كابول، واشنطن - رويترز، أ ف ب - واجهت حركة "طالبان" امس، انتقادات دولية بسبب اعتقالها 24 من العاملين في وكالة اغاثة دولية بينهم ثمانية اجانب بتهمة "الاساءة الى الاسلام عبر التبشير بالمسيحية"، وهي تهمة تصل عقوبتها الى الاعدام، بحسب قوانين الحركة. وأعربت الولاياتالمتحدة واستراليا والمانيا عن قلقها على مواطنيها اذ من بين المعتقلين اربعة المان واستراليان واميركيان، تسعى دولهم للاتصال بهم من طريق البعثات الديبلوماسية في باكستان. وقال محمد سليم حقاني نائب وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حكومة الحركة: "لدينا مخاوفنا كذلك. وهي مخاوف مشروعة من ان هؤلاء اساؤوا بشدة الى ديننا وتقاليدنا". وقال ناطق باسم المفوضية العليا السفارة الاسترالية في العاصمة الباكستانيةاسلام اباد ان المبعوثين يحاولون الحصول على بعض الاجابات من افغانستان. وقال حقاني ان التحقيقات مستمرة ومصير المعتقلين سيحدده القانون وأوامر "القائد الأعلى" زعيم الحركة ملا محمد عمر. ولم تظهر اي مؤشرات على ما اذا كان عمر سيبدي مرونة ويذعن للضغوط الدولية. وقالت احدى العاملات في مجال الاغاثة في كابول انها تشعر بقلق اكبر على مصير الافغان المعتقلين من قلقها على مصير الاجانب وبينهم سيدتان. وكانت الحركة اعتقلت 16 افغانياً الى جانب الأجانب الثمانية، ويعملون جميعاً لحساب وكالة الاغاثة المسيحية "شلتر ناو انترناشيونال". ورفض وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر امس، ما اعلنته "طالبان" عن ان الاستراليين يبشرون بالمسيحية. وأبلغ الصحافيين في كانبيرا: "قد يكونوا مسيحيين، لكنهم لم يذهبوا الى هناك لتقويض الاسلام". ومعلوم ان بين المعتقلين اميركيين، اعربت الخارجية الاميركية عن قلقها على مصيرهما. وقال الناطق باسمها ريتشارد باوتشر في بيان: "سنفعل ما في وسعنا لضمان سلامتهما". واضاف ان الولاياتالمتحدة على اتصال ايضاً بجماعة "شيلتر ناو"، وهي "تبذل جهدها لحل لهذه القضية". وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كابول انها عرضت ان تقوم بزيارة المعتقلين الأجانب. وقالت وكالة "شلتر ناو انترناشيونال" التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها، انه على رغم ان لها وجوداً في افغانستان الا ان المحتجزين يعملون لحساب جماعة تتخذ من المانيا مقراً لها وتستخدم اسمها من دون اذن. وأثار البيان دهشة الناطق باسم السفارة الالمانية الذي قال ان "العاملين الالمان في المنظمة غير الحكومية لديهم عقود عمل مع "شلتر ناو انترناشيونال"، وحتى الآن لم ألاحظ وجود اي شقاق بين المنظمة الرئيسية في ويسكونسين والمكاتب الميدانية في باكستان وأفغانستان". وأشارت "طالبان" الى انها ارسلت 59 طفلاً كان المعتقلون يعطونهم الدروس الى منشأة اصلاحية حيث سيظلوا حتى تمحى تماماً اثار ما تعلموه. وقالت مصادر اعلامية في "طالبان" ان الأخيرة صادرت أناجيل وان الاعتقالات تمت عندما كان الاجانب يعرضون على اسرة مسلمة مواد عن المسيحية على الكومبيوتر.