دافعت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر، في مقالة نشرتها في بعض الصحف الإيطالية أول من أمس، عن زعيم اليمين سيلفيو بيرلوسكوني، المرشح الأوفر حظاً الى الانتخابات، على ما أظهرته استطلاعات الرأي. وجاء دفاع ثاتشر بعد أسبوع حافل بانتقادات وجهتها وسائل الإعلام الأوروبية الى بيرلوسكوني، وحذرت منه، اذ عنون بعضها: "بيرلوسكوني يبهر الإيطاليين ويخيف الأوروبيين". أما ثاتشر فرأت أنه ضحية "اغتيال الشخصية"، وأضافت أنه "رفيق سياسي"، وأن نظريتيهما السياسية واحدة. وأكدت أن ليس من حق الأوروبيين الآخرين التدخل أو محاولة التأثير في الإنتخابات الإيطالية. من جهة أخرى، سعى مرشح اليسار - الوسط الى الانتخابات الاشتراعية الإيطالية فرانشيسكو روتللي إلى تقديم صورة محببة عنه وتأكيد ارتياحه الى ان نتائج المعركة ستكون في مصلحة "تجمع الزيتون" الذي يتزعمه. وظهر مساء الأربعاء الماضي في برنامج عبر القناة الخامسة في التلفزيون التي يملكها منافسه بيرلوسكوني، مؤكداً ثقته بالفوز. وأفادت وكالات الانباء أن روتللي سينصرف يوم الانتخابات، غداً الأحد، الى المشاركة في مباراة لكرة المضرب ومعه عدد من حلفائه في الحملة، ساعياً بذلك الى اعطاء انطباع للرأي العام عن ارتياحه. وكان روتيللي اختار، في حملته الانتخابية، السفر في قطار يقله من شمال إيطاليا الى جنوبها مروراً بكل المدن والقرى، للتشديد على أنه سيواصل سياسة الحكومات اليسارية الأربع خلال السنوات الخمس الماضية، والتي حققت إنجازات تتعلق بإصلاح النظام الاقتصادي وفقاً للمعايير التي وضعتها معاهدة ماستريخت، وخفض العجز في الموازنة والتضخم وزيادة معدل نمو الإنتاج الصناعي والفائض التجاري وتعزيز اللير الإيطالي. ولا يستبعد مراقبون أن يخيب المرشح اليساري أمل استطلاعات الرأي التي تتوقع فوز خصمه، نتيجة التصريحات المتناقضة لقادة التحالف اليميني الذين بدوا أسرى مناخات فترة الخمسينات من القرن الماضي، بتركيزهم على خطر اليسار في البلاد. كما لا يستبعد ان تقرر نسبة من المترددين التصويت لمصلحة تحالف اليسار - الوسط، بعدما ابدى اليمين عزمه خصخصة الخدمات الاجتماعية، ما يضع المواطن تحت رحمة الشركات الخاصة. واعتبر "تحالف الزيتون" ضمان الدولة لهذه الخدمات مسألة أساسية لا تمس، اذ يستفيد منها ابناء القطاعات الشعبية والمسنون والمتقاعدون الذين يفوق عددهم الأربعة ملايين شخص.