفضها المساومة، معتبرة انه نابع من رغبتها في تحقيق مكاسب مباشرة لها، تتعلق بالعقوبات الدولية. الى ذلك، دوى انفجار ضخم في قسم الجرائم في مبنى وزارة الداخلية الأفغانية، ما أسفر عن جرح عدد من الموظفين، وتهشم زجاج المبنى. ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن الحادث.