لندن - "الحياة": - كم يكلف التخلص من كيلوغرام من الوزن الزائد في عيادة تجميلية؟ الإجابة 1700 دولاراً، لكن النتيجة لن تكون مضمونة، كما أظهرت الفضيحة الأخيرة التي خرجت تفاصيلها الى العلن في بريطانيا، خلال اليومين الماضيين، وأثارت رد فعل ساخطاً لدى الجمهور. الفضيحة موضوعها طبيب صحة لا خبرة كافية له، استطاع إجراء 200 عملية تجميلية من دون التزام حد أدنى من قواعد ممارسة مهنة الطب، قبل إخضاعه للمساءلة. وأثار الموضوع تساؤلات حول طبيعة الرقابة التي تخضع لها مهنة طب التجميل في بريطانيا، وهي مهنة مربحة تدرّ على القائمين عليها 300 مليون دولار سنوياً. وأظهر الحكم الصادر عن"مجلس الطب العام"، وهو أعلى هيئة تشرف على مهنة الطب في المملكة المتحدة، أن هناك ضعفاً من ناحية القوانين المطبقة لحماية الجمهور من أطباء التجميل المزيفين الذين لم يحصلوا على تأهيل جراحي كافٍ للقيام بمهمتهم. وسارعت الهيئات الطبية إلى توجيه دعوات إلى الجمهور للتيقظ داعية إلى التحقق أولاً من أن طبيب التجميل الذي سيقوم بالعملية ينتمي الى هيئة تجميل طبية معترف بها. وقالت مصادر طبية بريطانية ن هناك عشرات الأطباء الدجالين ممن يمارسون عمليات التجميل في بريطانيا حالياً. وذكرت أن هؤلاء يتصيدون ضحاياهم، وهم غالباً أشخاص ذوو وضع نفسي حساس، عبر اعلانات تنشر في أبرز المجلات النسائية المتخصصة وتعد بعجائب تجميلية لمن يدفع الثمن. وكان توماس نورتون، 46 عاماً، الطبيب الذي جرى شطبه أول من أمس من لائحة الأطباء، قام ب 200 عملية تجميل بين عامي 1993 و1995، إلى أن جرى كشف أمره. وكان المبلغ الذي يتقاضاه عن كل عملية يصل الى نحو ثلاثة آلاف دولار. ومن أصل 51 تهمة بارتكاب خطأ مهني فادح، أثبت الحكم الصادر على نورتون ارتكابه 42 منها، بينها عدم الاطلاع على التاريخ الطبي للمريض، وعدم ابلاغه المحاذير الممكنة للعملية، والاستخفاف بتقديم العنايةاللازمة للمريض بعد العملية. وزاد الطين بلة أن نورتون عمل في عيادة مشهورة في مانشستر بصفته "جراح تجميل" على رغم عدم امتلاكه أي خبرة جراحية حقيقية، وعدم إلمامه بتقنيات التخدير. واضطرت العيادة التي عمل بها إلى سداد مبالغ كبيرة لتسوية ثلاث دعاوى رفعتها ثلاث من الضحايا، بعدما استيقظن وسط عملية شفط الدهون، ووجدن أنفسهن في حالة ألم فظيع. كان السبب عدم منحهن التخدير الكافي نظراً إلى عدم خبرة نورتون. وخضع عدد من ضحايا نورتون الى عمليات عدة لاحقاً لاصلاح الأخطاء التي ارتكبها. كما أن أشخاصاً آخرين عولجوا على يديه اكتشفوا في نهاية المطاف أن جلدهم بات متجعداً في شكل بشع ويشبه الى حد بعيد شكل تمثال "ميشلين"، وأنه ليس بالامكان تصليح التشويه الذي لحق بهم. واشترى نورتون لزوجته وولديه منزلاً قيمته 400 ألف جنيه يحطيه هكتاران من الجنائن. كما أن نظام حياته الباذخ سمح له بامتلاك سيارة مرسيديس فخمة وكذلك سيارة "بي أم دبليو". وزاد الطين بلة اكتشاف التاريخ الأسود للجراح المزيف الذي تبين أنه سجن لمدة تسعة شهور بسبب تزويره وصفة طبية للحصول على المورفين بقصد تعاطيه، علاوة على تشويهه وجه رجل، ليس بسبب اجرائه عملية له!، ولكن بسبب ضربه بكأس محطمة نتيجة شجار على امرأة. ووعدت وزارة الصحة البريطانية بالشروع، ابتداء من نيسان ابريل المقبل، في تطبيق نظام جديد للتفتيش على العيادات والأطباء، على أمل أن يكفل وقف تجارة الدجالين بأحلام الجمال.