} يتوجه 217 ألف بحريني وبحرينية اليوم إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في عملية التصويت على ميثاق العمل الوطني التي تستمر يومين. وينص الميثاق على تحويل البحرين من إمارة إلى مملكة دستورية، وانشاء مجلسين، أحدهما ينتخبه الشعب انتخاباً مباشراً، والثاني معين مهمته استشارية، إضافة إلى قيام مؤسسات الدولة التشريعية والرقابية وفصل السلطات واستقلالية القضاء. سيصبح ميثاق العمل الوطني، في حال الموافقة عليه، وثيقة بين يدي أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ينفذ بموجبها كل ما يراه مناسباً، تمشياً مع مسيرة التحديث السياسي للدولة والنظم والمؤسسات. وستجرى عملية الاقتراع وفرز الأصوات تحت اشراف قضائي، وعدد مراكز الاقتراع 47 لكل من يومي الاستفتاء، الذي يشرف عليه حوالى تسعمئة موظف مدني. أما البحرينيون خارج بلادهم فسيدلون بآرائهم في سفارات البحرين وقنصلياتها في الخارج. وبعد الانفراج الذي شهدته البحرين خلال الأيام العشرة الماضية، وزيارات الأمير للمناطق والقرى، ولقاءاته مع زعماء المعارضة والمناقشات التي دارت بينه وبينهم، والمراسم الأميرية التي صدرت، وأهمها العفو العام الذي شمل مئات من السجناء السياسيين والمحكومين، يتوقع أن يحظى الميثاق بتأييد واسع من المواطنين. وآخر قرارات العفو الأميري صدر أمس وشمل 16 شخصاً هم محمد رضا علي عابدي، علي ابل القاسم عبدالله، حسن فرج حسن فرج، محمود خليل ابراهيم المقهوي، جعفر مكي علي مرهون محمد، حسين محمد حسين ناصر، حسن أحمد حسن مرزوق، محمد علي حسن خاتم، عادل حسين علي حسين عبدالنبي، عبدالله يوسف محمد علي الصميخ، محمد سلمان محمود مختار، عقيل ناجي خلف الصائغ، أحمد حيدر عباس حيدر، علي ابراهيم موسى علي، فرحات خورشيد أفراح خورشيد، ويوسف حبيب حسين تنكستاني. وقال عبدالوهاب حسين، أحد أبرز قادة المعارضة، الذي خرج من السجن في 5 شباط فبراير الجاري بموجب العفو العام، إن "الذي يحدث في الشارع أو لدى المهتم بالشأن العام، يجعل الجميع يقف مذهولاً أمام الخطوات المتسارعة والشجاعة التي يتخذها الأمير". وكان الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة اتخذ عدداً من الاجراءات وخطوات الاصلاحات منذ توليه السلطة بعد وفاة والده الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة في آذار مارس 1999، اعتبرت بمثابة مفاجأة لدى الرأي العام والمعارضة، وبين تلك الاجراءات الإعلان عن انتخابات تشريعية ستجرى عام 2004 وانتخابات بلدية خلال هذه السنة. وقال عبدالوهاب حسين: "إن الوحدة الوطنية والتلاحم الكبير بين الشرائح الشعبية بكل مذاهبها وفصائلها، إنما يعبّر الشعب بهما عن حرصه الكبير على سلامة جبهته الداخلية". يذكر أن البحرين شهدت عام 1973 أول انتخابات نيابية أفرزت مجلساً دام سنتين فقط، إذ قرر الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة حله، معتبراً أنه "يعرقل عمل الحكومة". إلى ذلك، تلقى الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمس رسالة من ميري روبنسون المفوض السامي لحقوق الإنسان، أشادت فيها بعفوه عن المحكومين في القضايا التي تمس الأمن الوطني.