} دبي - "الحياة" - قال محللون اقتصاديون في الخليج ان الاحداث الاخيرة التي شهدتها الولاياتالمتحدة ومعها عدد من دول العالم بسبب التفجيرات التي تعرض لها مركز التجارة الدولي والبنتاغون، تتطلب من مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي اعادة ترتيب اوراقها وخططها في مشاريع وبرامج التوسع التي كانت تعتزم تنفيذها خصوصاً المعتمدة على الاجانب. واعتبر المحللون ان منطقة الخليج خصوصاً والمنطقة العربية عامة ستكون احد اكبر المتضررين خارج الولاياتالمتحدة جراء كارثة التفجيرات، نظراً الى العلاقات الاقتصادية مع الولاياتالمتحدة وربط التفجيرات بالعرب والمسلمين. واشاروا الى ان الخسائر غير المباشرة ستزيد اضعافاً عدة على ما لحق بالاستثمارات العربية السائلة في اسواق المال الاميركية. ولفت هؤلاء الى ان تبعات الضرر الذي لحق بالاقتصاد الاميركي، الذي يعاني اساساً من الركود، ستصيب معظم الاقتصادات العربية خصوصاً الخليجية، غير النفطية، باشكال عدة ابرزها الانخفاض الكبير المتوقع في سعر صرف الدولار الذي ترتبط العملات الخليجية به، وشبه توقف لتدفق استثمارات اميركية جديدة الى المنطقة وامكان انسحاب بعض الاستثمارات الاجنبية اضافة الى الجانب السياحي الذي سيكون احد اكبر المتضررين. وقال مصرفي اماراتي، طلب عدم ذكر اسمه، ل "الحياة" ان الحديث عن خسائر دول الخليج ببلايين عدة من الدولارات رقم "متواضع" وهو يقتصر على الاستثمارات السائلة المباشرة. واشار الى ان اجمالي الخسائر يمكن ان يصل بسهولة الى عشرات البلايين عند اضافة الخسائر غير المباشرة. لافتاً الى ان الجميع سيتضرر من احداث الولاياتالمتحدة، وقال: "هذه هي ضريبة العولمة وترابط الاسواق". وكانت الاسواق المالية العربية البورصات في حالة يُرثى لها قبل الاحداث التي اضافت ضربة جديدة اليها، ما يضيف ارقاماً جديدة الى الخسائر على رغم انها "خسائر موقتة وورقية" لكنها تبقى خسائر ستلقي بتبعاتها على الاقتصادات الوطنية. ولاحظ اقتصادي اجنبي في البحرين، في اتصال مع "الحياة" ان الاشارات الصادرة عن الادارة الاميركية بأن الحرب الجديدة ضد الارهاب ستكون مفتوحة وستحتاج الى سنوات في الوقت الذي سيكون الرد الاميركي المباشر على الهجمات بعد اسابيع او اشهر، من شأنها ان تجعل المنطقة العربية تعيش فترة قلق طويلة وهو ما يجعل برامجها الاقتصادية في حال انتظار وترقب قد تمتد لشهور. ونصح مصرفي اجنبي في دبي الدوائر المعنية في دول الخليج تحديداً بالعمل بشكل سريع على وضع خطط واضحة لمواجهة تبعات كارثة التفجيرات على اقتصاداتها الوطنية، خصوصاً ان تفجيرات الولاياتالمتحدة قد تنسحب تبعاتها على المنطقة وقد تتماثل نتائجها الى حد بعيد مع نتائج ازمتي الخليج الاولى والثانية. وحض دول المنطقة على التحضير لحملات ترويجية واعلامية وتثقيفية في الاسواق الدولية خصوصاً في الولاياتالمتحدة واوروبا، لطمأنة مجتمع الاعمال في الغرب باستقرار المنطقة. وقال: "لا يهم من يقوم بالحملة كما انه ليس مهماً ان تكون جماعية او فردية... المهم ان يُتخذ قرار اطلاقها قبل ان يتفاقم الوضع... وشركات العلاقات العامة الاميركية والاوروبية تتكفل بالباقي". وقال مسؤول في شركة عالمية للفنادق: "تتدفق منذ الاربعاء الماضي ظاهرة الغاء الحجوزات، وهي في تزايد مستمر، وغالبيتها من قبل السياح ورجال اعمال كانوا في طريقهم من اوروبا والولاياتالمتحدة واليابان الى المنطقة". ولفت الى انها ظاهرة عامة تشمل جميع الدول العربية من المغرب الى الامارات، لكنه اشار الى ان نسبتها تختلف من دولة الى اخرى. واشار مسؤول في شركة طيران اوروبية الى ان ظاهرة الغاء الحجوزات من مختلف الدول الاوروبية الى المنطقة العربية مستمرة منذ الاربعاء، كما الغيت الرحلات الجماعية الى المقاصد السياحية في الشرق الاوسط والخليج اضافة الى تضرر ما يُعرف باسم سياحة المؤتمرات.