علمت "الحياة" من مصادر رسمية في واشنطن ان الرئيس جورج بوش حدد 25 أيلول سبتمبر موعداً للقاء الرئيس اللبناني اميل لحود، أثناء وجودهما في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وكانت واشنطن وجهت دعوة الى الرئيس اللبناني، ثم تأكيدها أثناء زيارة الرئيس رفيق الحريري للبيت الأبيض ولقائه بوش. وعلم ان الكنيسة المارونية في الولاياتالمتحدة باشرت جمع تواقيع على عريضة ترفع الى الرئيس الأميركي، ضد حملة الاعتقالات في لبنان، التي طاولت مناهضين للوجود السوري. وتشير العريضة الى أن "الثلاثة ملايين أميركي من أصل لبناني واصدقاءهم مضطربون نتيجة الممارسات اللاديموقراطية من قبل الحكومة اللبنانية". وتطالب العريضة بتطبيق اتفاق الطائف ووضع جدول زمني محدد لانسحاب كل القوات السورية من لبنان. ووجه عضوان في مجلس النواب الاميركي في لجنة العلاقات الدولية رسالة الى لحود والحريري يدينان فيها الاعتقالات التي طاولت "الناشطين ضد الوجود السوري في لبنان". وجاء في الرسالة التي وقعها النائبان داريل عيسى اللبناني الاصل واليوت أنغل انهما "يعبران عن قلقهما العميق تجاه الاعتقالات الاخيرة. وتسلم سفير لبنان في واشنطن فريد عبود الرسالة التي اشارت الى ان الحكومة اللبنانية "لم تقدم لائحة واضحة باسماء المعتقلين وكم منهم لا يزال قيد الاعتقال". واضافت "ان الاتهامات الموجهة الى بعض منهم، ومن ضمنها الاساءة الى سورية والعمل على زعزعة الاستقرار، تبدو مبهمة وكأنها تهدف الى معاقبة مواطنين لبنانيين للتعبير عن آرائهم السياسية بطرق سلمية". كما قال النائبان ان "توقيف اعلاميين مدعاة قلق عميق ويشكل خرقاً للمبادئ الاساسية لحرية الصحافة". ودعا النائبان لحود والحريري الى "اصدار لائحة كاملة بجميع المعتقلين والاتهامات الموجهة اليهم بصورة واضحة". وطالبا "باطلاق جميع المتهمين بجرائم تنبع من التعبير عن آرائهم السياسية المحمية بالاعلان العالمي لحقوق الانسان وكل المواثيق الدولية التي تُعنى بالحقوق المدنية والسياسية". وكان النائبان عيسى وانغل وجها انتقادات الى الحكومة اللبنانية اثناء اجتماعهما مع عبود لتسليمه الرسالة بعد ظهر الخميس. ووجه النائب انغل دعوة الى العماد ميشال عون لزيارة واشنطن واطلاع الكونغرس والرأي العام الاميركي على الوضع في لبنان. وكان عون دعي سابقاً الى واشنطن لكن الحكومة الاميركية رفضت اعطاءه تأشيرة دخول. الانتخابات البلدية على صعيد آخر، تشهد قرى الجنوب اللبناني المحرر من الاحتلال الاسرائيلي اليوم حدثين مهمين. الأول انتخابات بلدية تحصل للمرة الأولى منذ 38 سنة وتشمل 115 بلدة وقرية، والثاني "نعمة" الحضور الأمني للدولة اللبنانية، لمناسبة هذه الانتخابات في عدد كبير من هذه القرى. وكان الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان حال دون اجراء الانتخابات للمجالس البلدية والاختيارية في هذه القرى وبعض القرى المتاخمة لها، حين أجريت هذه الانتخابات في معظم مناطق لبنان عام 1997، بعد انقطاع سببته ظروف الحرب اللبنانية التي أدت الى التمديد لهذه المجالس منذ العام 1964. راجع ص 5 ويشكل تحالف حركة "أمل" التي يترأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري و"حزب الله" عنصراً طاغياً على العملية الانتخابية في القرى الشيعية التي تمثل اكثرية المنطقة الحدودية، فيما ينافس الشيوعيون واليساريون المستقلون بالتعاون مع ممثلي بعض العائلات التي استبعد التحالف مرشحين لها، في بعض هذه القرى، اضافة الى المختلطة منها. ويغلب على المعركة في القرى غير الشيعية، المسيحية والسنية والدرزية، طابع المنافسة السياسية، على خلفية الصراع السياسي الدائر في لبنان، حيث يحتفظ بعض البلدات بالولاء للدولة. وعقدت قيادتا "أمل" و"حزب الله"، عشية انطلاق العملية الانتخابية، اجتماعاً في ادارة بري لوضع اللمسات الأخيرة على التحالف. وجاءت الدعوة الى الاجتماع في ظل ملاحظات بلغت بري عن ثغرات في اللوائح الائتلافية. وعلمت "الحياة" ان مبادرة بري تمت بناء على رغبته في تأمين الأجواء لرص الصفوف على صعيد المرشحين والمحازبين والأنصار، لمعالجة هذه الثغرات وقطع الطريق أمام اشاعات عن معركة غير مرئية قد تدور بين الحليفين، بتبادل التشطيب.