كوالالمبور - أ ف ب - اعتقل الزعيم الاسلامي الفيليبيني نور ميسواري في جزيرة ماليزية فرّ اليها "وهو مطلوب القبض عليه لقيادته تمرداً دامياً في جنوب الفيليبين"، كما ذكرت وكالة "برناما" الرسمية نقلاً عن الشرطة. وبدا هذا الاجراء متمشياً مع التوجه الذي أعلنه الرئيس الأميركي جورج قبل أيام باعتبار جنوب الفيليبين من المناطق التي يحتمل مد الحرب ضد الارهاب اليها. وأعلن قائد الشرطة نوريان ماي ان ميسواري الذي اسس "جبهة مورو للتحرير الوطني" في بداية السبعينات اعتقل مع ستة من انصاره فجر أمس في جزيرة تقع قبالة ولاية صباح المواجهة لجنوب الفيليبين. وفي مانيلا، اعلن متحدث باسم الرئاسة ان الحكومة ستجري اتصالات بالسلطات الماليزية لطلب تسليمها الحاكم المتمرد. فيما اكد رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد ان كوالالمبور لن تمنح اللجوء السياسي لميسواري. وأوضح: "انه شأن داخلي فيليبيني، وماليزيا لن تتدخل فيه بتقديم اللجوء لمتمردي بلد آخر". وذكّر مهاتير بأن ماليزيا ساعدت الانفصاليين الفيليبينيين في الماضي، لكنه اتهم ميسواري بتبديد الفرص التي اتاحها له الحكم الذاتي. وقال: "لقد منحوا الحكم الذاتي لكنهم للأسف وبعدما تسلموا الحكم لم يستخدموا سلطتهم لتنمية جنوب الفيليبين". وأضاف "لم يفعلوا سوى القليل من اجل السكان ولم نعد نشعر بأن علينا مساعدتهم". وكانت الحكومة الفيليبينية تبحث عن ميسواري 60 عاماً بعدما شن رجاله الاثنين الماضي هجوماً مسلحاً في جزيرة جولو جنوب. ويواجه ميسواري عقوبة تصل الى السجن عشرين عاماً بتهمة التمرد. وكانت الرئيسة غلوريا ارويو اقالت ميسواري من منصبه حاكماً لاقليم مينداناو المسلم المتمتع بالحكم الذاتي بعدما هاجم حوالي 600 من رجاله مجموعة مواقع عسكرية في جزيرة جولو. وقد صد الجيش هجوم المتمردين الا ان الاشتباكات أوقعت على الاقل 113 قتيلاً من بينهم حوالى مئة مقاتل اسلامي استناداً الى الجيش. وكان ميسواري وقع عام 1996 اتفاق سلام مع حكومة مانيلا بعد 24 عاماً من حركة انفصالية مسلحة. وانتخب في العام نفسه حاكماً لمينداناو الذي يضم غالبية الاقلية الفيليبينية المسلمة. وقد دعي اكثر من مليون شخص الى المشاركة غداً في اختيار خليفة لميسواري. ويقوم اكثر من عشرة آلاف رجل بدوريات في المنطقة لضمان حسن سير الانتخابات في حين يواصل الجيش قمع ما تبقى من حركة المتمرد التي شنها الحاكم المخلوع. ولم يتمكن ميسواري الذي تخلى عنه معظم اعضاء حزبه من الترشح في الانتخابات وفسر تمرده على انه محاولة يائسة للبقاء في السلطة.