} أدت عملية مشتركة لسلاحي الجو في بيرو والولايات المتحدة الى اسقاط طائرة مبشرين بالخطأ، بعد الشك في انها كانت تقل مهربي مخدرات. واسفر الحادث عن مقتل امرأة وطفلتها وجرح الطيار الذي تمكن من الهبوط فوق نهر في غابات الامازون حيث سارع صياد الى انتشال الركاب على متن قارب. ليما - أ ب، أ ف ب - اعترضت طائرة تابعة لسلاح الجو البيروفي تساندها اخرى اميركية للاستطلاع، طائرة ركاب صغيرة من طراز "سيسنا" تقل مبشرين انغليكانيين، بعد الشك في انها تقل مهربي مخدرات. ووقع الحادث مساء اول من امس. واطلقت الطائرة البيروفية النار على طائرة المبشرين، ما اسفر على الفور عن مقتل الاميركية فيرونيكا باورز 36 عاماً وطفلتها تشاريتي البالغة من العمر سبعة اشهر، فيما نجا زوجها جيم 38 عاماً وابنهما كوري 7 اعوام. كذلك اصيب الطيار كيفن دونالدسون وراكب آخر بجروح. واعلن الجيش البيروفي انه اشتبه في ان الطائرة متورطة في تهريب المخدرات. وقال ناطق باسمه ان الطيار "لم يمتثل لنداءات تحذير عدة وجهت اليه للتعريف عن نفسه، بعدما دخلت الطائرة المجال الجوي البيروفي قادمة من البرازيل من دون ابلاغ المراقبة الجوية البرازيلية مسبقاً بخط سيرها". لكن مايكل لوفتس رئيس الجمعية المعمدانية للتبشير بالانجيل التي تملك الطائرة، نفى ان تكون غادرت الاجواء البيروفية، مؤكداً ان الطيار كان على اتصال مع برج المراقبة المحلي. واشار لوفتس الذي تتخذ جمعيته من بنسيلفانيا مقراً لها، الى ان القتيلة وزوجها يعملان كمبشرين في البيرو منذ عام 1993، فيما يعمل الطيار هناك لحساب الجمعية منذ 1983. ووصف البيت الابيض الحادث بانه مأسوي، فيما قدم الرئيس جورج بوش تعازيه الى عائلة الضحيتين، رافضاً الخوض في التفاصيل الى حين استكمال التحقيقات. واجرى محادثات في هذا الشأن مع رئيس الوزراء البيروفي خافيير بيريز ديكويار على هامش قمة الاميركتين في كيبيك التي يشاركان فيها. واصدرت الخارجية الاميركية بياناً اكدت فيه ما اعلنه سلاح الجو البيروفي، مشيرة الى ان البلدين يتعاونان في التحقيق في الحادث. واكد ناطق باسم الخارجية ان "طائرة غير مسلحة تابعة للحكومة الاميركية كانت في المنطقة وقدمت البيانات المتعلقة بموقع طائرة المبشرين، الى القوات الجوية في بيرو التي تولت مهمة الاعتراض". واضاف ان الطائرة الاميركية تعمل في بيرو كجزء من برنامج بعيد المدى يهدف الى دعم جهود مكافحة المخدرات في بيرو. وكانت الطائرة هبطت في نهر في مقاطعة بيباس الواقعة في ولاية لوريتو شمال البيرو المتاخمة للبرازيل وجنوب كولومبيا. وقال صحافي يعمل في اذاعة "راديو بروغرامس دي بيرو" ان قائد الطائرة الذي اصيب بجروح فقد السيطرة عليها. وذكرت الاذاعة ان راكباً آخر يدعى جايم باوسين اصيب ايضاً بجروح. وسارع صياد على متن زورق الى انتشال الناجين وساعده سكان محليون في نقلهم الى مستشفى محلي حيث اجريت لهم اسعافات اولية، فيما افاد مسعفون ان فيرونكا وطفلتها قتلتا لدى اطلاق سلاح الجو البيروفي النار على الطائرة.