حذرت دمشق امس الولاياتالمتحدة الاميركية من "الضرر الفادح" الذي سيلحق بمصالحها نتيجة تقديم واشنطن "الغطاء السياسي للمغامرات الرعناء" التي يقوم بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، ذلك بالتزامن مع تهديد زعماء لمنظمات المعارضة الفلسطينية باستهداف مصالح اميركية في الشرق الاوسط. وجاء في بيان رسمي نشر امس ان القيادة المركزية ل"الجبهة الوطنية التقدمية" وجدت في اجتماع عقد لها بعد استشهاد زعيم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ابو علي مصطفى ان مواقف الإدارة الأميركية الأخيرة "مؤسفة و مخيبة وتعكس تقييمات خاطئة ومضللة للوضع في الأراضي العربية المحتلة وفي ارجاء المنطقة، الأمر الذي شكل غطاء سياسياً لمغامرات الحكومة الاسرائيلية ولأعمالها العسكرية التصعيدية ولممارساتها الرعناء والعنصرية وترى القيادة أن هذا التطور الخطير سيلحق ضرراً فادحاً بالمصالح الأميركية في المنطقة ويقوض دور الولاياتالمتحدة كراعية لعملية السلام". وما يعطي بعداً لمدى التوتر الضمني بين دمشقوواشنطن، ان البيان صدر عن "الجبهة الوطنية" اعلى هيئة سياسية في البلاد تضم الاحزاب السبعة المرخصة بقيادة "البعث" الحاكم. وترأس اجتماع اول امس نائب الرئيس محمد زهير مشارقة. وافاد البيان: "انطلاقا من الحرص على المصالح العليا للامة العربية وامنها القومي وامن كل قطر من أقطارها تدعو القيادة لتقديم كل دعم ممكن ومتاح الى الانتفاضة الفلسطينية لتمكين الشعب الفلسطيني من التمسك بأرضه وحقوقه والصمود في وجه الآلة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة"، لافتة الى ان مواقف الرئيس بشار الاسد "امتداد وتعزيز واستكمال لنهج القائد الراحل حافظ الأسد وهو النهج الذي يعبر أفضل تعبير عن تاريخ الأمة ووجدانها وقدرتها على الصمود في مواجهة مختلف التحديات". في غضون ذلك، نظمت قيادة "تحالف القوى الفلسطينية" امس جنازة رمزية للشهيد ابو علي مصطفى في مخيم اليرموك جنوبدمشق بعدما اضربت اسواقه بضع ساعات عن العمل حدادا على الراحل. والقيت في المخيم خطابات باسم الحكومة السورية وتحالف القوى الفلسطينية وقيادة "الجبهة الشعبية".