يشهد المجتمع السعودي في الآونة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً في الحركة التجارية من الجانب الرجالي ولكن اللافت ان هذا النجاح بدأ يصل الى المرأة في مجال التجارة الحرة خصوصاً في ما يتعلق بالأعمال الصغيرة، فهي تحاول جاهدة الدخول في سباق مع نظيرها واللحاق به. أمامها أبواب كثيرة للتجارة تستطيع التميز بها وذلك لمعرفتها أكثر من الرجل بطبيعة المرأة وحاجتها ومتطلباتها في وقت أصبحت السلع التجارية غالية ومتكررة في الوقت نفسه وأصبحت المرأة دائماً تبحث عن التميّز في كل شيء يخصها. واذا كانت المرأة أقلّ خبرة تجارية ونظامية واجرائية فإنها لا بد أكثر خبرة في ما يتعلق بها ويمسها من مجالات بات من المسلّم به في المجتمع السعودي أنها الأطول باعاً والأكثر دربة ودراية، ومن هنا نشأت بعض الأفكار والمحاولات الخاصة من بعض السيدات اللواتي يبحثن عن اعتراف في الاطار الاجتماعي خصوصاً من ناحية القبول ومساحة التحرّك التي تضيق كثيراً أمام المرأة السعودية اذا ما كان الحديث عن الأعمال الحرة. ومن هذا الباب بدأت بعض السيدات البحث عن فرص العمل التجاري مثل انشاء محال الخياطة الداخلية، ومحال خاصة بالأزياء النسائية الجاهزة والمستوردة والقيام بإنشاء محال تجارية تكون خاصة بمستلزمات الأفراح والزفاف من خدمات الضيافة والاضاءة والتأثيرات الصوتية وعمل الكوش وتنسيق الزهور وتغليف الهدايا وحفلات النجاح، ناهيك بالمستلزمات الخاصة بالأم والمولود من زي استقبال الأم وحتى مفرش الطفل والرحمانيات التي توزع هدايا من الطفل الوليد. وأصبحت بعض المحال تتوسع فلم تعد تقتصر على ذلك بل أصبحت تضيف على ذلك القيام بأعمال الديكور الخارجي والواجهات اضافة الى الديكورات الجبسية للمنازل والدهانات المتعددة وكل ما هو جديد ومبتكر في عالم التصميم الداخلي من أثاث منزلي والأثاث والستائر والحلويات والتحف والاباجورات. ومن بين هذه المحاولات ما قامت به ست سيدات سعوديات اتفقن على انشاء مشروع صغير أطلقن عليه اسم "المبدعات" تم افتتاحه قبل عامين وبدأ أخيراً يجد له مكاناً في مجتمع الأعمال. وتقول السيدة ريم السحيم احدى شريكات المشروع "أنشأنا هذا المشروع مع صديقات خمس بعدما تخرجن من جامعة الملك سعود في قسم الفنون التشكيلية. كانت فكرتنا خدمة المرأة والبحث عن الجديد مع تطور الحياة الاجتماعية وغلاء الأسعار وتكرار الأشياء في الأسواق، اضافة الى أن المرأة أقرب على فهم المرأة فما كان منا إلا أن أنشأنا محلنا الذي نجمع فيه ما تحتاج اليه المرأة من شؤونها الخاصة وحتى شؤون بيتها". أما الشريكة السيدة منيرة الحملي فتقول: "دائماً ما نلجأ الى ابتكار أفكار وأعمال نقوم بتصميمها من دون اقتباس الآخرين، إلا أننا نضطر أحياناً لشراء بعض القطع من الخارج ونقوم بإضافة لمساتنا عليها". وتوضح السيدة سارة العنقري ان نسبة الأسعار لديهن مختلفة بحسب اختلاف المناسبات والحاجات وليست لفئة معينة من المجتمع. وعن طبيعة مشاركتهن بعض الجمعيات الخيرية ونظام عملهن تقول السيدة أماني العايد انهن شاركن في جمعية "الوفاء الخيرية" ببيع بعض الأعمال التي صممنها وعاد ريعها الى جمعية الأطفال المعوقين وشاركن في جمعية خيرية ذهب ريع بيعها لأطفال مرضى القلب. نتشارك بالفكرة وتبادل الآراء وذلك صبيحة كل سبت حين يجتمعن. أما بقية الاسبوع فيكون العمل منفرداً وتضيف أماني: "على رغم نجاح الذي لاقيناه من الصحافة والاذاعة السعودية ما زلنا نواجه بعض المشكلات مثل استخراج التصاريح وتقييدنا بكتابة مشغل على اللوحة الخارجية للمحل مما يسبب لنا بعض الاحراجات من الناس خصوصاً ان نشاطنا فني اجتماعي منزلي ليس له علاقة بالمشاغل المتخصصة في الخياطة أو تزيين العرائس". وتطالب الشريكات بإعطاء الحرية للمرأة في مجال التجارة النسوية بما يخدم وطنها: "وما علينا سوى مشاهدة النجاح الذي سنبلغه أمام الدول الأخرى كونهم لا يرون في المرأة العربية والسعودية خصوصاً قدرتها على الابداع والابتكار". ويرين انه على رغم المشكلات والمعوقات الاجرائية والقانونية والنظامية وبعض "الاحراجات الاجتماعية" لكنهن يرين النجاح في الأفق، ليس النجاح المادي فحسب "ولكنها رغبة حقيقية لتحقيق الذات وتنويع مجالات عملنا كسيدات يمكن أن ننتج عبر الاستثمار في مهاراتنا الصغيرة".