قلل مصرفيون في السعودية اتصلت بهم "الحياة" من مخاوف ترددت في المنطقة العربية عموماً والخليجية خصوصاً عن احتمالات توقف تدفق الاستثمارات الدولية الى المنطقة العربية عقب احداث الثلثاء الدامية في الولاياتالمتحدة. واوضحوا ان حجم الاستثمارات الدولية في المنطقة العربية ليس كبيراً قياساً الى الصين على سبيل المثال او غيرها من الدول اضافة الى ان المنطقة لم تتمكن حتى اليوم من اجتذاب استثمارات تتناسب مع حجم اسواقها الناشئة لاعتبارات مختلفة بين الدول التي تملك رؤوس اموال كبيرة. واشار المصرفيون الى ان الاستثمارات التي يُتوقع تدفقها على صناعة الغاز في السعودية لن تتأثر بالصورة المتشائمة المرسومة الآن لكنها قد "تتأخر بعض الوقت"، لان هذه الاستثمارات تقوم على اسس استراتيجية لسلع اساسية وفي مناطق كانت محرمة على رغم كلفة الانتاج المتدنية قياساً الى مناطق اخرى من العالم. وتتوقع السعودية استثمارات اساسية تزيد على 25 بليون دولار في السنوات الخمس المقبله مع بدء عمليات استغلال وتطوير الغاز في اراضيها من قبل شركات دولية تسابقت للاستحواذ على نصيب من الارباح المتوقعه من استغلال الغاز، مع الأمل ان تتاح لها مستقبلاً الفرصة للدخول في استثمارات مباشرة او غير مباشرة في صناعة النفط السعودية التي تعتبر من اقل دول العالم كلفة للانتاج. واشار المصرفيون الى ان مخاطر الاستثمارات على مستوى العالم ارتفعت في اعقاب الحديث عن حروب واعمال عسكرية تقوم بها القوات الاميركية، اضافة الى ان التذبذبات في اسواق الاسهم تحديداً ستكون عالية سواء لجهة الخسائر او المكاسب ما يؤثر في جاذبية الاسهم على المدى القصير. ورجحوا زيادة الكلفة في الاقتصاد الاميركي للمرحلة المقبلة وتباطؤ وتيرة الاقتصاد بصورة عامة. وذكر مصرفيون في المنطقة الخليجية ان تدفقات مالية عربية الى الخارج حدثت في الفترة الاخيرة تمثلت في مجموعة حسابات جارية لكن لم يتمكن احد من تقدير حجمها. في المقابل قال الاقتصادي السعودي الرئيس التنفيذي لمصرف "البحرين الشامل" الدكتور سعيد مرطان: "ان الاستثمارات المرتقبه في بعض الدول الخليجية لصناعة الغاز والنفط تحديداً لن تتأثر لكنها قد تتأخر بعض الوقت لعوامل نفسية اكثر منها اقتصادية لكنها ستبقى وهي مرشحة للارتفاع لانها سلع اساسية واستراتيجية تظل حاجة العالم اليها متنامية". في المقابل توقع الدكتور مرطان ان يتراجع حجم الاستثمارات العربية المهاجرة الى الولاياتالمتحدة في اطار فقدان الثقة بين المستثمرين والسوق نتيجة ما تعرضت له الدولة العظمى ورجح انكماشاً مؤقتاً للاقتصاد الاميركي.